وأظلُّ أحلُمُ يا وطنْ
ثريا نبوي
بعيونِ قلبي
إذْ أراكَ على مشارفَ مِن عبيرِ الوجدِ تختصِرُ الزمنْ
وبغيرِ ماءٍ للمحبةِ قد أَسِنْ
وترى مصارعَ لهفتي
فتُديرُ وجهَكَ نحو إعصارٍ يلُفُّ صبابتي
ليصيرَها مُرُّ الشَّجَنْ
أوَ يسقُطُ العُشْبُ المُكبَّلُ في دهاليزِ الخيانةِ
ثُم يمضي لا تُبارِزُهُ المِحَنْ؟!
سأعودُ يحدوني التواصلُ يا وطنْ
حتى وإنْ رَصَفوا الطريقَ إلى عيونِكَ بالجِمارِ وبالحَسَكْ
حتى وإنْ –تحت الصخورِ- تَكَسَّر الرمَقُ الأخيرُ مِن الشَّفقْ
حتى وإنْ رَضَخَت -تجاعيدُ اشتعالاتِ الحنينِ إلى بهائِكَ-للظَّمَأْ
وتَشَرنَقَت وتَحَوَّرَت لُغَةُ التَّحدّي والعِقابْ!
= = =
يا مُبْتَغايْ
مَنْ يُفلِتُ الزمنَ الجميلَ مِن القيودِ .. مِن المنافي
آنَ صمتُ الليلِ يغتالُ البريقَ من الصَّدَى
فيموتَ صوتُ الحُلمِ مُختنقًا على وَتَرِ الحقيقةِ خلفَ أستارِ الدخَانْ
وتُغيِّرُ الأنهارُ مجراها فيعتنقَ المدى
طيرٌ يُهاجِرُ نحو وِديانِ السرابْ
والعمرُ أغنيةً يُصيِّرُهُ الحنينُ إلى مغانيكَ التي
ما أزَّها الفقدُ المُروِّعُ لابتسامِ الياسَمينِ
وقد غَدَت أحلامُه يَبَسًا .. يَبابْ
مثقوبةٌ تلك المَحارةُ أحتسي فيها
ترانيمَ الحضور
وأرقُبُ الخَطْوَ .. العُبور
إلى شواطئِكَ الإيابْ
والنَّوْرَسُ المقتولُ مِن وجَعِ الحنينِ
يَشُدُّ مِن أزري يُصَيِّرُنا التوحُّدُ غَيمةً
تغفو على أملِ انتفاضِ مواسمِ الفقْدِ العقيمِ والاغترابْ!
= = =
وأظلُّ أحلُمُ يا وطنْ
بالنومِ في عينيكَ تحت مَظلَّةِ الهُدْبِ المُحَرَّرِ مِن وِشاياتِ العَذَلْ؛
إذْ تُمطِرُ النيرانَ في حِضْنِ الوَسَنْ
وإذا صحوتُ تَنَفَّسَت رئتي صباحاتٍ تُعطِّرُها ابتهالاتُ الحَبَقْ
ألا تعودَ إليَّ أحزانُ الغيابْ!
= = =
أتكونُ لي؟.. وهديلُ قلبي ما توانى: يا مُنايْ
والليلكُ المذهولُ يرصدُنا على فنَنِ اللقاءِ تُظِلُّنا سُحُبُ الوِئامْ؟
ويرى ارتعاشاتِ السنابلِ مِن نُسَيماتِ الغرامْ؟
والعُشَّ أنسِجُهُ بريشاتِ السلامْ؟
كنْ لي.. فإنَّ الإلْفَ أضناهُ الخِصامْ
كنْ لي رغيفَ الروحِ..ينتحرِ الرَّغامْ!