شَظَايَا الحُرِيّةِ
27تموز2013
د.نبيل قصاب باشي
د.نبيل قصاب باشي
أيُّ روحٍ طارتْ إليـها أيُّ نجوى تئنُّ في وَجَعِ الظّلمـ أيُّ أُمٍّ قدْ أوجعَتْ أُذُنَ الصَّمْـتِ وأبٍ ناحَ في هَزيعِ الليالي هاهنا ترجُفُ الجثامينُ سكْرَى وهنا أنَّـةٌ يلوذُ بها الصَّمْـتُ أيُّ ثكلى قـدْ أرَّقتني ونامتْ وزغاريدُهـا تَصَابتْ تُصلِّي * * * يَحْرِقُ الآمنيـنَ مارجُ وَحْـشٍ يخطفُ الماءَ منْ حناجرنَـا عَجِبَ الغابُ منْ وحوشِ بَرَايانـا يعجزُ الواهمونَ عنْ وصفِ وَهْمٍ ليسَ للعقلِ أنْ يُحيـطَ بوصفٍ أيُّ وصفٍ كبَتْ خيالاتُهُ السَّـ ليـسَ في الخَلْقِ مـاردٌ يتشهَّى أيُّ حريّةٍ يناطحُها القَهْـرُ نحنُ مَنْ فجَّرَ الأمانيْ شَظَايا * * * هذهِ الشَّـامُ غمَّسـتْها المنـايا قدْ رضعْنَا الإباءَ منْ صدرِهَا أيُّ هَوْلٍ في "الشامِ" عَبْقَرَهُ القَهْـر قلْ لقتلى التاريـخِ في كرْبَلاءٍ إنْ يكنْ في الحُسينِ حُمَّ قضاءٌ فانظرِ اليومَ كلَّ يومٍ حُسينٌ كلَّ يومٍ يُعانقُ الموتَ في "الشَّـامِ" كلَّ يومٍ يُكَحِّـلُ الجفنَ دمعٌ كلَّ يومٍ يختالُ في عُرْسنا الموتُ * * * أيُّ مَجدٍ يُجَرْجِرُ الشَّـمْسَ في أيُّ حُريةٍ تشظَّتْ بها الأَرْواحُ كمْ حَرَقْنا حُروفَها في جبينِ ونقشْنَا ألوانَها في لهيبِ النَّـ إنَّها وَمْضَةٌ منَ اللّـهِ لاحَتْ إنَّها الفِطْرَةُ التي فُطِرَ الخَلْـقُ إنَّها في السّماءِ صوتٌ وفي الأرضِ إنَّها الدَّمْعُ في جُفونِ الثَّكالى هيَ صوتُ الأحرارِ دوَّى بهِ ومضَى في نَفِيـرِهِ كلُّ حُـرٍّ قدْ عقدْنَا عَزْمَ الُمنَى والمنَـايَا إنْ نَمُتْ في الُمنَى نَمُتْ في هَوَاهَا كلُّ شيءٍ في الأرضِ يفنَى وَلكنْ * * * يا دعاةَ السلامِ أيَّـةُ دَعْوَى أيُّ أمنٍ لمجلسٍ حافَ تَغْتَا أيُّ شَكْلٍ تُرْفَى بـهِ في أيُّها العابثونَ في لَهَبِ النَّـارِ احْرقُونَـا ففي رَمَادِ هَوانَـا احْرقُونا ففي قناديلِنَا البُركـ احْرقُونا ففي أزيز لَظَـانا احْرقُونا فمِنْ جَحِيمِ شَظَايَانَـا احْرقُوناهلْ يحرقُ النورَنارٌ؟ احْرقُونا فنحنُ مَنْ حرقَ النَّـارَ احرقُونا فنحنُ مَنْ دوَّخَ القهْرَ نحنُ مَنْ دَمْدَمَ الصَّدى فتهاوتْ نحنُ رَجْعُ الزئيـرِ إنْ نَهْنَهَ نحنُ بَرْدُ الظِّـلالِ إنْ شُـبَّ في وإذاالريحُ هَزْهَزَتْ في حِمَانا لا يشاءُ العدوُّ إنْ نحنُ شِـئْنَا ومعاني الأفعالِ تَحْكي سَـجَايَانـا وإذا ما السَّماءُ راحتْ تُنادينـا * * * هَمْهَمَاتُ الشَّهيدِ حَمْحَمَةُ هَمْهَمَاتُ الشَّهيدِ تَصْدَحُ في شفاهِ الشهيدِ ألفُ نبيٍّ في شفاهِ الشهيدِ تغرَقُ نجوى تتَهادَى المَهَا بدمعةِ عيْنَيْـهِ إنَّ رُوحَ الشّهيدِ أيكـةُ رَوْحٍ وترفُّ الجِنَانُ في رَاحتَيْـهِ وتنامُ الأعشاشُ في حضنهِ الحَـ و تذوبُ الحُورُ الحِسَانُ بنَجْـوَاهُ إنَّـهُ إنَّـهُ عريسٌ منَ الأرضِ يا صلاةَ النبيِّ غنِّي تَصَابيـهِ | السَّماءُوَتَمَاهَتْ في عرشِـهَا الكبرياءُ؟! ـاءِ والليلُ شَهْقَةٌ ودُعاءُ؟! وَمَاجتْ في نَوْحِهَا الصُّعَدَاءُ؟! ونداماهُ في الدُّجَى الأشلاءُ؟! وعويلٌ مِنْ حَوْلِها وبُكـاءُ ويبكي في نَوْحِـها الإصغاءُ في كوابيسِ رَوْعِهَا الشُّـهداءُ؟! في نَجَـاوى دُموعِها الأنبياءُ * * * وبجَنْبَيـهِ تعصفُ البغضاءُ الظمآى ويُرْوى مَنْ كانَ في فِيهِ ماءُ ولاذتْ بوَهْمِهَا العَنْقَاءُ لأسَـانَا ويخرسُ الشُّـعراءُ قدْ دهانَا،، هلْ جُنَّتِ العقلاءُ؟! ـكرى و باءَتْ بفقهِهِ البُلَغاءُ؟! حَرْقَنا مثلَ ما جَنَى الأشقياءُ ويمضي في قتلِهَا الجُبَنَاءُ؟! فاسْتهَامَتْ في جَمْرِهَا الشهداءُ * * * بالسّـجايا وقدَّسَـتْهَا الدِّمـاءُ الحَـاني فعَزَّ الآباءُ والأبناءُ وألقـاهُ في حِماهَا الفَناءُ؟ كلَّ يـومٍ في "شـَامِنَـا" كرْبَلاءُ وانْتَهَى عندَهُ الأَسَـى والبلاءُ نُثِرَتْ حولَ رأسِـهِ الأشـلاءُ رِجَـالٌ وتشتهيهِ نِسَـاءُ وَتناغي أوجاعَـهُ البُرَحَاءُ وتُصْبِي ألحانَـهُ البَلْوَاءُ * * * "الشَّـامِ" ويرميـهِ في سَناها الفضاءُ؟! فافترَّ لونُـها الوَضَّاءُ؟! الشـمسِ حتَّى عَنَتْ لنـا الظلماءُ! ـارِ فانداحَ في سَناهَا البهاءُ تَتَهادى في وَهْجِهَا الخُيَـلاءُ عليها وَحُمَّ فيها القضاءُ دمـاءٌ قدْ عَانقتْهَا السّماءُ يَتَصَابى في شَـجْوِها الأبرياءُ الموتُ فانهارَ دونَـهُ الجُبَنَاءُ فرَّ منْ كـرِّهِ العَتِيِّ الفَنَـاءُ فأبـَرَّتْ بعهْدِهَا الشُّـهَدَاءُ كمْ قتيلٍ في الحبِّ أوْدَى الوَفَاءُ ليسَ تَفْنَى الحُريَّـةُ الحَـمْراءُ * * * ضَحِكَتْ منْ غَبائِـهَا الأغبياءُ لُ البَرَايَـا أقلامُهُ السَّـوداءُ؟ دَهَاليزِ الدَّيَاجِي أكفانُنَـا البيضاءُ؟ أفي النّارِ تُحْرَقُ الأَحيَاءُ؟ جَنَّةٌ أعشـبتْ بها البيـداءُ ـانُ أرْغَى بجَمْرِهِ الّلأْلاءُ يصْدَحُ العَاشـقونَ والشُّـعراءُ تَفيضُ الأرائِكُ الخضراءُ احْرقُونا ففي لظَانَـا الفناءُ وَدَانتْ لوَهْجِنَا الرَّمضاءُ وَذلَّتْ لبأسِـنا البَأْسَـاءُ لصَدَانَـا الجَلامِدُ الصَّمَّاءُ الأُسْـدَ زئيـرٌ أوْ عَيَّتِ الأصداءُ الأرضِ هجيرٌ أوْ أقفرَتْ صحراءُ هربَتْ منْ هَزيزِنَـا الأنواءُ وإذا شـاءَ خصمُنَا لا نَشَـاءُ نَشَاوَى وَتطْرَبُ الأسْمَاءُ اشتياقاً فنحنُ نحنُ النِّداءُ * * * المشـتاقِ تصبو بلحنِهَا الهَيْجَـاءُ نَجْواهَـا هَدِيلاً ترجُّهُ الأَرْجَـاءُ وبعَيْنَيْـهِ تسكنُ الأولياءُ اللَّـهِ سكْرَى وتشهَقُ الأنبياءُ حيارَى وتستحمُّ الظبـاءُ تتشهَّى رحيقَها الأشـذاءُ وتموجُ الأفنـانُ و الأَنْـدَاءُ ـاني وتغفو في عطرِهِ الوَرْقَاءُ و تصبو في ثغرِهِ الصَّهْبَاءُ فطُوفي بعُرسِـهِ يا سـمَاءُ وسـبِّحْ بحمـدِه يا دُعَاءُ |