أمنية

مدد مدد، شيخي أغث! روحي تنازع رغبتي، شيخي أغث! ودمي تضرّج بالصّراخ  تلبّست جسدي لغاه... إنّي جريح كلّما ضمّدت جرحا مزّقتني نظرة عجلى، فيا شيخي أغث، مدد مدد! الرّوح تخبو  كنت أعرف أنّني بيدي أذرّي عوسجا في خصرها، ومن الضّجيج أزخرف لعنتي  وأنشّئ اللّعنات كي أسدّد  أشتفي من سرّها وسموّها، شيخي أغث، مدد مدد!!؟!

***************

ضجت بأعماق الفرات مياهه

من يوم ما التأم الخلاف بشطّه

وتسربلت كلّ الجراح بمائه

فاستنبتت شوكا بطمي ضفافه

وعلا النّشيج فضاعفت أمواجه

حرّ النّشيج فلا مزيد لسكبه

وشكوت، لا الشّكوى تعيد جدائلا

للنّخل في غبّ الأصيل بأرضه

وسلوت لكن تنطفي سلواي إذ

يهمي السّكون على وشاح قبابه

هذا العراق تفتّحت القروح بقلبه

واستأصلت شكواه همسة نبضه

وغدا وطاء بعد وطئ نعاله

وشي الحرير يصوغه من بذله

هذا العراق لكم به من فرحة

فاضت بشطّيه أزاهر وشيه

ثمّ اكتسى الزّهر ارتواء فارتوا

ء يستبي حور الجنان بهدبه

هذا العراق لكم أعرقت في جنباته

من معرب، واليوم حين طلوعه

أفتضّ من نهريه سمرة نسبتي

وأريق من دمي السّكوب بأصله

حتّى يقال عراقه في عرقه

كانت دماه جداولا في نهره

ويقال لو كانت حرائق تنطفي

لا تنطفي فيه حرائق حبّه

يا قلب بعض الصّمت تسكبه ضنى

هذا العراق فكن شهادة عصره

يا قلب ما للدّمع يحجم معرضا

كتن لا غضاضة ميّتا في قبره