أبو الزهراء
عبد الباقي عبد الباقي / سوريا-دير عطية
[email protected]
إنّي لِمدحِكَ قد عَقَدتُ لِوائي
وبه أَنطْتُ مَحَبَّتي وَوَلائي
وله وَهَبتُ جَوارحي وحَشاشَتي
ونَذرتُ كلَّ قَصائدي وحُدائي
فمضيتُ أَشْدو بالغناء بفضلكم
أَسمو وأصْدح في ذرا العلياءِ
وأتِيه فخراً، قائلاً ومؤكِّداً
إِني أحبُّكَ يا أبا الزّهراء
حُباً يزيدُ عن البريِّةِ كلِّها
ويفوق عِشقَ الأهل والأبناء
حُباً تَملَّك مهجتي ومَشاعري
وَسَرى بكلِّ جَوانحي ودمائي
فأنارَ حُبُّكُمُ طريق سَعادتي
وأضاءَه بسَنائِهِ اللألاء
فَسموتُ فيه إلى المراتبِ والعُلا
وغَدْوتُ أَسعَدَ من عَلى الغبراء
************
إنّي أحبُّكَ، والمحبَّةُ مذهبي
أنتَ الرسولُ وسيّدي وشِفائي
ماذا اعدِّدُ من فضائلك التي
فاقَتْ جميع شمائل العظماء
فيكَ الكمالُ بِجُلِّه وجَلاله
فيك الجمال مقالة الأدباء
عَلّمتنا أنّ المحبَّةَ واجب
فيها السَّعَادةُ غايةُ الشُرفاء
أُرسلت فينا رَحمةً ومودةً
للعاملين بهَدْيِكَ الوَضَّاء
فمحوتَ كلَّ جَهالةٍ وضلالةٍ
وطَمستَ كلَّ مَعالم الظَّلماء
وأقمتَ مُجتَمَعَ الفضيلة والتُّقَى
وأشَدْتَهُ بالعلمِ والعلماء
من هَديِكُمْ، أجدادُنا سادوا الدُّنى
نَشَروا الهِدايةَ ما وراء الماء
سادُوا الشعوب محبَّةً وعدالةً
نالوا من الأمجادٍ كلَّ ثَناء
فلقد روى التاريخُ أَنّ محمداً
خيرُ الأنامِ وأعظمُ العُظماء
************
يا إخوَة الإسلام، أوفوا عَهدكم
نحو النَّبيِّ، لقوله بجلاء
لن تؤمنوا حتى يكون محمّدٌ
خَيراً من الأموالِ والأبناء
لن تُنصروا حتّى يكون جهادُكمْ
ومضاؤكم بِمحبَّةٍ وَولاء
فَتوجّسُوا، واستيقظوا من نومكمْ
وتنبّهوا لخَساسةِ الأعداء
هيّا أعدّوا واستعدّوا واركبوا
لا تأمنوا للحيّةِ الرَّقطاء
فيها النُّعومةُ مَلمسٌ لكنَّما
أنيابُها فيها عظيمُ الدَّاء
************
عذراً أبا الزّهراء إن لم أرتَقِ
بقصيدتي لِمراتب البُلغاء
حَسْبي بأنّك شافعي يا سّيدي
ولكمْ نَذَرتُ محبَّتي وَولائي
أهلي وَعِرضي، إخوتي وأحِبَّتي
قَلبي وروحي، دُونكمْ وفدائي
صَلى عليك اللهُ ما قرأ الورى
آيَ الكتاب وسورةَ الشُعراء
ولتشهد الدُّنيا بأنّي مُسلمٌ
حُبُّ الرسولِ سَعادتي وهنائي