المعلقة / 1 /
محمد إقبال بلو
كتاب خطه الوجدٌ
وحرف ضاع في الآفاق منهزماً
بدا في بوحه البعدُ
وكل مسيرة الأيام متعبةٌ
فلا أوطان تهنأ بي
ولا أفكار تفهمني
ولا أنثى أرى نفسي بعينيها
إذا طارت عصافيري
وغابت قبل أن تشدو
أقبل كف أحلامي
ليرضى الحلم عن نفسي
ليغفر كل خاطرةٍ
على مجذاف آلامي
تعربد دونما خوفٍ
تثورُ تثورُ كالإيمان حين يصيبه الزهدُ
وأبتاع ابتساماتي
من الأزهار من حانوت ضحكتها
من القمر الذي
بسماء نافذتي
يُسَطّر آخر الضوءِ
ويغرف دمعة العشاق من فمها
ويمضي تاركاً روحي
على أطيافها تغفو
على التظليل والفيءِ
يصاب الليل بالأرقِ
وحتى الفجر لا يأتي
ويصبح أصفراً ورقي
ويخرج أصغر الأشياء إن أقبلتُ
من شيئي
يفر الدفء من دفئي
وأبقى في معلّقتي
أعلق كومة الآمال في سجادة الشفقِ
غبار لوّن الأفقَ
الذي يحتار في أفقي
فهل ما زلت منبوذاً
وهل أصبحت لامرئي
رغيف الخبز أخفاني
بفجوته التي خلقت على النارِ
وغطاني
لئلا يظهر العملاق من ظلي
ويصرخ مثل أفكاري
رغيف الخبز مجنونٌ
مُنَرْجَسةٌ رغائبهُ
ومن ألف من الأعوام فاوضني على قلمي
على خبزي
على عندي وإصراري
فلم أقبل بهدنتهِ
فخطط لي
وحاك طحينه المصنوع من سمٍّ على عنقي
وظل بقسوة يرنو
إليّ كأنه ثأري
وغطاني وأشعاري
أنا والحب متهمان في قفص من الرملِ
فإن حاولت أن أمضي لجنتهِ
غُمِرْت وزيد لي حملي
وإن صمتت أحاسيسي بكى شوقاً
لما أحويه في قلبي من الغزلِ
تفرق بيننا الذراتُ
تقتل كل رغبتنا
وتسحق متعة الوصلِ
فهل أبقى على رئتين خاويتينِ
أم أحيا على القتلِ
كطير صاده المطرُد
وقفت على حكاياتي
أجفف دمع أجنحتي
وأذرف قصة الوطنِ
الذي انهارت جوانبه من السيلِ
وأذكر قبل تهجيري
صلاح الدين ذاك القائد العربي
أليس أخي
أليس أبي
ألم يُرْجع لنا القدسا
فهل نحتاج تاريخاً
يعاد لنصنع الأمسا
سأصرخ كلما صرخت مآذننا
عسى الأيام والتاريخ والإنسان تصرخ بي
تقدمْ
إننا بالحق لا نخشى
هنا
جناً ولا إنسا
أناملنا تضيع بلا خواتمها
ويبقى الحب دون ندى
فلا إزهار أو إخصاب في أرضٍ
يموت ترابها كمدا
فهل نرقى بأمتنا
ونمسح بانتفاضتنا
جداول غصة الشهدا
وننزع عن ضمائرنا
حبال الذل والمسدا
فيمسي النيل مبتسماً
ويضحك للدنى بردى