صلاةٌ في حضرةِ الوَجَعِ
صلاةٌ في حضرةِ الوَجَعِ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]أمشي وَخَطْوُ دمي نارٌ تُصفِّدُهُ
هذي خطوطُ يدي بصّارتي قرأتْ
حملقْتُ في يدِها حتى اقتَفَتْ أثري
فعدْتُ مِنْ حَرِّ أنفاسي بلا وطنٍٍ
مُعَطَّرُ الجرْحِ غابَتْ فيه خطوتُهُ
حتى غدا شبَحاً مجْدٌ يُرمِّمُهُ
أضاءَ وجْهَ الدّنا مُذ أدْلجَتْ حِقَبٌ
وشادَ صرْحَ الهُدى حتّى اهتدَتْ أمَمٌ
وقد رأيْتُ بأضلاعي ازْدهَى عطشي
صوْتي أنينٌ وميلادي به ثبتَت
قد صرْتُ كالصَّمْتِ صوْتي لا يناغِمُني
إنّي رجعْتُ وخيْلي قرْصَنتْ جَسدي
رجِعْتُ نحْوي وقد أخفيْتُ شاهِدَتي
أجْهدْتُ نفسي وتأريخي تُمزِّقُهُ
تقلَّدَ العِزُّ أوْطاني وَقلّدَها
فعُدْتُ وحْدي إلى قدّاسِ حضْرتِهِ
فتّشْتُ عن رَجُلٍِ في عَرْضِ باديتي
وكي يَسيرَ إلى برِّ الأمانِ به
وكي يَمُوتَ دِفاعاً عن شواطئِهِ
فما وَجَدْتُ سِوى شِمْرٍِ تزعَّمَنَا
وإنّنا كرْبلاءاتٌ غَدا دمُنا
يُعَلِّقونَ ذئاباً وَحْدَهُمْ وَطني
صِرْنا حَصاداً ومذبوحٌ بنا وطرٌ
مِنْ ألفِ قرْنٍ وتاجُ المََجْدِ في يدِهِ
إنَّ الليالي وإنْ طالتْ حوالِكُها
أغفو حَنيناً إلى ميلادِ قافيةٍ
نِصْفَانِِ كُنْتُ بلا مَأوى يُلمْلِمُني
نِصْفٌ يُعاني انْفلاتَ الوَقْتِ في قدَحٍٍٍ
كأسي يطيحُ وكفّي لا تُلازِمُني
إنّي أرَمِّمُ جُرْحي لو هَوَتْ قَدَمي
مُبَدَّدٌ قلَقي حُزْني يُجَمِّعُني
هُمْ يشْنقونَ مسَلاتي وخارِطتي
كوْني يدورُ وجبُّ الوَقْتِ غافلَني
أنا غُبارُ احْتراقٍ في رُؤى وَرَقي
يَلتَفُّ حَوْلي جريدُ النّخْلِ يُلبِسُني
فأرتديها فيحني السَّعْفُ جبْهتَهُ
هذا الأنينُ بَقايا نخْلةٍ يَبسَتْ
سيَرْجِعُ الغيْمُ يُمْلي أرضَنا مطراً
أنا البقايا من الطوفانِ يا بلدي وَصوْتُ جرْحي بخيطِ الرّوحِ أعْقدُهُ
بعضَ الملامحِ من مَاضٍ تمَجِّدُهُ
فأرْجََحتني وَجِلبَابي تُقدِّدُهُ
فصارَ بي وطني اللاءاتُ تجلدُهُ
وقد تهدَّمَ للاشيءِ مَسْجِدُهَ
وفيهِ جاءَتْ أكفُّ اللهِ ترْفدُهُ
وَمَدّ خيطَ السّنا بالأفْقِ فرْقدُهُ
وراحَ يهدي الذي مَنْ ضلَّ (أحْمدُهُ)
وطافَ في جُرْفِ أوْجاعي تمرُّدُهُ
كلُّ المآسي فأدْماني تنهّدُهُ
ولا بريدي به يأتيكَ هُدْهُدُهُ
وقادَني مُثقلاً بالهَمِّ مَوْلِدُهُ
ورحْتُ سهْمَ الوفا بالقلبِ أُغْمِدُهَ
حَرْبُ الحروفِ على سَطري تُعَمِّدُهُ
عِزَّاً وجِئْتُ دمي حُبّاً أُقلِّدُهُ
أسْعى وقلبي إلى نهريْهِ أرْشدُهُ
يَسوسُ لي وطني حُقّاً ويُرْشِدُهُ
وكلّ صَعْبٍ وما يَلْقى يُمَهِّدُهُ
ومِنْ مَهاوي الرّدى والوَيْلِ يُنْجِدُهُ
وألفُ ألفِ حُسينٍٍ طاحَ مَعْبَدُهُ
يجْري ومِقصلةٌ ضِلعي تُجَرِّدُهُ
على حِبالِ الرّدى مُذْ ضاعَ مِقوَدُهُ
وصوْتُ أمْواتِنا للكوْنِ ترْعِدُهُ
فمَنْ سواهُ خُطى العلياءِ تَنْشدُهُ
لسوْف يُوجدُها حَقٌّ وَتوْجِدُهُ
وملءُ كَفيَّ نهْرٌ لا يُبَدِّدُهُ
نايُ الشُّرودِ به الفوْضى تُشَرِّدُهُ
وبعْضُ نصْفٍ لبعْضٍ راحَ يُقعِدُهُ
فمَنْ سيَسْنِدُني لو جئْتُ أسْندُهُ
وبعْضُ وجْهي بمِلْحِ الطينِ أُفرِدُهُ
مع الدّموعِ ومَنْ مَوْتي سيُسْعِدُهُ
ويقتلونَ عراقاً بي توَحّدُهُ
وقدْ رَماني ببابِ الوَهْمِ سَيِّدُهُ
وبي شظايا من المجْهولِ تُجْهِدُهُ
أحْلى العباءآتِ فيها اخْضرَّ موْعِدُهُ
إلى العِراقِ وفي عينيّ أرْصُدُهُ
فمَنْ يمُدُّ يداً للغيْمِ يُنْجِدُهُ
وينبتُ القمْحُ والأيامُ تَحْصدُهُ
فمَنْ يردُّ لأمْسي ما يُجَدِّدُهُ
