إني إذا شفة الزمان تكلمت
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )
إني إذا شفة الزمان تكلمت
أطرقت أرسل آهة و عويلا
أرثي لفجر كم يئن بقيده
يشكو سوادا بائسا و وبيلا
أبكي ظلامة حالنا و مآلنا
فالحال أمسى خانعا و ذليلا
من بعد عز كان يجمع شملنا
بمفاخر ليست ترُام بديلا
كنا بُناة المجد ليس لغيرنا
يزهو زمانٌ يُكثر التبجيلا
فلكم تزلزلت الرواسي حيثما
برز الكُماة ضراوة وصهيلا
كخيول مجد إذ تدقّ سنابكا
أضحى البغاة شراذما و فلولا
متسربلين صوارما في لحنها
سعد النفوس فكم تجيد صليلا
فيضج كل الكون يشدو نصرنا
لحن الفخار ترنُّما و مقيلا
و تتيه أزهار الرياض بعطرها
إذ ما يفوح تضوّعاً و عليلا
أوّاه ماذا قد جرى حتى غدا
بغيُ العداة يسومنا تقتيلا
ويجوب آفاق البلاد بخسة
هدموا الدروب لعزنا و سبيلا
نصبوا مكامن غدرهم في أرضنا
قد فرّقوا بين الخليل خليلا
فتشرذمت أرواحنا حتى بدا
ليل العداوة قاتما و طويلا
أترى ستغدقنا الغمام بغيثها
ما قد يغسّل عارنا تغسيلا
فتعود تزدان الشفاه ببسمة
يغدو المحيا مشرقا و جميلا
ببشارة النصر المؤزّر بعدما
صار الكتاب سبيلنا و دليلا
يا رب عجل بانجلاء مآتم
فنفوسنا ها قد رنت تبتيلا
أسعد قلوبا زادُها طول الرجا
فالجرح أمسى قاهرا و ثقيلا