أُمَّتي ليست بَحِيْرَة
21شباط2015
شريف قاسم
جاء في المعاجم : (وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتُها وخرقتُها. ابن سيده: بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين، وقيل: بنصفين طولاً، وهي البَحِيرَةُ، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ، وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء، ويُحَلَّلُ للرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال: ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ؛ قال: وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً، ويقال: هي التي خُلِّيَتْ بلا راع ).
| ماطوتْها العجاجةُ الرَّعناءُ أو حَنَتْ جبهةَ الشُّموخِ لطاغٍ أو سبتْ قلبَها الليالي السُّكارى هي لم تسبلِ الجفونَ خنوعًا لِلَظى الحقدِ : جمرةٌ في شفاهٍ هي كلُّ البغضاءِ ترجَمَها ... ما انثنى عزمُها ، ولا هو ممَّن شقوةُ الحالِ شوكُها مضغتْ وخزَ ... فطرةُ اللهِ أوجدتْها لكيلا فلها صبحُها البسيمُ تغنَّى أرخصوا مالديهُمُ من نفيسٍ القلوبُ العزيزةُ النَّبضِ ، والأرواحُ ... والجنى الحُلوُ ، والأماني ، وزهوُ ... مالوتْ وثبةَ العقيدةِ في النفسِ ... لم تزل أمتي عزيزةَ شأنٍ مرَّت النازلاتُ في مقلتيْها وعوتْ في فجاجِها نكباتٌ وعرتْها الأهوالُ ثمَّ أصرَّتْ وتُهانُ المقدساتُ ليفنَى فاسكبوا مكرَكم ، وصُبُّوا أذاكم واعلموا أنَّكم بقايا مسافاتِ... قد خسئتُم في كلِّ عصرٍ ومِصرٍ إنَّها أُمَّةُ النَّبيِّ فلم تهلكْ ... هي للخلقِ رحمةٌ ورجاءٌ أخرجتْها عنايةُ اللهِ حتَّى لم تغبْ طلعةَ الحنيفِ ، فشعبٌ ليس يُطوَى تاريخُه أو يُجافَى وأحاديثُ مَن رموهُ لحقدٍ حملتْهُ الفرسانُ عصرًا فعصرًا هو شرعُ الرحمنِ يبقى عزيزًا قد يسودُ الطغاةُ في الأرضِ لكنْ ويثورُ العجاجُ والكدرُ المُرُّ ... ويعاني الأسيرُ من ألمِ القيدِ ... ويجوعُ الأطفالُ في ملعبِ الضَّنكِ ... وتموجُ الظلماءُ بالآهِ لمَّا وتضجُّ الكروبُ من كلِّ صوبٍ محنٌ مارأى الزمانُ سِواها كم منادٍ في ثورةِ الجُرحِ : ربِّي ربِّ فارحمْ عبادَك اليومَ ألقتْهم ... وهي الأضغانُ الدفينةُ أحيتْها ... صدقَ اللهُ ، والنَّبيُّ أرانا حذَّرتْنا الآياتُ من غدرِ قومٍ قد جَنَيْنَا ونحن مَن قد زَرَعْنَا شاقنا الزخرفُ المرصَّعُ بالزيفِ ... واسترقت أيامَنا نزواتٌ ومواليدُها النَّدامةُ والشَّجوُ ... إنَّها من صناعةِ الغفلةِ المُرَّةِ ... طالما لم يكنْ لبارئنا الأعلى ... مارأى العصرُ غيرَنا في هوانٍ حقبٌ مرَّتْ بالأسى ، وتلتْها فربانا تصحَّرتْ ، وبنوها وأقاموا حيثُ النوازلُ فارتْ والبواكي ودمعُهُنَّ غزيرٌ فمئاتُ الآلافِ قتلى وجرحى والملايين ! قم تَرَ الناسَ صرعى يَتَوَخَوْنَ راحةً من عناءٍ ومُناهم في دفءِ كوخٍ تآختْ والصِّغارُ الأحبابُ تلهو المآسي ياإلهي رحماك رحماك إنَّا أنزلَنْ ربِّ من لَدُنْكَ شِفاءً فهُمُ المسلمون ياربِّ عادوا لم تمتْ جذوةُ الرجاءِ بشعبٍ ماتلاشى حنينُه لِلَيالٍ صوتُ فجرِ انبعاثِه اليومَ دوَّى لاتغرَّنْكَ رنَّةُ الطبلِ ضجَّتْ نفثتْها أهواؤُهم بالمخازي دوَّختنا أبواقُهم بالشعاراتِ ... وتلاشت بالموبقاتِ خُطاهم والسنون العجافُ أخوى جناها وكذوبُ الإعلامِ كان غطاءً والخطاباتُ والأغاني الحُبالى وهو الذَّنبُ قد نراه حقيرًا لم يعد في دنيا زمانِك ذنبًا وهو العصرُ بالمصائب أدمى فتردَّتْ مكدودةَ الخطوِ تشكو وشجاها أثارَ أُمَّتَنا اليومَ ... ليعيدوا الفخارَ بالقيمِ العُليا ... ويعيدوا نضارةَ الدِّينِ جاءت لتفوزَ الشعوبُ ليس لتشقى مالهذي الأحزابِ نوَّعها الوهمُ ... خيَّبُوا ظنَّ مَن أتاها فأخوى وتردَّى رُوَّادُها في عماءٍ وهو الغيُّ ساقهم لِمَهاوٍ وهي الغفلةُ المقيتةُ دارتْ حيثُ شقَّتْ أنيابُها ما أتانا خاب كيدُ العدوِّ مهما تراءتْ إذْ رمى شرعةَ الإلهِ فأدمى وتولَّتْهُ نقمةٌ مُجتَناها لن يسودَ الكفَّارُ في حقبٍ يحيا ... بنفوسٍ توَّاقةٍ لجهادٍ وقلوبٍ أغنى مقاصدها الإيمانُ ... في وُثُوبٍ لاينثني حيثُ يرمَى عَزَمَاتٌ تلك التي في لظاها لايُوالي العَزْميُّ ظالمَه الفَدْمَ ... ربما تُنسَى قسوةُ الجَورِ لكنْ أَوَتُمْحَى من العيونِ الفظاعاتُ ... أَوَ تُطْوَى عن وعيِنا صفحاتٌ كيف تُلقى الأجسادُ في النارِ كيف ... كيف يُشوَى الأطفالُ ، والنَّارُ تروي عادَ مَن وَثَّقَ الرَّزيَّةَ هِمًّا إذْ هوتْ ضربةٌ تشقُّ كُبُودًا | أو سفتْها اللأواءُ والأرزاءُ أسكرتْهُ السَّفاهةُ العرجاءُ أو تلوَّى بوجهِها الإغماءُ للمصيباتِ أيُّها للسُّفهاءُ تتلظَّى ، وسيرةٌ شنعاءُ ... الشَّرُّ لديكم ، فأنتمُ الأشقياءُ سخرتْ من خطْواتها الغبراءُ ... مآسيهِ النَّجيبةُ الوجناءُ تقتلَ الخيرَ طعنةٌ نجلاءُ بقصيدِ افترارِه الأوفياءُ ولهذا النَّفيسِ تكثرُ الأسماءُ ... والمالُ بعدُ والأبناءُ ... المقمراتِ الحِسانِ ، والنعماءُ ... ولا أفزعت بنيها الدماءُ ولديوانِ فضلِها قُرَّاءُ والرَّزايا ، والغارةُ الشَّعواءُ عَجَزََتْ عن توصيفِها البلغاءُ أن تموتَ الرؤى ، ويُطوَى الرَّجاءُ في دجى اللؤمِ سِفرُها الوضَّاءُ وَلْتُفَجَّرْ في أرضِها الضَّرَّاءُ ... عهودٍ لنارِها إطفاءُ فأساليبُكم : تبار ، هُراءُ ... قديمًا ، ولن يلمَّ فناءُ كلما لجَّ في الزمانٍ الشقاءُ يرثَ الأرضَ أهلُها الأتقياءُ عانقتْ هامَ مجدِه الجوزاءُ فمحيَّاه مالَه إخفاءُ في حناياهُمُ هوىً وافتراءُ لقرونٍ وما لَهُنَّ انتهاءُ ماتخلَّى عن نصرِه الحنفاءُ ليس للطاغي في القبولِ بقاءُ ... وترمي من بأسِها البلواءُ ... ويأسى على الشبابِ المضاءُ ... ويجثو من الرياحِ الخِباءُ أجفلتْ عن مدارِها الأضواءُ والرزايا الثِّقالُ والإدجاءُ من قديمٍ أو أخبرتْ أنباءُ ياإلهي ، وأنتَ أنتَ الرجاءُ ... على الجمرِ هذه الأهواءُ ... قلوبٌ شعارُها الإيذاءُ ماجرى ، والروايةُ الزهراءُ جنَّدتْهم لحربِنا البغضاءُ ومن الزرعِ شوكُه والوباءُ ... وأعمتْ أبصارَنا الخيلاءُ في ثناياها الإثمُ والضَّرَّاءُ ... وهذي الزَّلاَّتُ والفحشاءُ ... في الناسِ طبعُها الإغواءُ ... هوانا فَكَفُّنا شلاَّءُ فلنا الخلقُ قاتلوا وأساؤوا حقبٌ لم تسقِها وطفاءُ أشبعتهم رمضاؤُها والعناءُ والمصيباتُ ما احتواها عزاءُ ليس يُدرَى لمَن يهيجُ البكاءُ وعن العدِّ يعجِزُ الإحصاءُ في فجاجٍ تسوقُهم أسواءُ إذ ألمَّتْ بالوحشةِ البلواءُ في دجاه الآلامُ والأنضاءُ برؤاهم ، وتكتوي الأحشاءُ في ذهولٍ يسومنا الإزراءُ نُكْفَ ممَّا عرا الأسى والدَّاءُ للمثاني ، فللخلاصِ انجلاءُ زيَّنتْ صدرَ مجدِه العلياءُ مقمراتٍ لم تطوِها الأعباءُ فاستجابَ الفِدا ، ولبَّى الإباءُ رنَّةُ الزيفِ رنَّةٌ جوفاءُ فعُواءٌ صيحانُهم و هُراءُ ... وجاشَ استهتارُهم والغثاءُ وتمادتْ في نحسِها الأخطاءُ إذ سفتْ وجهَ حقلِه النكباءُ للشعورِ المذمومِ ، بئسَ الغطاءُ بئسَ ذاك الَّلغَا ، وبئس الغناءُ (1) لبستْ ثوبَ إثمِه الأشقياءُ لم تَسُقْهُ الخطيئةُ الشَّنعاءُ أممَ الأرضِ واحتواها الشقاءُ ما أتتنا بوصفه الأنباءُ ... فلبَّى رجالُها النُّجباءُ ... فخارًا قد صاغه القدماءُ بمثاني آياته الأنبياءُ حيثُ فاضَ الهنا ، وعمَّ الحِباءُ ... فَضَلَّت آمالَها الأحياءُ في رمادِ الإٌنشاءِ ذاك البهاءُ تتلظَّى في سَقطِه الأرزاءُ وهو البغيُ حثَّهم والمِراءُ معْ رَحاها الأضغانُ والإغضاءُ من سُمُوٍّ له الرقيُّ رِداءُ في يديه بسحرِها الأشياءُ وجهَه قُبحٌ مغبرٌ وازدراءُ هو للبؤسِ والشَّقاءِ غذاءُ ... بقرآنِ ربِّها الأكفياءُ هذَّبتْها العقيدةُ الغرَّاءُ ... باللهِ ، فاليقينُ رواءُ (2) جندَ زحفِ استبسالِه الأعداءُ للطغاةِ العتاةِ داءٌ عَيَاءُ (3) ... ويأبى على الطغاةِ الإباءُ (4) ليس يُنسَى على الحنيفِ اجتراءُ ! ... رأتْها ، والغارةُ الشَّعواءُ ؟ فسَّرتْ : كيف تُسحقُ الورقاءُ !؟ ... احترقتْ في لهيبِها الأعضاءُ !؟ كيف فارتْ على لظاها الدِّماءُ بل قتيلا ، والحالتان : بَوَاءُ (5) سدَّدَتْها القذيفةُ النجلاءُ |
هوامش :
اللغا : اللَّغْو واللَّغا: السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ، ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع .
الرُّواء : حسن الشيء وجماله .
داء عياء : لاشفاء يُرجى منه
العزمي : الموفي بالعهد الذي لايتكص ، والفدم : العيي عن الحُجَّة ز
هِمًّا : مرهقا ، ثقيل الخطوة . بَوَاء : سواء .