صمت العيون
لطفي بن إبراهيم حتيرة
كالصّمت
في عيون الأيتام..
كالصّمت
ساعة الموت,
لحظة الذ ّّوبان..
كالرّسم
على الموج..
كالوشم
على الكفّ وفوق
اللّسان..
تنساب
الأحزان..
تسيل
فوق الأرض
تغمر الأشجار,
وتغرق الجدران..
كالصّمت
في أعياد الموتى..
في رقصات الغرقى..
في سكنات النّخل,
ورعشة الأغصان..
عندما
يأتي الطوفان..
عندما
يسقط القمر,
في كفّ الشّيطان..
وتختفي
الشّمس خلف الكُثبان..
كعين ثعبان,
متعبة,
مرهقة,
تريد أن تنام..
كالصّمت
في محاجرالعميان..
في حناجر الثكلى ..
وفي شعب المرجان..
حيث النّجوم
منتحرات..
حيث الزّهور
باكيات..
والخيول
الصّافنات..
تسبح
الأرواح تطير,
وتلتقط
العقيق وتمسك
القناديل..
كالصّمت
في الحجرات..
تحت المخادع,
وفوق الكراسي,
وعند الشّرفات..
في ليالي
أندلسيّة..
على صدر
إفريقيّة..
في مقهى
عربيّة..
نترشّف
الدّموع..
ونشرب
الأحزان..
في كأس
مكسورة..
وفي فنجان
بصق
فيه الشيطان..
وراح
وسط الرّكح
يرقص عريان..
أفعى
وثعبان..
من فوق الهوّة
يبتسمان,
يتغامزان,
ويوزّعان السموم,
وبطاقات
الحرمان..