يوم من خارج السّرب
رائد عبد اللطيف
غرِّدْ..
فبَعضُ الصَّوتِ عَذْبُ
وافْرِدْ جناحَكَ في الهَوا
ففَضاؤُكَ المَخنُوقُ رَحْبُ
يا أيَّها المُنْشَقُّ عن سرْبِ الهَوادَةِ
إنَّ درْبَ الحُرِّ صعْبُ
غرِّدْ..
فإنَّ سماءَك الحُبَلى تَصُبُّ
وحجارةَ السِّجيلِ في فمِكِ المكبَّلِ
ليسَ تخبُو
يا سيِّدَ الأحرارِ، قُلْ:
ما عادَ بعدَ اللهِ رَبُّ
حسبِيَ اللهُ.. وحسْبُ
**
غرِّدْ..
فكمْ أبكاكَ – قبلَ اليومِ – في الدِّهليزِ كلْبُ؟
كم كنتَ تشتاقُ الحقولَ
وشمسُها في الماءِ تَحْبُو
والبيدَرُ الذَّهبيُّ بينَ أناملِ الفلاحِ يَكْبُو
والصَّوتُ من مِذياعِ جارتِنا يغنِّي:
يا زارعَ القُضبَانِ خلفَ ديارنا
لا تزرعِ القضبانَ
إن الأمنَ- يبدو- مُسْتَتِبُّ
**
أوقفْ حصارَك..
كيفَ تغتالُ العقولَ
ولم يزلْ في صدرِنا المَذْبوحِ قلْبُ؟!
أوقفْ حصاركَ..
قد صنعتَ من الرؤوسِ منابراً
وجلستَ في محرابِها
والرأسُ شيْبُ
هل تستسيغُ بأنْ يموتَ الحبُّ في أرواحِنا
أو يأكلَ الأشواقَ ذئبُ؟!
هل تستسيغُ بأن يعيشَ الذُّعرُ في أجسامِنا
أو يحكمَ الأفكارَ رعُبُ؟!
أوقف حصارك..
لم يعدْ لـ (اللاتِ) حِزْبُ
أوقفْ حصارَكَ..
كيف يُقتَلُ- في سبيلِ العيشِ- شَعْبُ؟!