الأمير الغائب
د. محمد جربوعة
كم جاب الأرضَ… وكم سألا …
كم دقّ هواتفَ واتصلا
يتأبّطَ نعلا … في دمها
تشكو قدماهُ بما فَعلا
يبكي ويردّد جملتهُ :
“ ضيّعتُ الهودجَ والجَملا”
ويبيتُ الليلَ على وجعٍ
سكّابَ الدمعة مبتهلا
يدعو : “يا خالقَ مقدرتي
حمّلتَ القلب.. فما احتملا
ظهري يترنّحُ من تعبٍ
وأحسّ على كتفي جبلا
مستأجرُ قلبي ، ساكنهُ
عصفوري الأجملُ قد رحلا
ما علّقَ زادا في كتفٍ
ما شدّ بكفٍّ… ما حَمَلا
ما قبّلَ خدّا مرتحلا
ما مسّح بابا أو قُفُلا
ما خبّأ في جيب صُوَرا
ما لعثمَ في شفة جُمَلا
ألقى للريحِ خطى ..ومضى
في الريحِ ..وغامرَ منتقلا
والصمتُ القاتل عادتهُ
مثلي بالضبط إذا زعِلا
أحلى مغرورٍ مرغوبٍ
وشبيهُ البدر إذا اكتملا
وله في الأنفِ رجولتهُ
ما طأطأَ يوما أو نزلا
عطريُّ الكفّ مصافحةً
وسخيّ الكفّ إذا بذلا
مَن يوما فازَ بصحبتهِ
فهو المحظوظ به رَجُلا
إن قيل أليسَ له قلبٌ
يخشى كالناسِ؟ يقال: بلى
لكنَّ الصقرَ طبيعتهُ
أن لا يخشى مهما حصلا
لو يرجعُ أكسرُ أضلُعَهُ
بالضمّ وأتعِبهُ قُبَلا
وأشمّ يديهِ .. وأشتمهُ
وأعاتبُ ..أصرخُ.. منفعلا
للصبر حدودٌ متعِبةٌ
منها ما شلَّ، وما قتلا
وأنا ” اليعقوبُ ” ولي طمعٌ
بقميصٍ يُلقى لي .. مثلا “