آن الرحيل ..
عائشة ديب
أرسلت لي عمتي بالأمس من سوريا تقول إن لديها مفكرة كتبتُ أنا فيها بعض قصائدي منذ 12 سنة حين كانت في زيارتنا للعمرة
ثم فقدتُها ونسيتُها كعادتي مع الشعر.. وتهدّم بعض منزلهم تحت القصف
واليوم عادوا إليه ووجدتْ هذه المفكرة وبها مابقي من الحبر وكتبتها لي
هذه واحدة
آن الرحيل
راحلٌ آن الرحيل .. راحلٌ دربي طويل
راحلٌ جسمي .. وقلبي قابعٌ يأبى الأفول
راحلٌ عن أرض أشواقي .. وكالموتِ الرحيل
راحلٌ شوقي معي أنى سريت
يمسحُ الآلامَ عني إن بكيت
يرتضي الآهاتِ تحنانا.. ويأبى إن أبيت
وأنا المشؤوم في دنياي أشتاق المآسي والضجر
هكذا كان القدر
في طريقي راحلون ..
أسألُ الرُّحّال حولي .. هل لديكم عاشقون ؟ هل لديكم والهون ؟
كلهم يستنكرون !!
أين عمري؟ أين أمضي؟ أين قادتني السنون؟
لا جواب .. ما على الشوق عتاب .. رحلتي اليوم عذاب
سائرٌ في درب عمري ليس لي إلا حنيني
أنقل الأشواقَ من أرضي إلى أرض الشجونِ
وفؤادي الحرُّ يتلو صفحة الحب الدفينِ
سائر في درب عمري والأسى يُبكي عيوني
شوقي المسؤول .. بل حبي .. وإن قال البشر
هكذا كان القدر
راحلٌ أنا في الطريق
لا خليلٌ .. لا صديق
ليس لي إلا مدادي .. صادقٌ عذبٌ رقيق
ليس لي إلا حروفي .. ليس لي إلا سطوري
ليس ملكي غير قلبي.. إن قلبي كالقمر
والدنى حولي حجر
هكذا كان القدر
أنا في الدنى طفلٌ وما الأطفال إلا كالعبيد
أنا آلمٌ دوما .. ورغمَ الحزن أبدو كاحديد
وأساي في قلبي وأعتزم التناسي كلما أبكي .. ولكن لا أجيد
آلمٌ قلبي ودوما عازف هذا الوتر
هكذا كان القدر
حالمٌ في دربي القاسي بأحلام طويلة
لا ككل الناس .. أمضي حاملا حلم الطفولة
أبتني مجدي به أرجو المعالي والفضيلة
إنما .. ضاعت ببحر الهم أمالي النبيلة
ضاع عمري ضيعةَ المشؤوم في درب السفر
هكذا كان القدر
راحلٌ لله أشكو كربتي يوم النشور
راحل للموت يفهمني وتحويني القبور
راحل من هذه الدنيا .. ومافيها سرور
راحل للموت يلقاني ..
وداعا يا بشر