أرج الميدان
أرج الميدان 1
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]اللّيْلُ ! حَنَانُكَ يَجْمَعهُ
وَتَهُبُّ إلَيْكَ بَوَادِرُهُ
وَقِيامُ اللّيْلِ وهَجْعَتُهُ
مَا بين سُجودٍ في رَغبٍ
وَرُكوعٍ مَالَ عَلَى رَهَبٍ
تَتَجَافَى أضْلُعُهُ رَهباً
هَلْ هَاجَ الشَّوقَ وحَرَّكهُ
دَفَعَ الأنَّاتِ عَلَى كَبِدٍ
يَطْوِيْهِ اللَّيْلُ وَيَنْشُرُهُ
كَمْ شَقَّ الدَّرْبَ وَهَبَّ لَهُ
وَمُحَيَّا يَجْلُو الفَجْرَ سَناً
وَيَدُقُّ الأَرْضَ بِوثْبَتِهِ
كالبَرْقِ يَشُقُّ الَّليْلَ ضياً
وإذا مَا كَبَّر في شَرَفٍ
يَمْضي في الأرْضِ عَلى ثِقَةٍ
والله وَليُّ الصَّابِرِ في
ويَمُدُّ العَبْدَ بِحَاجَتِهِ
مَنْ كَانَ هَوَاهُ في دُنْيَا
والَّلهْوُ وفِتنَةُ غانِيَة
وَحُمَيَّا النَّشْوِةَ عَرْبَدَةٌ
وَمَن اسْتَعْلَى في هِمَّتِهِ
يَعْلُو وَتَعِفُّ النَّفْسُ وَمَا
المُؤمِنُ جَوْهَرُه ألْقٌ
يَجْلُو الأيمانُ سَجِيَّتَهُ
فَسَلِ المَيْدَانَ وَغَضْبتَهُ
وَسَطَ السَّاحَاتِ وَخَاض بِهَا
والجَنَّةُ رائحَةٌ عَبَقَتْ
الجَنَّةُ مهوَى أضْلُعِهِ
تَجْتَازُ الدّنْيا لَهْفَتُهُ
تَهْوِي الهَامَات بضَرْبَتِهِ
وطنٌ لله مَواقِعُهُ
قُدْسِيُّ الأرْضِ لهُ عَبَقٌ
دَارٌ بِالوَحْي مُجَلِّلَةٌ
يَفْدِيهِ وَيَسْكُبُ مِنْ دَمِهِ
وَيَظَلُّ مَعَ التَّارِيخَ لَهُ
فَهَوَى ...! والنَّصْرُ بِرَاَيَتهِ
وَتَرَى المَيْدَانَ يَخِفُّ لَهُ
وَنَدِيُّ الرَّوضِ وَنَسْمَتُهُ
وَالوَرْدُ وَنَفْحَةُ زَهْرِتهِ
والوَرْدُ ودَفْقٌ مِنْ دَمِهِ
يَا طِيبَ المَضْجع في أرَجٍ
وَظِلاَلُ الشَّوْقِ لَهُ سَكَنٌ
ونَدِيُّ الرَّحْمَةِ تُمْطِرُهُوَيَزَيْدُ الشّوْقَ وَيُوسِعُهُ
وَعَصِيُّ الدَّمْعِ وَطَيِّعُهُ
وَندَاءٌ فِيْهِ يُرَجِّعُهُ
وَرِضاً في الله يُشَفِّعُهُ
وَحَنينٍ بَاتَ يُصَدِّعُهُ
ويَكَادُ هَوَاهُ يَصْرعُهُ
مَا كَانَتْ تَكتُمُ أضْلعُهُ
فَجَرَتْ بالأَنَّةِ أدْمُعَهُ
عَزْماً في السَّاحَةِ يَدْفَعُهُ
وَعَجَاجُ الوَثْبَةِ مَطْلَعُهُ
وَيُزيْحُ الّليْلَ وَيَرْفَعُهُ
وَيَمُدَّ الدَّرْبَ ويَقْطَعُهُ
يَجْري كالرَّعْدِ يُصَدِّعُهُ
آفَاقُ الدُّنْيَا تَسْمَعُهُ
بالله وَعَهْدٍ يَمْنَعُهُ
نُعْمَى أو بَلوى تُوْجِعُهُ
إِنْ صَحَّ إلَيْهِ تَضَرُّعُهُ
فَمتَاعُ الدّنيَا يُوِلِعُهُ
والكأسُ ... وَلَيْلٌ يُتْرِعُهُ
وَمُجُونُ الشَهْوَةِ يَصْرَعُهُ
فَنَعيمُ الجَنَّة مَطْمَعُهُ
تَهْوِي لِدَنايا تُوقِعُهُ
وَكريمُ المَعدنِ يَصْنَعُهُ
والطُّهْرُ يقيه وَيَرْفَعُهُ
يُنْبِئْكَ الجَوْلةَ مَوْقِعُهُ
لُججَاً والحَقُّ تَطَلّعُهُ
وشَذَا قد فَاحَ تَضَوُّعُهُ
وَحَنينُ الأضْلُعِ يَدْفَعُهُ
وَيُلِحُّ الشَّوْقُ وَيَقْرَعُهُ
وَيَصُدُّ الجَحْفَلَ يصْدَعُهُ
وَحِمىَ يَهْواهُ وَيَمْنَعُهُ
وَهَوىَ الإِسْلاَم وَأَرْبَعُهُ
وَدَويُّ الهَدْي يُرَجِّعُهُ
نُوراً يَجْلُوهُ وَيَرْفَعُهُ
ذِكْرَى تَرْويهِ وَتَصْنَعُهُ
فأَطَلَّ وَأَشْرَقَ مَطْلَعُهُ
وَحَنَانُ السَّاحِ يُشَبِّعُهُ
وكُبُودُ الأهْلِ تُوَدِّعُهُ
وَنَدَاهُ ...هُنَالكَ مَهْجَعُهُ
أَحْلاهُ المِسْكُ وَأَرْوَعهُ
يَصِلُ التَّارِيْخَ ويَجْمَعُهُ
وَحَنينُ السَّاحَةِ مَضْجَعُهُ
وَرِياضُ الجَنَّةِ مَرْبَعُهُ
(1) من ديوان مهرجان القصيد.