لأم نضال
أهديها إلى روح الشهيدة
مريم فرحات أم نضال- خنساء فلسطين-
رحمها الله تعالى
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]
لأم نضال فليقف الرجال
و أنت السهل يخصب للمنايا
و أنت الماء و الأقصى غمام
كفاك ثلاثة وخذي وساما
ورابعهم أسير أو كسيرٌ
لها رحِمٌ يُرابط للمعالي
عقيدتها إذا نادى المنادي
أ أم ّ ٌ أنت قلت لها و هلا
و كيف البشر في الأحزان يُتلى
أنا سهل خصيب لا أبالي
أنا أمٌ و هذي الأرض مني
أنا أم أحب ككل أم ٍّ
فما قولي و أرض الحشر تسبى
أنا الخنساء من تبكي لصخر
فإن تعمى العيون فلا عليها
أنا العذراء مريم تحت نخل
فيكبر للفدى جذع العَذارى
سيولد بعد هذا الضيْم عيسى
فيهتف بالذي صلى زمانا
فما صلبوا سوى الأشباح منا
و ما قتلوا فإن الخلد فينا
ننال من العدى و يُنال منا
فدونكم التي وُلدت لتحيى
خذوا الإيمان من هذي الحُمَيْرا
خذوا الإيمان و الأيْمان عنها
فمريم لم تزل للعهد تهدي
فتغرس في الوليد و في بنيه
تلقن من شهيد الأمس درسا
ليُعلم أن للعيش اقتحاماكما للسهل تنتصب الجبال
و يُسدي التمر إن رُميت نبال
ومِن كبدٍ على كبدٍ يُسال
فأنت عقيد جيش لا يقال
وهَمّ ُ الأم أن يحيى النضال
و يوم الزحف ينقطع العقال
صمود و الورى حال و حال
كشفت الستر أرقني السؤال
و كيف الحُب للأقصى يُكال
تقول و ما سوى الخصب الرمال
أجود لها بما حمل الرحال
أحب و في الهوى قيل و قال
و ما قولي و قد حُرم الوصال
و صخريَ من معال ٍ لا تزال
و إن وجهي لطمت فقل حلال
أهز الجذع إن عَزَّ النوال
و يسقط -إن هُو اهتز -احتلال
وفي يده يكلمنا الهلال
به و يغازل المسرى بلالُ
و ما قطعوا و إن قطعت نصال
و باب الخلد في الأقصى نزال
و نأبى الدون فالهيجا سجال
على نغم الخلود و ما تزال
خذوه فإنها نِعم المثال
فهذي إن تعِدْ يوفِ الكمال
من الفلذات إن نفذ العيال
بأن الروح في الحب امتثال
ليُبذل في الهوى نفس و مال
و أن الموت في القدس احتفال