أَيْنَ مِنِّي الوِصال ؟
أَيْنَ مِنِّي الوِصال ؟
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]أَينَ مِنّي الْوِصَالُ ؟هَيْهَاتَ يُرْجىَ
مَا لِدَمْعِي يَأْبَى عَلَيَّ وحُزْنِي
رُبَّ قَلْبٍ يَبْكِي وَ إِنْ جَفَّتِ الْعَيْـ
قَدْ جَرَى فيِ دَمِي هَوَاكَ و لَوْلاَ
وَعَجِيبٌ بُعْدُ الْقَرِيبِ و خَوْفٌ
كَيْفَ أَعْنُو لِذَا الْجَوَى وَأُقَاسِي
وَطُيُوفٌ تَزُورُنِي كُلَّ لَيْلٍ
إِنَّ طَيْفَ الْخَيَالِ طَافَ بِرُوحِي
وَلَقَدْ طَالَ بِي السُّهَادُ وَجَفْنِي
وَسَبَانِي شَوْقٌ فَنَانِي فَجِسْمِي
وَحَبَانِي مِنْ لَوْعَةٍ وَسَقَامٍ
وَأَنا الْطَّائِرُ الْمُوَلَّهُ عِشْقًا
يَا حَبِيبًا لَمَّا وَفَيْتُ وَفَانِي
فَإِذَا مَا أَعْرَضْتُ نَادَيْتَ عَبْدِي
يَا مُحِبّي! لاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنِّي
كُلَّ يَوْمٍ وَكُلَّ آنٍ تُنَادِي
أَيْنَ مِنِّي الْوِصَالُ أَينَ و إِنِّي
نَالَ مِنّي هَوَايَ و اشْتَدَّ كَرْبِي
كَيْفَ يَسْلُو الْمُحِبُّ ؟ يا وَيْحَ قَلْبِي
كَيْفَ يَسْلُو الْمُحِبُّ وَهْوَ مُحِبٌّ؟
إِنَّ حُبّي لِأَحْمَدٍ وَغَرَامِيلِمُعَنّى فُؤَادُهُ غَيْرُ صَاحِ
فيِ ازْدِيَادٍ،وَمَا كَبَحْتُ جِمَاحِي
ـنُ و نَفْسٍ تَدْمَى بِغَيْرِ جِرَاحِ
لَوْعَةُ الْبَيْنِ لاحْتَمَيْتُ بِسَاحِي
مِنْ أَمَانٍ، وظُلْمَةٌ مِنْ صَبَاحِ!
وَحَبِيبِي مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ صَاحِي!
وَخَيَالٌ فِي غَدْوَتِي وَرَوَاحِي
وَأَبَى أَنْ أُرَى طَلِيقَ سَرَاحِ
أَرَّقَتْهُ الشُّجُونُ حَتَّى الصَّبَاحِ
قَدْ ذَرَتْهُ الرِّيَاحُ بَيْنَ الرِّيَاحِ
وَ سَقَانِي مِنْ كُلِّ وَجْدٍ مُتَاحِ
فِي سَمَاءِ الْهَوَى بِغَيْرِ جَنَاحِ
بِعْتُكَ الرُّوحَ يَا سَنَا الْأَرْوَاحِ
عُدْ تَعَالَ ارْجِعْ وَاغْتَنِمْ أَمْنَاحِي
لاَ تَزُلْ عَنْ مَحَبَّةٍ وَسمَاحِ
إِنَّ وَصْلَ الْحَبِيبِ أَيُّ رَبَاحِ
لِمَتَاعِ الدُّنْيَا خَفَضْتُ جَنَاحِي!
وَهَوَانِي، وحَيْرَتِي، وجُنَاحِي
لَيْسَ تَشْفِيهِ غَيْرُ صَفْعَةِ لاَحِي
لِحبِيبٍ حَبَاهُ فَيْضَ سَمَاحِ
زَادَ شَوْقِي لِطَيْبَةِ الْأَفْرَاحِ !