أصداء الذكريات
09تشرين22013
د. عارف تامر
د. عارف تامر - سوريا
ليل طويل فلا حبٌ ولا وحدي أجوب دروب العمر لا وطن تمرُ في خاطري الذكرى فتحملني هناك لا بارق يُرجى ولا أمل * * * أمشي تراودني الأفكارُ غائمةً وعقّني الأهل حتى لا أرى أحداً لو أنهم علموا ما قد بنيت لهم دنيا من الخير في قلبي مرابعها فكم عفوتُ عن الجاني وعصبته القاطعين دروب الذل ما تعبوا البائعين إلى الأضغان أنفسهم قالوا العروبة، قلنا كلنا عرب نحن العروبة ماضيها وحاضرها أعلامها قد رفعناها وما وهنت فكيف تنفون عنا كلَّ مكرمةٍ يا شاعر الجبل(1) العالي يهدهده وضمةُ الروح تطوي فلا سلافتها بيني وبينك عهدٌ لا انفصام له فأنت أطيبُ من غنّى على فنن لبنان يا وطن الأحباب ليس لنا من وحي أرزك صغنا كلّ رائعةٍ وعند شاطئك الحاني على أفق * * * ربي مرابعنا غارت مناهلها فلا الزهور زهورٌ في خمائلها ولا الطيورُ على الأدواح شاديةٌ بالأمس كانت على الأفنان تطربنا والشِّعر يا حسرةً في القلب موجعة في كل يومٍ دموع العين أذرفها * * * يا واهب الخير لا تحصى فضائله أنت المرجي إذا راحت تهددنا يارب هذي صلاتي كلما طلعتْ | سمريا هاجر الحي أضنى قلبي يحنو عليَّ ولا ظل ولا شجر إلى مجاهل فيها النور يحتضر ولّى الشباب وغاب النجم والقمر * * * تبدو النجوم ونجمي بعد منتظر منهم يقاسمني البلوى وينتصر من المآثر ما عقوا وما مكروا والشرُ عندي مذمومٌ ومحتقر وكم رثيتُ لمن حادوا ومن كفروا من المسير ولم تنفعهم العبر المنصتين وفي آذانهم وقرُ فلا تماروا وخلوا الحق ينتصر منا وعنا فلا تدرون ما الخبر منا السواعدُ أو حاقت بنا الحفرُ والأمسُ يعرف والتاريخ والسير همسُ النسيم وطلٌ ريقٌ عطرُ شوق المحب وبالإلهام تبتدر من الوفاء وودٌ عابقٌ نضرُ أنّى أقمت يجود العود والوتر ذنبٌ فنأتي إليك اليوم نعتذر ومن كرومك شهدُ الروح نعتصر ماج الرواءُ وحفَّ الحُسن والخضرُ * * * ومات فيها الهوى والطل والثمر ولا عبيرٌ بها يسري وينتشر أخالها وهنتْ وانتابها الكبر والآن لا السمع يحييها ولا البصر لم يبق منه سوى الأرطان والهذر إثر المحبين من راحوا ومن غبروا * * * وعالم السر منانٌ ومقتدر نوائبُ الدهر والأرزاءُ والغيرُ شمسٌ وحلَّق في أجوائنا قمر | السهر
(1) الخطاب للشاعر بدوي الجبل وهو صديق الشاعر ويذكره بأيام مرت عليهما في لبنان.