شط الأمومة
06نيسان2013
هائل سعيد الصرمي
شط الأمومة
هائل سعيد الصرمي
أمَّاهُ وانْتَفَضَ الأسَى وخُطَاكِ أسْمَعُهَا فأرْتَقِبُ الخُطَا أمَّاهُ والذِّكْرَى تُلاَحِقُ مُهْجَتِي وأرَاكِ بَينَ مَشَاعِري مَزْرُوعَةً والوجْهُ يَضْحَكُ كَالصَّبَاحِ بَشَاشَةً فأقولُ أمي أيْنَ أنتِ فلا أرىَ قالوا طواكِ الموتُ ويلَ الموتِ هلُ أنَا لا أطِيقُ بأنْ أرىَ بيتي بلاَ في كُلِّ نَاحِيةٍ أراكِ بها أرى وبكُلِّ مُتَّكَئٍ جَلَسْتِ بهِ هُنَا في فرشكِ الُْمُمْتَدِ حَيثُ تَرَكْتِهِ مِنْدِيلُ رأسِكَ عِطْركِ الفلي مِثـْ ويداكِ في الأسْحارِ تَنْفُض نَوْمنَا وَتلِمِلمُ الأبْنَاءَ حَوْلَ مَوَائِدِ الـ وأراك والأبناء في قيلولة فَيُرَفْرِفُونَ بِشَدْوهمْ ونشيدهم وتَطِيرِي منْ فَرَحٍ ( بزَيَنَبَ)عِندمَا وتَعَافُ عيْنُكِ غَمْضَهَا قَلَقاً إذَا ويَظلُّ طرفك شَارِداً هل صورتْ وتَظَلُّ أذْنُكِ تَسْمَعُ الأخْبَارَ عنْ وإذَا اعْتَرتنِي كَبْوَةٌ ومَلَّمَّةٌ وإذا نَهَضْتُ لحَاجَةٍ ومُهِمَّةٍ أمَّاهُ كَيْفَ أعِيشُ بَعْدكِ والأسىَ والليلُ لا أجِدُ المسرَّةَ عِنْدَهُ والفجرُ رَغْمَ جَمَالِهِ وعَبِيرِهِ وأغِيبُ عَنِّي لا أراني حَاضِراً وأهُشُّ للأصْحَابِ حِينَ أراهُمُ أنَا لا أُعَارِضُ حِكْمَةَ البَاري ولا لكـنَّ أمي نَسْمةٌ كانتْ هنَا لكنَّ أمي رَوْضَةٌ كانتْ لنَـا كانتْ ظِلالاً وارِفاً وسَنَابِلاً لكــن أمي قِبلةٌ لثمتْ هنا كانتْ إذا مَرَّ الضُّحى بجِوَارِهَا وإذا دَجَى ليلٌ رأيتُ دموعهَا والصَّبحُ يُسْفِرُ في يديهِ بَذلُهَا أقراطها بِيعَتْ لتبني مَسْجِداً وهناكَ في الأقصَى سَحَائبُ جودهَا كانتْ سَوَاعِدُ خَيْرَهَا مَمْدُودَةً وفم الزمانِ وإنٍ نَسيتُ مُحَدِّثاً وعن المكَارمِ كَيفَ تَغْرِسُ بَذْرَهَا عُمْرٌ طَوَاهُ الموْتُ كَيْفَ أصُوغُهُ أو تَعْذُلونِي أنَّ قلبي هَائمٌ لا تَعْذلوا قَلْباً تَقَرَّحَ بالأسَى يَعَقوبُ منْ فَرَطِ الْتِيَاعِ فِرَاقِهِ ولهُ منْ الأبناءِ مَا يَعْتَاضُهُ لا تَعْذُلونِي إنْ نَثَرتُ كَنَانَتِي لا تَعْذُلوني في رِثاءِ سَعَادَتِي يَبكِي الوجُودُ فَكَيْفَ لا أبْكِي أنَا تَبْكِي السَّمَاوَاتُ العُلىَ لفِرَاقِهَا تَبكي لهَا الآفاق والدنيا ومـا شَطُّ الأمُومَةِ كانَ مِرْفَأ رِحْلَتِي سَفُنِي تُبَعْثِرُهَا الرِّيَاحُ وزَوْرَقي أماهُ لا أنْسَاكَ يَومَ وعَظتِني هذي الحياةَ مَحَّبةٌ فارحل بها وذَكَرْتِ لي أنَّ المَرَارَةَ بُرْهَــةٌ للموتِ نُخْلَقُ يا بُنَيَ فلاَ تَهُنْ أماه قلبي مطمئن إنما بترتْ فلأنت أغنية الحياةِ ونَبضُهَا أَنَّى سَرَيْتُ سَرَتْ خِلاَلُكِ في دمي كانتْ إذَا احْتَدَمَ الخِلافُ رأيْتَهَا كانت تُحَلِّقُ في الفَضَاءِ مشاعراً وأنا وأهلي من رباهَا نَجْتَنِي تَتَفَتَّقُ الرَّحَمَاتُ بينَ ضُلوعِهَا وتُسَايرُ الأقْدَارَ إنْ هي أظْلَمتْ كانَ المحَيَا بالوَضَاءَةِ مُشْرقاً أماه ما وفيتُ حقكِ إنني كم ليلةٍ سَهِرتْ على جَمْرِ الغَضَى أيَامَ كُنَّا والطُّفُولةُ حَولنَا عينَاكِ من أجْلي تَقَرَّحَ دَمْعُهَا واليومَ تَطْلُبُني الدُّمُوعُ ولمْ أجدْ أماهُ يا نَبْعْ الحَنَانِ ومَوْئِلي لو أنَّ عندي مِلْكُ منْ مَلَكُوا الدُّنَا لكنَّهَا الأقدارُ ليسَ يُهِمُهَا وافَتْ لتَخْطَفَ منْ أُحِبُّ كَأنَّمَّا رَبَّاهُ فارْحَمْهَا ونّوَّرْ قَبْرهَا ربَّاهُ واجْعَلْ في الجِنَان مَقَامَهَا واربط على قلبي الكليل فإنني | بِكَيانيوتَورَّمَتْ مُقَلي منْ وأتِيْهُ في وَجَعِي فَلاَ ألْقَانِي والهَمُّ منْ ألمِ الفِراقِ ذوَانِي وأنَامُ والذِّكْرَى عَلىَ أجْفَانِي والصَّوتُ هَزْهَزَ مَسْمَعِي فشَجَاني عذبَ الحديثِ ولا أرى أشْجَاني تَطْويِ المنِيةُ جَنَّتي وجَنَانِي أُمٍ أيَخلُو البَيْتُ منْ وِجْدَانِي نفسي تَذوبُ بهذه الأركان وبكلِّ ركنٍ من سَناكِ أرَانِي يَشْكُو فِرَاقَكِ بَعْدَمَا أبْكَاني ـلِي يُتِّمَا وعَليْــكِ يَنْتَحِبَان حَباً لنَتْلو سُورةَ الرحمنِ ـقُرآنِ وَالَهَفِي على قُرْآنِي كَالظِّلِّ حِينَ يَقِيلُ في الودْيَانِ كالطَّير حِينَ يَرِفُّ في الأغْصَانِ حَفِظَتْ كِتَابَ اللهِ في إتْقَانِ جَارَ الزَّمَانُ عَليَّ أو أضْنَانِيِ نَبْضَ الأمُومَةِ لوْحَةُ الفَنَّانِ سَفَري القَريبِ وكم أراكِ تُعَانِي أنْتِ الملاذ ُ لكَبْوَتِي وأمَانِي عَيْنَاكِ تَرْقبُ عَوْدَتِي بِحَنَانِ يَقْـتَاتُ أحْلاَمِي وكلَ كَيَاني فالنَّجْمَةُ الكبرى بلا عِنْوانِ من لوعتي وردٌ بلا ريحانِ وأتِيهُ عنْ نَفْسي وعن خِلاَّنِي والقلبُ مُنْشَغِلٌ بِموت جَنَانِي حُكْمَ القضَاءِ ولمْ يَخِلْ مِيزاني ما عُدْتُ ألقَاهَا ولا تَلْقَانِي مثل الرَّبِيْعِ وزَهرِهِ الفَيْنَانِ ثَمَراً منِ الأعنابِ والرُّمَـانِ سجـــداتها بيتي بكل مكان صَلَّتْ فَصَلَّى مِثَلهَا ودعاني كالمزنِ أو كالنَّهرِ في جَرَيَانِ ليوزعَ الإحسانَ للجــيـرانِ والعقدُ مُرْهُونٌ لِنُصْرةِ عَانِ تُتْلىَ بِسَمعِ الدَّهرِ والحَدَثَانِ تَـفْـتَـرُّ بين دقائقٍ وثـُـوانِ عنْ بِرِّهَا في السِّرِّ والإعْلاَنِ في النَّشْءِ دونَ تَكَلُّفٍ وهَوَانِ لَحْناً شَجِياً لَيْسَ في إمْكَانِــي ولِبُعْدِهَا يَرْثِي الرِّثاءَ لِسَانَي فالموْتُ حَقٌ في بِني الإنِسانِ لوَلِيدِهِ ابْـــيَضَّتْ لهُ عَيْنَـانِ مـَــنْ ذَا يُعَوْضُنِي بِأُمٍ ثََـانِ ورَسَمْتُ أوْجَاعِي على أوزَانِي فَدِمَاؤُهَا تَجِري علىَ شِريَانِي ومَلِيكَتي رَحَلتْ بلاَ اسْتِئْذانِ والأرضُ تَبْكِيهَا على الإحْسَانِ أبْكَاهُمَا يَا عَاذِلي أبْكـَانِي واليَومَ أمَوَاجٌ بِِلاَ شُطْـــآَنِِ يَمْشِي بلاَ هَدَفٍ ولا رُبَّانِ وأذَقْتِ قَلبي منْ شَذَاكِ مَعَانِي (ولدي) الحَبِيب بِِهِمَّةٍ وتَفــان تُـذوى معَ الأيامِ بالنِّسْيَانِ يَفْنَى الجَمِيعُ فكُلُّ حَيٍ فَانِ من الفجر الجميل يـــــدان أغلاَ مـنِ الألماسِ والمـرْجَـانِ فزمانُهَا لوْ تَسْألوهُ زَمَانِي جِسْر الوصَالِ ومَوْرِد الإحْسَان وتبثُّ نَجْواهَا بِقلبِ حَانِ أحْلَى الثِّمَارِ بكَفِّهَا الوَهْنَانِ كَتَفَتُّقِ الأزْهَارِ في البُسْتَانِ ودُعَاؤها جِسرٌ إلى المنَّانِ واليومَ يُطْوى في ربَا نَيْسَانِ مازلت فيك مراوحاً بمكاني عَيْنٌ عَلَيَ وَأُخْرَى في إخْواني مَرْحَى وقلبُ الأمِ في خَفَقَانِ والدَّمْعُ أطْلُبُهُ فمَا وَافَانِي شيئاً يَفِيكِ ولا وَفَتْ أحْزَانِي مَهْمَا نظمتُ فلنْ يَفِيكِ بَيَاني كَي أفْتَدِيكِ فَدَيْتُ دونَ تَوَانِ نَوْحُ القَصِيدِ ولا تّثَكُّلُ عَانِ قَدَرُ المَنِيَةِ يَبْتَلي إيمَانِي ومْنُّنٌ عليها منكَ بالرضوان العَالي وقَرِّبَهَا من العَدْنَانِ أرجو رضاك بحبها وكفاني | ألأحْزَانِ