إنَّما الغيبُ لله
01حزيران2013
شريف قاسم
قال الله تعالى :( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) 1/الإسراء
وقال سبحانه : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) 18/ النجم
| عالَمُ الملكِ فاضَ بالمعجزات جلَّ ربِّي سواهُ لايعلمُ الغيبَ ... ووجوهُ الإعجازِ تترَى ، وتُلفى غير أنَّ الإيمانَ باللهِ أعطى فأتاهم نورُ اليقينِ بعلمٍ فرأينا عقولََهم في تبابٍ شدَّهم ذا النقيقُ ، فاعتلجَ الحالُ ... وتنادوا إلى مقارعةِ الحقِّ ... أيُّ زندٍ وارٍ لديهم ، وعلمٍ إنَّه الملكُ بانَ ، والملكوتُ الغيبُ ... فحديثُ الإسراءِ جاءَ جليًّـا وبه محَّصَ الإلهُ قلوبًـا فأشاحتْ بالحقدِ عن نضْخِ شِركٍ فتولَّتْ وأدبرتْ عن مزايا وحبا الله مؤمنين كرامًـا وسقاهم رحيقَها ، فتهادى واجتباهم لهجرةٍ بعدَ كربٍ فإذا الفتحُ آيةٌ تتجلَّى قد تضيقُ الرحابُ أثقلها الظلمُ ... ويداها : يابؤسَ أيدٍ تلظَّتْ لحقتْها مدى الحياةِ مخازٍ وقيودٌ لها بدنيا وأخرى خابَ مَن حاربَ الشَّريعةَ يومُـا وله الويلُ ، لن يفرَّ ، وهيهاتَ ... أرخصَ العُمرَ في البطالةِ ، تبًّـا فاته الخيرُ ، فالنَّدامةُ أدنى تلك حالُ الجُناةِ في لُججِ الإثمِ ... لو أناخوا ببابِ ربٍّ كريمٍ وتنادوا يُصغون للغيبِ يروي لأنالتْهُمُ الكرامةُ منها إنَّ عُمْرًا تباسقَ الفضلُ فيه باتَ في ظلِّها يشيمُ اصطفاءً أنبأتْهُ الآياتُ تُتْلَى بألاَّ ويُضيعُ السبيلَ واغلُ بيتٍ أيعافُ الغُطاطَ صالحُ نفسٍ ثمَّ يمضي ، فالليلُ يدعوهُ معْ مَنْ هكذا ضاعَ أو أُضِلَّ بقومٍ من مثاني الرحمنِِ جاءت بوحيٍ كلما جاء بالمعارفِ عصرٌ وَجَدَ العلمَ سِرَّه في المثاني فحديثُ المعراجِ يُغني عقولاً كَفَرَتْهَا نفوسُهُم ، فاستُجرَّتْ فَوَنَتْ عن بناءِ مجدٍ جديدٍ وبنوهُ أهلُ المحامدِ عاشوا سورةُ التوبةِ الأثيرةِ زادٌ ويح قومي ! عافوا الجميلَ ، وهاموا فَكَبَا عزمُهُم ، وأوهتْ قُواهُم وتناسوا شريعةَ اللهِ أحيتْ فهي الأمَّةُ التي قد حباها وهي الخيرةُ اجتباها ، فهبَّتْ أنضَت السَّيفَ للجهادِ ، وأولتْ في الملماتِ أدأبَتْ من خُطاها ما استكانتْ لظالمٍ ذي غُلُوٍّ واغتدتْ بالهدى إلى المجدِ دهرًا أُمَّةُ المصطفى ستحيي عُهودًا يومَ أَمَّ النَّبيُّ في القدسِ ليلا خلفَ طه الحبيبِ في ليلةِ الإسراءِ ... فهو الخاتمُ الرسولُ لكلِّ الرُّسْلِ ... وبدين الإسلامِ أمرعت الأرضُ ... عالميٌّ هو الحنيفُ ، فطوبى يومَ عابوا الضَّلالَ أركسهم في الضَّنْكِ ... وتساموا بدين أحمدَ عـزًّا الصَّلاةَ الصَّلاةَ يا أُمَّة الخيرِ ... هي هامُ الإسلامِ ، فيها تجلَّتْ وهي المعراجُ الأغرُّ لِمَنْ صلَّى ... في محاريبِها ، وكلُّ مُصَلَّى وإليه أبناؤُهم في البيوتاتِ ... فالسُّمُوُّ المحمودُ فيها ، ومنها تسجدُ الروحُ للعظيمِ ، فيحيا | ليريهم آياتِه البيِّناتِ ... وهذي من أعظمِ الآياتِِ في حنايا وجودِ نا سلساتِ لصِحابِ الألبابِ طيبَ الذَّاتِ غابَ عنه الجُفاةُ في الظلماتِ وأماقيهم عنه منحسراتِ ... عليهم بالغيِّ والزَّلاتِ (1) ... فآبوا بأقبحِ القسماتِ ماتعدَّى ضحالةَ النفثاتِ ... عنوانُه بهذي الحياةِ في المعاني النَّديَّةِ المحكَماتِ أشعفتْها شريعةُ الصَّالحاتِ (2) لم يزلْهُ الثَّجَّاجُ في المعصراتِ ( 3) مزهراتٍ في العيشِ بالحسناتِ بمفاتيح عزَّةٍ ونجاةِ ظمأُ الروحِ بالرؤى المُعلماتِ جاءَ تاريخُها بصدقِ الرواةِ بالبطولاتِ بعد طولِ أناةِ ... فحِضناها مرتعٌ للجُنـاةِ بجحيمِ الأذاةِ والمفجعاتِ كالحاتٍ لحين وقت المماتِ أُثقلتْ بالثُّبورِ واللعناتِ ورمى أهلَها بألفِ قناةِ ... فهذا الشَّقيُّ خِدنُ العُصاةِ فالنَّواصي مغبرَّةُ الشَّعراتِ بلظاها إليه من كلِّ آتِ ... لإفلاسِهم من الرَّحماتِ وتواصوا بالحقِّ لا الشُّبهاتِ من حديثِ المعراجِ لا التُّرَّهاتِ عَذْبَ مافي الغيوبِ من نفحاتِ لجديرٌ باليُمنِ والبركاتِ (4) فوقَ دورٍ في الأرضِ أو عرَصاتِ (5) يتردَّى بعدَ الهدى في فلاةِ مادعاهُ ، لو أنَّه من ثِقاتِ (6) والمبرَّاتُ فيه بعضُ هِباتِ (7) رامَ نزرًا مُصَرَّدًا من فُتاتِ (8) جانبوا اليومَ أكرمَ الصَّفحاتِ فتدلَّتْ بأطيبِ الثَّمراتِ وتباهى الجديدُ بالتَّقنياتِ مَنْ تأنَّى في الفكرِ والخطراتِ بالصحيحِ المبينِ في السُّوراتِ بالهوانِ المأفونِ في الروحاتِ أهلُه أهلُ سورةِ الحُجُراتِ (9) في ظلالِ القرآنِ والباقياتِ والعلى في الأنفالِ والأُخرياتِ خلف مافي البهارجِ التَّافهاتِ شهَواتٌ في متجرِ اللذَّاتِ مابوعيِ الشعوبِ من عزماتِ بارئُ العالمينَ بالمكرماتِ بمثاني الهدى من الرَّقداتِ دعوةَ اللهِ بالإخاءِ المؤاتي وحماها المولى من العثراتِ أثقلَ النَّاسَ بغيُه بالأذاةِ لابزيفِ التهريجِ والجلَباتِ فارقتْها في وحشةِ الغفلاتِ أنبياءً توافدوا للصلاةِ ... جمعًـا مباركًـا للهُداةِ ... وشَّى الزمانَ بالطيباتِ ... بأحلى فصولِها المغدقاتِ للملبِّينَ دعوةَ المنقذاتِ ... دهرًا ، وخالفوا المزرياتِ وفخارًا ، فليس من روعاتِ ... فصوني أركانَها السَّامياتِ ما لأهلِ الصلاةِ من مكرُماتِ ... وناجى الرحمنَ في العتماتِ هو محرابُ الآباءِ والأُمَّهاتِ ... يحورون في المسا والغداةِ فيضُ ماللترتيلِ في الآياتِ مَنْ يصلِّي للهِ بالأوباتِ |
هوامش :
(1) : اعتلج : تراكم ثقلُه ، وصعب أمرٌه
(2) : أشعفتْها : أوجعتْها لحقدها على الإسلام
(3) : نضخ الشرك : آثاره الممقوتة
(4) : تباسق : كثُر وازدهر
(5) : يشيمُ : يتطلع بشوق
(6) : واغل : طفيلي
(7) : الغُطاط : بُعيدَ الفجر
(8) : النَّزر المصرَّد : القليل الذي لايكفي
(9) ونى : ضعُف ، فَتَرَ