صباح النصر يا دمشق
31آب2013
د. عبد الرزاق حسين
د. عبد الرزاق حسين
صباحُكِ يا دمشقُ هَمَى وهبَّتْ منْ رياضكِ فائحاتٌ وتشفي من سقامٍ بل فِصامٍ وغرَّدتِ البلابلُ صادحاتٍ وكبَّرت المآذنُ هاتفاتٍ فذي الفيحاءُ ترقُصُ في حُلاها وبالنَّصْرِ المبينِ زهَتْ وباهَتْ وإنْ أَغلى الحسانَ عزيزُ مَهْرٍ فذي شمسُ النَّهارِ تقولُ هيّا ومن حوليكِ يا فيحاءُ صفٌّ فذي درعا ، وذي حلبٌ ، وحمصٌ وقدَّمْنَ العزيزَ من الغوالي وإدلبُ قدَّمتْ فلذاتِ كبدٍ فحيَّا اللهُ هاتيكَ المغاني * * * وإنْ غابتْ عيونُكِ يا عيوني وطالَ الليلُ في ظُلُماتِ حبسٍ وداؤُكِ يا دمشقُ وإِنْ تمادي وإنْ فاضتْ دماؤُكِ لا تبالي وإنْ سالتْ جروحُكِ منَ عَقوقٍ فذا خبرُ انتصارِكِ يَزْدَهينا بصوتٍ شنَّف الآذان منّا فصفَّق هاتفًا بردى ابتهاجًا جهادُكِ يا دمشقُ لنا طريقٌ ومجدُكِ فوقَ رأسِ الفخرِ تاجٌ وصبْرُكِ كان للدُّنيا دروسًا بإذنِ اللهِ يبرأُ كلُّ جُرْحٍ تهانينا دمشقُ مع الأماني ومهما طالَ ليلُ الظُّلْمِ يأتي ويسري في ثنايا الأرضِ نورًا | عُطوراوأنبتَ في مآقينا الزُّهورا نسائمُ تشرحُ الصَّدْرَ الحرورا روائحُ تجعلُ الأعمى بصيرا لهذا الفجرِ قدْ غنَّتْ حبورا لربِّ الكونِ ترفعُهُ شكورا ومنْ أردانِها أَلْقتْ عُطورا وشعَّتْ في العلا قمرًا منيرا فأنتِ الخودُ أَغْلاها مُهورا لوجهكِ كيْ يكونَ لها نَصيرا منَ الحورِ التي فاقتْ بدورا حماةٌ كلُّهنَّ زهونَ نورا فهزَّ المجدُ عِطْفَيْهِ فَخُورا غدتْ بفعالهمْ روضًا نضيرا مغاني العزِّ منبجَ والشُّغورا * * * وأظلمَ وجهُكِ الزَّاهي دُهورا ومجدُكِ يا دمشقُ غدا أسيرا وفاضَ الهمُّ أَمواجًا بحورا فقدْ فاحتْ بها الدُّنيا عبيرا وداءُ الكلْبِ جرَّعَكِ الشُّرورا بشيرُ النَّصْرِ جاءَ بهِ بشيرا بهِ التاريخُ ردَّدهُ فَخُورا تدفَّق ماؤُهُ عذبًا نَميرا لسفرِ المجدِ نعبُرهُ عُبورا وتاجُ العزِّ كانَ بكمْ جديرا كصبرِكِ لمْ تَرَ الدُّنيا نَظيرا وتعلو شامةُ الدنيا ظُهورا بأنْ تبقي لأهلِ الحقِّ سُورا ضياءُ الصُّبْحِ يخرقُها السُّتورا فَتُشْرِقُ مِنْ لآلئِهِ سُرورا |