الذكرى الثانية لثورة يناير
26كانون22013
أشرف محمد
أشرف محمد
هل تذكرون ثمان عشرةَ ليلةً عامان مَرَّا بعد أولِ ثورةٍ هي ثورةٌ قدَحَ الشبابُ شرارَها و الكلُّ سارعَ يستحثُّ بها الخُطَي ميدانُنا وقتَ الزِّحامِ كأنّه جاءت وفودُ الشعب دون تكاسُلٍ و الكلُّ في أملٍ يُناجي ربه ربّاه إنّ الظلمَ جاوزَ حدَّه سقفُ المطالبِ قد علا لمَّا رأَوْا يومُ الجمال أتي يزيلُ غشاوةً كل الطوائفِ شرَّفت ميدانَنا و القادمون يُفَتَّشُون ببسمةٍ عذراً أخي هذا احتياطٌ عندنا و تري لجانَ الشعب تحرُسُ حيَّنا و الكلُّ في حذرٍ يُؤَمِّنُ حِرزَه و الناس يُؤْثرُ بعضهم بعضاً فهم ميدانُنا قد صار قِبلةَ شعبنا و العالم الغربيُّ شاد بفضلها و الكلُّ صوَّبَ ناظريْه مُتابعاً و تري التزاحمَ و التراحمَ قائما و تري اتّحادَ نسيجِنا في أُلفةٍ و تري المكان كفندقٍ متميزٍ هذا يقدِّمُ كسرةً مِن خُبزِه أما العجوزُ فأرسلَت مع ابنها و طعامُهم " كنتاكي" صارت طرفةً أمُّ الشهيدِ تقولُ حسبي أنني وردٌ تفتَّحَ في الحدائقِ قد رَوَي و تري مُصابَ الجُرحِ ضمَّد جرحَه و الطائراتُ تحومُ فوق رؤوسِنا و الناس تهزأُ في لطيفِ فكاهةٍ وقفت جموعُ الشعبِ في ميداننا ميدانُنا عاشَ المخاضَ ترقُّباً و الأمنُ رغم الخوفِ عمَّ نفوسنا هي ثورةٌ نادت بإسقاطٍ لِمَن و عن السفيه تجاوزوا لما بدا و مع الشريف تعنَّتوا و تشدَّدوا كم زوَّرُوا في الانتخاب و أنكروا و كم استهانوا بالعباد و أهملوا قد غيَّروا الدستورَ تشويهاً لكي كم صدَّروا الخيرات رغم أنوفنا يوم التَّنحِّي كان يوماً شاهداً و الناس هذا هاتفٌ أو راقصٌ كلٌ يعانق خِلَّهُ في فرحةٍ الشعب أسقطَ .. لا .. يصيحُ شبابُنا الله ربُّ العرش أسقط وحدَه يا بُؤسَ مَن ما إن مضي عن شعبه بعد التنحّي قام كلٌّ يغتدي سقط الرئيسُ فحيعلا مشروعِنا * * * لكنَّ بعض الحاقدين تجمَّعوا هم مِن فلول نظامهم أو حزبه أو مِن وُجوهٍ طالما عكفت علي و أصابعُ الصهيون تعبثُ بينهم فتعاقدوا و تعاهدوا و تساندوا أتضيعُ منزلةٌ لنا من بعد ما كنا نصولُ بأرضها و سمائها أفبعد أن كنا الأوائلَ عندهم أفبعد أن كنا نقوم بحبسهم كنا رجالَ المالِ و الأعمالِ بل عند الهبات لنا نصيبٌ وافرٌ فتآمر الجمعُ اللئيمُ مقرِّراً زَرْعُ الوقيعةِ و الخلاف مهارةٌ إنا سنرسلُ بلطجيةَ حزبنا يتسللون و يحملون سلاحَهم ليُشَوِّهُوا في الناس صورةَ ثورة هيَّا نُثيرُ رجالَ إعلامٍ لنا كيما نفجر فُرقةً أو فتنةً ليعيشَ كلُّ الناس في أحزانهم قولوا اللطيمةَ يا لهول مصيبةٍ و إذا سمعتم ما يَسُرُّ فأعرضوا في أيِّ إرجافٍ هلمّوا و انشطوا و إذا رأيتم بعضَ خيرٍ أعرضوا دوماً و قولوا الرأي في أحوالنا و خذوا بأسوأِ الاحتمالات التي و إرادةُ الشعبِ ارفضوها إن بَدَتْ * * * هل صار في الميدان بعضُ عكارةٍ هل صار في الميدان بعضُ تنازُعٍ هذا بفعل الحاقدين و كيدهم لكنَّ ربَّ العرشِ خيَّب سعيهم و الشعب واعٍ سوف يلفظهم و قد يمضي ليبنيَ الاقتصادَ مُوَفِّراً و يعودُ للناس الهدوءُ مُجَدَّدا مصرُ التي في خاطري و بمهجتي مصر التي في خاطري تسعي إلي | في بدء ثورة شعبنا سلميةٍ شعبيةٍ بيضاءِ و الشعبُ هبَّ مُلبياً لنداءِ نحو العُلا بعزيمةٍ و مَضَاءِ حَرَمٌ بلا بُغضٍ و لا شحناءِ بحماسةٍ و بسالةٍ و دعاءِ بتضرُّعٍ و تذلُّلٍ و رجاءِ في غلظةٍ و تجبُّرٍ و غباءِ خُطَباً تُذاعُ بخفَّةٍ و هُراءِ عن أعينٍ خُدِعَتْ من البُسطاءِ أنعم بهم من إخوةٍ شركاءِ و بالاعتذارِ لأهلنا الشرفاءِ من أجل أمن وفودِنا الفضلاءِ في البردِ ساهرةً بغير غطاءِ مِمَّن يدبِّرُ مكرَه بِخَفَاءِ أهلٌ من الآباءِ و الأبناءِ جاؤوا لدعم الثورة السمحاءِ فحديثُها قد عمَّ في الأرجاءِ مُتلهفاً لتَعَرُّفِ الأنباءِ ميدانُنا جمعٌ من الرُّحَمَاءِ إن حان في الصلوات وقتُ أداءِ رغم العناءِ لخدمةِ النزَلاءِ أو لقمةً أو شربةً من ماءِ زاداً لمن أفضَوْا إلي الإعياءِ ممجوجةً لتندُّرِ الظرفاءِ في حبِّ مصرَ أكونُ كالخنساءِ هِمَمَ الشبابِ الحُرِّ خَيْرَ رُوَاءِ عَجِلاً ليرجِعَ لم يَفُزْ بشفاءِ رُعباً يُزمجرُ صوتُها بسماءِ هل جُنَّ حسني أم أُصيبَ بداءِ مُتَوَحِّدين بعزةٍ و إباءِ بتماسُكٍ و تشوُّقٍ و رجاءِ ثقةً بربٍّ قادرٍ و عطاءِ حكموا البلادَ بمنطق الجبناءِ منه الفسادُ و كثرة الأخطاءِ ما لم ينافقْ جمْعَهم برياءِ بل برَّرُوا بتفاخرٍ و غباءِ و تغافلوا عن نجدة الضعفاءِ يرثَ الرئاسةَ عصبةُ الأبناءِ للغاصبين و ثُلة الغرباءِ و النورُ شتَّت حلكةَ الظلماءِ أو طائرٌ أو مُنشجٌ ببكاءِ فُرِجت لنا من بعد طولِ عناءِ في عزةٍ و تيقُّنٍ و جلاءِ هذا النظامَ فأبشروا بهناءِ فرح الجميعُ ببهجةٍ و غِناءِ لنظافةِ الميدان و الأحياءِ لبناءِ عدلٍ مشرقٍ و نماءِ * * * و تهامسوا من غيظهم بخفاءِ أو أمن دولة عهده الكبراءِ لَهْوِ الحديث بصبحهم و مساءِ بالمال و التهييج و الإغراءِ هيا نَكِيدُ لثورة الشرفاءِ كنا نُعَدُّ بزمرة النُّبهاءِ و نجولُ دون رقابة الرقباءِ صرنا بثوبِ مهانةٍ و رداءِ صارت قيادتنا من السجناءِ كنا الأوائلَ عند نهب عطاءِ مالٌ ..عقارٌ .. أو بأرض فضاءِ في السِّرِّ بدءَ عداوةٍ هوجاءِ فيها الكوادر دُرِّبَتْ بسخاءِ في زيِّ ثوارٍ لهم شرفاءِ كيداً كمكر الحيَّةِ الرَّقطاءِ و شبابِها المقدامِ و المعطاءِ مُتلونين تلوُّنَ الحرباءِ يا مرحبا بالفتنةِ العمياءِ ندماً علي المخلوعِ و الرُّفَقَاءِ في أيِّ أمرٍ فيه بعضُ رجاءِ و لدي الإساءةِ وَلوِلُوا ببكاءِ أو هيِّجُوا بعضاً من النشطاءِ إذ ليس منا مادحٌ بثناءِ إذ كلُّها بؤسٌ بلا نعماءِ تُفضي ليأسٍ قاتلٍ و فناءِ عند انتخابٍ أو لدي استفتاءِ * * * من بعد جوٍّ رائقٍ و صفاءِ من بعد صفٍّ واحدٍ و إخاءِ من ذا سيحذرُ خطة الخبثاءِ و ظنونَهم في الفتنة الحمقاءِ كشف الخبيث بفطنةٍ و ذكاءِ عيْشاً كريماً خاليَ الأعباءِ بمحبةٍ و مودَّةٍ و إخاءِ لن تستجيبَ لعُصبة السُّفهاءِ حريةٍ و كرامةٍ و رخاءِ | الغرَّاءِ