هي الجزائر
27نيسان2013
د. عبد الرزاق حسين
د. عبد الرزاق حسين
| هيَ الجزائرُ صدَّاحٌ بها الفالُ تشدو على الدَّوْحِ أطيارٌ بها صَدَحَتْ هيَ الجزائرُ منْ أَنْسامها عَبَقٌ هيَ الجزائرُ تبدو في أسرَّتها في دوحةِ العزِّ أشجارٌ لها سمَقتْ هيَ الجزائرُ شعبٌ لا مثيلَ لَهُ الصَّبرُ والنَّصْرُ مِنْ قِنْوانِ نخلتِها إنْ قيلَ أيوبُ في صبرٍ وملحمةٍ أو قيلَ في الصَّبْرِ أقوالٌ مردَّدةٌ للهِ درُّكِ كم سطَّرْتِ ملحمةً جاهَدْتِ في اللهِ يا بنتَ الكرامِ ففي بها رجالٌ على الإيمان قد وقَفوا باعوا نفوسًا لأجلِ اللهِ ما بخلوا * * * غابَتْ عن الرَّكبِ والآمالُ ترقبُها من عيننا سُرقتْ غصبًا وقد عُصبتْ كانَ الفرنسيسُ قد ظنُّوا ظنونَهُمُ وكان قد غرَّهمْ منْ أمرِها دِعَةٌ بيضاءُ فرعاءُ تبدو في غلالتِها جمالُ شمسِ الضحى تصفو لناظِرها إنْ أدبرتْ فغيومُ الشَّوْقِ تَتْبَعُها لو أنَّ بدرَ الدُّجى يرنو لفاتنةٍ في ظلمةِ الكهفِ ألقوها مكبّلةً وأبدلوا بلسانِ العُرْبِ لَثْغَتَهُمْ قالوا الجزائرُ منّا قطعةٌ رجعت عضَّتْ على الجرحِ آمادًا فراودَهُمْ لكنَّ عفّتَها ثارتْ ، وعزّتُها ولقَّنتهُم دروسًا في شجاعتها صارتْ شَموسًا وفي حلقِ الفرنجِ شجاً من تحتِ أقدامِهِمْ مادَ الثَّرى بهِمُ لاقتْ فرنسا جحيمًا لا مثيلَ لهُ وشعبكِ الحرُّ أبدى كُلَّ تضحيةٍ بإخوةٍ أقسموا باللهِ إنَّهُم حتى تعودَ كما كانت بأوَّلِها لمركب الضادِ تمضي لهفةً وهوىً فعادَ للوجهِ سمتٌ في أصالتهِ فها هيَ اليومَ في فستانِ فرْحتِها جئناكِ نستافُ طيبًا لا مثيلَ له | والعزُّ والنَّصْرُ في أَوْصالها صالوا ما أعذبَ اللحنَ والأَنْغامُ موّالُ والبِشْرُ والسَّعْدُ في رَوْضاتها جالوا في رونقِ الفجرِ إقبالُ وإهلالُ ورفرفتْ في ذُراها السَّروُ والضَّالُ لطفٌ وعطفٌ وإيثارٌ وإفضالُ والمجدُ مِنْ تُرْبها صاغَتْهُ أَبطالُ فأنتِ للصبرِ تذكارٌ وتمْثالُ فأنتِ للصَّبْرِ أَشْعارٌ وأَمثالُ سارتْ بها الناسُ أجيالٌ وأجيالُ جهادكِ الفذِّ إعجازٌ وإجلالُ أرواحَهُمْ وإلى دوحاتهِ مالوا فالمجدُ غالٍ ودونَ المجدِ أَهْوالُ * * * حتى ظننَّا بأنَّ البعدَ قتّالُ عيناكِ يا مُهْجَتي ، والقيدُ أَغلالُ بأنَّها لقمةٌ تحلو وسَلْسالُ وأنَّها من بناتِ العُرْبِ مِكسالُ لونَ الضياءِ على الآفاقِ يختالُ كأنَّها روضةٌ والآنُ آصالُ أو أقبلتْ فعبيرُ الوجدِ هطّالُ لغرَّهُ القدُّ والأعضاءُ والخالُ وفي المعاصمِ أغلالُ وأقفالُ وبالقرابةِ يُنسى العمُّ والخالُ لحضنها الأصلِ ميراثٌ وأموالُ منْ جهلِهِمْ أَنَّهُ ضعفٌ وإذلالُ أبدتْ شموخًا وألغتْ كلَّ ما قالوا كأنَّهم في دروسِ الحرب جُهّالُ تبدّى بها في فنون الحربِ رئبالُ كأنَّ تحت الثرى رجفٌ وزلزالُ وقضَّ مضجعَها خوفٌ وأَهْوالُ في كفِّهِ الروحُ والأخرى بها المالُ لا يطعمونَ ولا يهدى لهم بالُ لا لثغةُ الراءِ تعروها ولا الغالُ* ومركبُ الضادِ أشواقٌ وآمالُ يَنْمَى لِيَعْرُبَ ما حالَتْ بهِ الحالُ لسانُها الضادُ والإسلامُ سرْبالُ يا حُقَّةَ الطيبِ منكِ الطيبُ يَنْثالُ |
*الغال : اسم فرنسا قديمًا
