شَمْسُ.. الْوُجُودْ
محسن عبد المعطي عبد ربه
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 158سورة الأعراف صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمْ
اَلْإِهْدَاءْ
إِلَيْكَ سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِي أَحْلَى قَصَائِدِ الْحُبِّ صَاغَتْهَا نَبَضَاتُ قَلْبِي وَهَمَسَاتُ رُوحِي وَأَشْوَاقُ صَبٍّ تَيَّمَهُ الْحُبُّ فَعَاشَ فِي نُورِ هَذَا الْحُبِّ يَسْرِي بِهِ فَيُحِيلُ الظُّلُمَاتِ نُوراً وَالصَّعْبَ سَهْلاً وَالضِّيقَ فَرَجاً وَالْهَمَّ فَرَحاً سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا أَحَبَّ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ يَا أَحَبَّ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ إِلَى قَلْبِي سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ حُبُّكَ يَسْرِي فِي شَرَايِينِي وَأَوْرِدَتِي وَدِمَائِي قَضَيْتُ سِنِي عُمْرِي أَشْدُو بِحُبِّكَ إِلَيكَ سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ- يَا إِمَامَ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدَ الْمُتَّقِينَ وَشَفِيعَ الْمُنِيبِينَ وَغَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَمَلاَذَ اللَّائِذِينَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ لِلْعَالَمِينَ- أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةَ أَبْدَعَهَا حُبِّي لَكَ وَسَمَّتْهَا قَرِيحَتِي
عَرَفْتُ الْهَوَى وَالْقَلْبُ بِالْحُبِّ وَأَخْلَصْتُ سَاعَاتِ الْحَيَاةِ لِحُبِّهِ يَجُوبُ بُقَاعَ الْأَرْضِ شَوْقاً إِلَى الْهَوَى قَضَيْتُ سِنِينَ الْعُمْرِ أَشْدُو بِحُبِّهِ * * * وَهَلْ فِي الْوَرَى مِثْلُ الْحَبِيبِ مُحَمَّدٍ وَيَخْرُجُ فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ لِأَنَّهُ فَلَمْ يَرَهُ الْأَعْدَاءُ مِنْ فَرْطِ نَوْمِهِمْ وَآمَالُهُمْ خَابَتْ وَقَدْ ضَلَّ سَعْيُهُمْ * * * لَقَدْ سَلَكَ{الْمُخْتَارُ}بِالذِّكْرِ دَرْبَهُ فَيَا فَرْحَةَ{الصِّدِّيقِ}قَدْ جَاءَهُ السَّنَا لَقَدْ خَطَّطَ{الْمُخْتَارُ}لِلْهِجْرَةِ الَّتِي وَقَدْ سَلَكَ{الْخِلَّانِ}دَرْباً مُذَلَّلاً * * * وَلَكِنَّهُ صَانَ الْأَمَانَةَ وَقْتَهَا يُسَانِدُهُمْ رَبُّ الْعِبَادِ بِلُطْفِهِ وَيَحْمِيهِمُ مِمَّا يُدَبِّرُهُ الْعِدَا وَفِي{غَارِ ثَوْرٍ}قَدْ أَقَامَ ثَلَاثَةً * * * وَصَاحِبُهُ{الصِّدِّيقُ}يَخْشَى دخُولَهُمْ وَخَيْرُ عِبَادِ اللَّهِ هَدَّأَ رَوْعَهُ عَلَى الْغَارِ أَرْسَى الْعَنْكَبُوتُ نَسِيجَهُ عَلَى الْغَارِ قَدْ بَاضَ الْحَمَامُ لِنَصْرِهِ * * * لَقَدْ صَرَفَ الْأَعْدَاءَ عَنْ أَشْرَفِ الْوَرَى وَتَابَعَ{مَاحِي الظُّلْمِ}وَالصَّحْبُ ظَعْنَهُمْ يُمَهِّدُ دَرْبَ النُّورِ كَيْ يُنْقِذَ الْهُدَى وَأَدْرَكَ{جُنْدَ اللَّهِ}{فَرْدٌ مِنَ الْعِدَا} * * * وَلَكِنْ يَخِيبُ الْمُشْرِكُونَ بِظَنِّهِمْ تَلُوحُ الْمُنَى ثُمَّ انْطَفَتْ بِبَرِيقِهَا أَرَادَ{مَلِيكُ الْكَوْنِ}أَنْ يَهْدِيَ{الْفَتَى} وَسَارَ{حَبِيبُ اللَّهِ}فِي الدَّرْبِ آمِناً * * * وَسَارَعَ أَنْصَارُ{الشَّفِيعِ}بِفَرْحَةٍ تَلَقَّوْهُ بِالتَّرْحَابِ وَالْبِشْرِ وَالْهَنَا لَقَدْ طَلَعَتْ{شَمْسُ..الْوُجُودِ}بِدَارِهِمْ لَقَدْ حَقَّ شُكْرُ اللَّهِ يَا قَوْمُ إِنَّنَا * * * فَيَا أَيُّهَا{الْمَبْعُوثُ}أَهْلاً وَمَرْحَباً أَتَيْتَ بِأَمْرِ اللَّهِ فَالْكُلُّ طَائِعٌ بِنُبْلِكَ يَا{يَاسِينُ}خَلَّدْتَ حُبَّنَا بَنَيْتَ لَنَا مَجْداً كَبِيراً وَمَسْجِداً * * * وَأَحْيَيْتَ أَمْوَاتَ الْقُلُوبِ لِغَوْرِهِمْ وَأَنْقَذْتَنَا مِنْ كُلِّ حَرْبٍ شَنِيعَةٍ فَقَبْلَكَ كُنَّا فِي ضَيَاعٍ وَفُرْقَةٍ فَنَادَيْتَ بِالتَّوْحِيدِ فِي خَيْرِ أُمَّةٍ | زَاخِرُوَذُقْتُ لَهِيبَ الشَّوْقِ وَالْحُبُّ آمِرُ وَعِشْقُ الْهَوَى زَادِي وَقَلْبِيَ طَائِرُ لَعَلَّ حَبِيبَ الْقَلْبِ بِالْعَيْنِ نَاظِرُ وَحُبُّ رَسُولِ اللَّهِ فِي الْقَلْبِ عَامِرُ * * * لِنُصْرَةِ دِينِ الْحَقِّ دَوْماً يُخَاطِرُ؟!!! إِلَى مَهْبَطِ النُّورِ الْعَظِيمِ مُهَاجِرُ؟!!! لَقَدْ عَمِيَتْ أَبْصَارُهُمْ وَالْبَصَائِرُ إِذَا مَكَرُوا بِالْحَقِّ فَاللَّهُ مَاكِرُ * * * يَرُومُ{أَبَا بَكْرٍ}وَتَمَّ التَّشَاوُرُ وَهَلَّ ضَيَاءُ الْحَقِّ وَالْبَيْتُ زَاهِرُ!!! تُنِيرُ رُبُوعَ الْكَوْنِ فَالْكُلُّ حَائِرُ يُعَاوِنُهُمْ فِي ذَلِكَ الدَّرْبِ{كَافِرُ} * * * وَسَارَ مَعَ{الْمِصْبَاحِ}وَاللَّيْلُ سَاحِرُ وَيَحْرُسُهُمْ وَالنَّجْمُ بِالْأُفْقِ سَاهِرُ وَيَمْحَقُ أَهْلَ الْكُفْرِ فَاللَّهُ نَاصِرُ وَأَخْبَارُهُمْ تَأْتِيهِ وَالزَّادُ وَافِرُ * * * إِلَى الْغَارِ فَاهْتَزَّتْ لِذَاكَ الْمَشَاعِرُ وَطَمْأَنَهُ أَنَّ الْإِلَهَ يُؤَازِرُ لِيَحْمِيَ خَيْرَ الْخَلْقِ مِمَّنْ يُحَاصِرُ أَلَا إِنَّ رَبَّ النَّاسِ فِي الْغَارِ حَاضِرُ * * * {بِأَضْعَفِ خَلْقِ اللَّهِ}وَاللَّهُ قَادِرُ أَلَا إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ جَلْدٌ وَصَابِرُ فَهَاجَتْ جُمُوعُ الْحِقْدِ وَالْبَغْيُ غَادِرُ فَخَافَ{أَبُو بَكْرٍ}وَثَارَتْ خَوَاطِرُ * * * وَيَنْتَكِسُ الْأَعْدَاءُ فَالْحَقُّ ظَاهِرُ وَفِي الْأَرْضِ قَدْ دَبَّتْ وَغَارَتْ حَوَافِرُ فَآمَنَ وَازْدَانَتْ لَدَيْهِ الشَّعَائِرُ سَعِيداً فَقَدْ زُفَّتْ إِلَيْهِ الْبَشَائِرُ * * * لِلُقْيَا رَسُولِ اللَّهِ وَالْكُلُّ شَاكِرُ يُغَنُّونَ وَارْتَاحَتْ إِلَيْهِ الضَّمَائِرُ وَأَشْرَقَ فَجْرٌ قَدَّسَتْهُ الْعَشَائِرُ نَعِمْنَا بِخَيْرِ اللَّهِ وَالْكُلُّ ظَافِرُ * * * لَقَدْ جِئْتَ فَانْهَلَّتْ عَلَيْنَا الْمَفَاخِرُ وَنَحْنُ رِجَالُ الْحَقِّ وَالْخَيْرُ جَابِرُ فَزَالَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ عَنَّا الدَّيَاجِرُ تُصَلِّي بِسَاحَتِهِ النُّجُومُ الزَّوَاهِرُ * * * وَآخَيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فَالْفَضْلُ غَامِرُ فَأَحْسَنْتَ وَانْقَادَتْ إِلَيْكَ الْعَنَاصِرُ وَقَبْلَكَ قَدْ دَارَتْ عَلَيْنَا الدَّوَائِرُ وَأَنْجَيْتَنَا بِالْحَقِّ مِمَّا نُحَاذِرُ |