لا تنتقد
علي إبراهيم الدغيم
لا تنتقدْ , فقطارُ شوقِكَ أخَّركْ
وبقيتُ وحدي في الهوى استنظركْ
لا تنتقدْ , رحل الشباب بحسنهِ
وذوى فؤادي حسبهُ لم يُشعِرَكْ
أنَّ الحياةَ معاجمٌ , ومعادنٌ
وأنا الأصيلُ , إذا تراني أُبصركْ
دامتْ على وجهِ الزمانِ حكايتي
كنتُ الحبيب , وإنني لم أُنكركْ
لا تنتقدْ فلربما يبقى هنا
في داخلي قلبٌ حنونٌ يُخبِرَكْ
أنَّ الهوى شهدُ الحياةِ وخمرُها
لولاهُ ما فاق الذي قدْ أسكركْ
فأنا الذي سرَّحتُ شعرَك في المسا
ودبيبُ كفّي يا حبيبي( كركركْ )
وأنا الذي لولا مبادئ حبِّنا
أختارُ ألفَ حبيبةٍ كي أقهرك
لكنني صُنتُ المبادئ والهوى
وهَتَكْتَ سرّي في الهوى , ما أنكركْ ؟!
وأنا الذي ... وأنا الذي ... وأنا الذي
وأنا الذي بقليلِ حبِّي أُخبرك
ضاع الهوى يا صاحبي بعنادهم
ووقفتَ ضدّي , مَنْ تُرى قد غيَّركْ ؟
حتَّى شربتَ سلافَ حبِّكَ من دمي
ورميتَ قلبي قشرةً , ما أحقركْ !
يا مَنْ تبدَّلَ حينما عصف النوى
مَنْ يا تُرى بكلامهِ قد خدَّركْ ؟!
أنسيتَ من زرع الورود بوجنةٍ ؟!
فتنوَّرتْ كلُّ السما من مظهركْ
أنسيتَ من آواك قلباً شارداً ؟!
فحواكَ فلبٌ , طيبهُ قد أزخركْ
أنسيتَ مَن غذَّى فؤادك بالهوى ؟!
ونسيتَ مَنْ بغرامهِ قد حضَّركْ
أنسيتَ كم حاربتُ فيكَ قبائلاً ؟!
وعشائراً , وأحبةً كي أنصركْ
أنسيتَ ؟! مَنْ أنساكَ قُلْ لي يا تُرى ؟!
حتَّى أُميتَ فؤادَه وبخنجركْ
لا تنتقدْ , فقطارُ شوقك أخَّركْ
والعمرُ ولَّى , والهوى قد قهقركْ
لا تنتقدْ فلقد رحلتُ لأنني
ما كنتُ يوماً ليِّناً في المُعْتَرَكْ