كارُلينا.. الجرح المسافرْ
أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
كارُلينا..
أيها الجرح المسافرْ
في الفضاءات الغريبات البعيدةْ
حاملا شكوى .. ونجوى
ودموعا وشموعا..
وذهولا.. وزهوراً
أسهدت ليل القصيدةْ..
فغدت لحنا كئيبا..في مدارات المدى
هائما بين متاهات الصدى.
بأنينٍ .. وحنينٍ..
وحكايات قديمات جديدةْ.
*****
طائرُ الأحزان حلّقْ
نائحا في كل أرض ٍ..كل روضٍ
كل أمواج ٍ وزورقْ..
طائر الأحزان أفشى سرّهُ
للقلوب المتعبات الحائرةْ
بنشيج ٍ.. ونحيبٍ هزّهُ
ولهيبٍ ..في العيون النازفات الساهرةْ
كارُلينا..
أيّ جرح..أيّ مسكٍ..أيّ زنبقْ.
أيّ ليلٍ دامس قد عاث فينَا ..
باعثاً أحلام غورو
في قلوب لم تزل حقدا دفينا
تتلظى..تتميزْ..تتحرقْ
لجسومٍ ناضرات تتمزقْ
ودماء زاكيات تتدفقْ
يا له الحقد المُعتَّق!
****
كارُلينا..
أيها الجرح المسافرْ
في فضاءات الزمانْ
عدت فينا اليومَ..
يسراً..وضياءً.. ورزانْ
ثلّة الأطهار ..في وحشٍ لغاب ٍ..
وسراب ٍ..إسمه دنيا الأمانْ
وضبابٍ خلفه ريح السّموم ْ
تنهش الأحياء والأموات .. والأنحاءَ ..
ترخي ظلها فوق النجومْ
سطوة ٌجبارةٌ..تجتاح روح الكونِ ..
تلهو.. تسحق الانسانَ..
تمضي كلَّ حدْبٍ..كل صوبٍ..
ليس يثنيها عنانٌ..أو حنانٌ ..
أوْ ضِعافٌ أو عِجافٌ .. أو قبابٌ أو سحابٌ أو تخومْ!
*******
كارُلينا..
قصة الانسان في غاب الأفاعي والقرودْ
أيها الصوت المدوي ..
في المقابر واللحودْ.
أيها الأنسام والأنغام تهفو من بعيدْ
بأريج ونشيجٍ ..
من نسيمات الخلودْ
وبلحن عبقريٍّ
عزّ في دنيا النشيدْ
يرسلُ الأضواءَ ِ.
يبعث الأرواح فينا من جديدْ
ويحيل الجرح عزماً..
ليس يثنيه الوعيدْ..
*****
كارولينا:
يا لأرواح تسامت
لرحاب الخالدينا
تحمل الحق الصراحْ..
في وجوه الغدر والكفر البواحْ
كارلينا..
شامة الأطهار فينا..
من بطونٍ مؤمنات قانتاتٍ..
وفتىً.. أعظم بهِ دنيا ودينا.
أيها الجرح المدوي.. في فضاءات الزمانْ..
أيها الفجر المنادي بالأذانْ
قل ليسرٍ..وضياءٍ..ورزانْ..
أنتمُ الأحياء فينا
أنتم الأحياء فينا.