يَا رَحْمَةَ اللَّه!
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
سَـبَـا فُـؤَادِيَ عَهْـدٌ بِـتُّ أَرْعَـــاهُ
وَأَجَّـجَ الشَّـوْقَ قَـلْـبٌ دَأْبُـهُ اللَّـــــهُ
يَا سَاعَةَ الْوَصْلِ لِي نَفْسٌ جَفَوْتُ بِهَا
نُورَ الْحَبِيـبِ وَ أَوْهَى شَـأْنَهَا اللَّهُ
جَارَتْ عَلَيَّ وَحُـبِّي غَيْــرُ مُنْقَطـِعٍ
وَعَذَّبَـتْـنِـي وَرُوحِي دَأْبُـهَـا اللَّــهُ
وَمَا تَعَلَّقْـتُ بِالدُّنْـيَـا وَلاَ رَغِـبَــــتْ
إِلَى الْحَـيَـاةِ حَـيَـاةٌ مِـلْأُهَـا اللَّـــهُ
وَاحَـرَّ قَلْبِيَ مَا شَـأْنِـي وَمَا بِـيَــدِي
مِـنَ النَّـعِـيـمِ سِـوَى قِـلٍّ حَبَا اللَّهُ
سَـرَتْ عَلَيْهِ بِعَرْفِ الْخَيْرِ سَارِيَــة ٌ
لَـوْ قَدْ رَعَاهَا رَعَى إِحْسَانَهُ اللَّهُ 1
كَـأَنَّـمَا فِي شَذَاهَا الْبُرْءُ لَوْ عَرَفَتْ
نَـفْـسِي نَـقِـيَّ شَـذَاهَا صَانَهَا اللَّهُ
وَلَـوْ دَرَتْ بَعْضَ مَعْنَاهَا لَطَهَّرَهَا
وَلَـوْ دَنَـتْ مِنْ سَـنَـاهَا دَلَّـهَـا اللَّهُ
يَـا رَحْـمَـةَ اللَّـهِ مُـنِّي بِالْأَمَـانِ لَنَا
لاَ خَـيْـرَ فِي فِـتْـنَـةٍ قَـدْ شَانَهَا اللَّهُ
تَـعَـلَّـقَـتْ بِهَوَى الدُّنْيَا خَوَاطِـرُنَـا
أَوْدَتْ بِـنَـا هِـمَـمٌ لَـمْ يُـحْـيِـهَا اللَّهُ!
وَرَوَّعَـتْـنَـا نُفُوسٌ خَابَ مَا أَمَلَتْ
كَـأَنَّـمَا غَـابَ مِنْ عِـرْفَـانِـهَــا اللَّهُ
*** ***
وَاحَرَّ قَلْبِي عَلى عَهدٍ مَضَى وَقَضَى
وَفَـتْـرَةٍ قَـدْ طَـوَى أَيَّـامَـهَـا اللَّــهُ
أَنَّى الْحَصَادُ وَمَا أَلْفَيْتُ غَيْرَ هَوًى
قَـدْ أَتْـلَـفَ الزَّرْعَ لَـمَّـا شَانَهُ اللَّهُ
مَرَّتْ عَلَيَّ اللَّيَالِي مَا فَطِنْتُ بِهَـا
لَوْ كُنْـتُ أحْـيَـيْـتُـهَـا أَحْيَانِيَ اللَّـهُ !
لَوْ كُنْتُ فِيهَا رَعَيْتُ اللَّهَ وَاعْتَبَرَتْ
نَفْسِي، لَكَـانَ فُـؤَادِي دَأْبُـــهُ اللَّهُ
لأَذْرِفَـنَّ دُمُـوعِي حَـسْـرَةً وَشَجًى
عَلَى لَيَـالٍ مَضَـتْ لَـوْ رَدَّهَا اللَّهُ!
وَمِنْ ظَلاَمِي وَمِنْ نَفْسِي وَمِنْ حَزَنِي
زَعَمْتُ أَنَّ حَيَاتِي مِلْأُهَا اللَّهُ
غَفَلْتُ يَوْمًا وَقَاسَيْتُ الْأَسَى زَمَنًا
مِـنَ الـرُّقَـادِ أَبَـى إِحْـيَـاءَهُ اللَّهُ
لَأَنْـزِفَـنَّ دُمُـوعِي مِنْ أَسَـايَ دَمًا
عَـلَى حَـيَـاتيِ، وَمَا فِي قَلْبِهَا اللَّهُ
كَمْ قَدْ سَجَا اللَّيْلَ وَالْآفَاقُ خَاشِعَةٌ
وَالْكَـوْنُ مَـرَّ اللَّـيَـالِي ذِكْــرُهُ اللَّهُ
وَكَمْ سَرَتْ نَسَمَاتُ الْبِرِّ فِي سَحَرٍ
وَكَـمْ دَنَا مِنْ سَمَانَا بِالرِّضَى اللَّهُ
وَكَمْ قُلُوبٍ دَعَتْ مِنْ نُورِ رَابِطَةٍ
وَكَـمْ صُـدُورٍ حَـبَـاهَا لُطْـفَهُ اللَّهُ
وَأَشْـرَقَـتْ بِضِيَـاءِ اللَّـهِ سَاطِعَـة ً
فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ شَمْسًا نُورُهَا اللَّهُ
وَأَظْـلَـمَـتْ مُهَجٌ لَمْ يَهْدِهَا فَعَمَتْ
أَبَى عَلَـيْهَا الْهُدَى مِنْ ظُلْمِهَا اللَّهُ
فَلاَ اقْتَحَمْتَ إِلَى الرَّحْمَنِ قَدْ وَضَحَتْ
سَـبِـيـلُ أَحْـمَـدَ مِـمَّـا بَـيَّـنَ اللَّــهُ!
وَلاَ اقْتَحَمْتَ إِلَى الرَّحْمَنِ لاَ سَبَبٌ
إِلَى الْهِـدَايَــةِ إِلاَّ بَـيَّــــنَ اللَّـــــهُ!
لَهْفِي عَلَيْكَ فُؤَادِي وَالْفُؤَادُ هُدًى
قَدْ كُنْتَ قَلْبِي سَلِيمًا ذِكْرُكَ اللهُ
*** ***
يَا سَاعَةَ الْوَصْلِ جُودِ ي بِالْمُنَى وَهَبِي
قَلْبِي الْحَيَاةَ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ اللَّهُ
كَمْ رَوَّعَ الْبَيْنُ قَلْبِي فَارْحَمِي سَقَمِي
وَاحَرَّ قَلْبِي وَإِنَّ الرَّحْمَةَ اللَّهُ 2
مُنِّي عَلَيَّ فَإِنِّي لِلْحَبِيبِ هَفَتْ
كُلُّ الضُّلُوعِ وَإِنَّ الرَّحْمَةَ اللَّهُ
يَا رَحْمَةً شَمِلَتْنِي بِالْأَمَانِ وَكَمْ
أَطَعْتُ نَفْسِي وَإِنَّ الرَّحْمَةَ اللَّهُ
يَا رَبِّ فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَاهْدِنِي أَبَدًا
وَأَحْيِ مِنِّي فُؤَادًا هَمُّهُ اللَّهُ