رغيفُ الدّم
19كانون22013
خلف دلف الحديثي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
إلى أطفالِ مدينةِ (حلفايا) الذينَ اختلطَ رغيفُ خبزِهم بدمِهِمْ :
أغلقْ عيونَكَ لسْتَ وحدَكَ مَنْ يرى كلا ولسْتَ إذا انتُدِبْتَ إرادةً ما بيْنَ موْتِكَ واستحالةِ لحْظةٍ فأعدْ لذاكرةِ السنينِ شهورَها ستجيشُ قارعةُ الخطوبِ بويلِها وتثورَ أكفانُ الرّجالِ لوحْدِها وتقومَ تُعْلنُ للقيامةِ وعْدَها صيّرْتَ موْتَكَ في انتهاكاتِ السّما ستجيءُ أطفالُ الشآمِ عزومةً أطْعَمْتَهم خُبزَ الطوى بدمائِهِم كُتلٌ تشَهّتْ للرّغيفِ وتشْتَهي سرَقَتْكَ من عينيْكَ أجْنحةُ الرّؤى غافلْتُ شَكْلَك كي أقيمَ عزاءَهُ فأثِرْ عجاجَ الويْلِ واخلعْ نعْلَهُ واسفحْ عُطورَ الأرجوانِ على الثرى فاخترْتَ مِرْآتي تراك حقيقةَ وأقِمْ بموْئلِكَ الطقوسَ مُفَجِّراً فأعدْ إلى شامي براءةَ بسْمةٍ يا أيّها اللا أشتهيْكَ سحابةً وانسُجْ خُطى المتسلّلينَ براعةً يا مُشْبِعَ القيْعانِ مِنْ ويْلٍ دَمَاً لكَ أعْلنَتْ هذي الجراحُ نفيرَها أوْغَلْتَ فالتبسَتْ عَلينا ضحْكةً بكَ قدْ ترادَفَتِ الحتوفُ فأنْجَبَتْ فامتدّ مِنْ أقصايَ مَنكوباً دمي وَطغى دُخانُكَ في دروبِ مَخابئي وإليْكَ هَرْوَلَتِ القبورُ بحُزْنِها وطَنٌ تعوّدَ أنْ يعيشَ مُيَتّما وتقيمُ فيه ولائماً لقُسَاتِهِ فاعْلنْ بأنّكَ قد غدوْتَ جحيمَها وأقمْتََ في كلّ البلادِ عَجاجَةً لكََ أطلقَتْ حُمْرُ الجراحِ شرارةً فينا وضعْتَ لكلِّ وصْلٍ عثْرةً قاتلْ لأطفالِ الرّغيفِ ليُعْلنوا قاتلتَهُمْ فحمَلْتَ نعْشَكَ فيهُمُ جاءوا إليْكَ حَمَائِماً لمّا تزلْ فأتيْتَ منّا تسْتردُّ نهارَنَا أشْعَلْتَ في درّاقِهَا جَمْرَ اللظى وَهوَى انكساراً قاسيونُ من الشّجا وغدَتْ حَماهُ بما فعَلْتْ خرائِباً ونعَتْ لكَ الشّهباءُ سِحْرَ جَمالِها فدِمْشقُ كانتْ من زجاجٍ روحُها أمْعَنْتَ في الطغيانِ حتى لمْ تدَعْ ثم التبسْتَ، وكانَ منفيّاً فمي ماذا سأكتبُ عن طفولةِ موتِنا وَهُمُ الذين برسْمِها قد أتْقنوا وَاعدْتَهمْ مِنْ أنْ تكونَ سحابَها ما زلْتَ توغِلُ والسنابلُ أيْنعَتْ ما زلْتَ توحِشُكَ الدروبُ أنيسُها سيعودُ غصْنُ الدّم في روْضاتِنا وَيقالُ عن صفْصافِ عمرِكَ قد بَدا ويقالُ إنّا صرْخةٌ قد أنْبَتتْ ويقالُ عنكَ نَحَتَّ عَثْرَةَ موتِنا ماذا تقولُ إذا أتوْكَ بنزْفِهمْ فاعْرِفْ بأنّكَ لا مُحالةَ راحِلٌ أحْرقَْتَ ما أحْرقتَ يا نيرونَها واحْسبْ حسابَكَ فالزّمانُ لِمُنتهى | ويرى سرابَ الأمنياتِ وما ستصُدُّ زحْفاً يسْتميتُ وعسْكرا ستجيءُ وحْدَكَ للمهالكِ مُجْبرا سترى سنينَكَ مِنْ شهورِكَ أقصَرا كي تنتهيْكَ وفيك تكتبُ ما جرى عنّا تقاتلُ للمنايا حُسَّرا وتجيءُ أشلاءُ الشبابِ لتثْأرا واخترْتَ وعْدَكَ للنهايةِ منبَرا لتقيءَ موْتكَ في المَزابلِ والقُرى وصبَغَتْ أرْغفةَ المجاعةِ أحْمَرا مِنْ أنْ يزورَ عيونَها لوْنُ الكَرى فبقيْتَ كالمجنونِِ يقتلُكَ الورى فأبَتْ قبورُ الوعْدِ أنْ تتذكّرا واكْسَرْ براءاتِ الأضالعِ خِنْجرا كي لا تكونَ من النّقاءِ مُطَّهَرا فبغيرِها لنْ أحْتويْكَ فتُبْصَرَا قلقَ ارتباكِكَ كي تظلَّ مُنثَّرا ودَعِ الشّمُوسَ لكي تَعودَ وتظْهَرا قاتلْ بروحي الأمنياتِ لتكْبُرا حتّى تكونَ لنا نداءً مُفْترى إلبسْ شظايا الجُبِّ كي تتفَجّرا لتكونَ شيئاً لنْ يقالَ ويَذكَرا كانتْ كمَا كنّا نظنُّ مُبَشِّرا موْتاً به طعْمُ التّرابِ تَغَيَّرا حتّى تفجّرَ في جنوبي أنْهُرا لتظنّ أنّكَ قد غدوْتَ مُحَرّرا لتُريْكَ أنّكَ كمْ جنيْتَ تَجَبُّرا ويَدٌ تُسَلّمُهُ لأخرى تُشْترى والذابحينَ كروشَهُم لتُعَسِّرا وَغدا اصْطراعُ الموْتِ فيكَ مُكَوّرا وذرَرْتَ مِلْحاً في الفراتِ فَعُكِّرا والظلمُ أنْجبَ زندَ غيظٍ أسْمَرا وأمَرْتَ هذا النورَ ألا يَعْبُرا قاماتِهِمْ ، لا لنْ تَعودَ القهْقرى وَغدا انْتحَارُكَ للرّحيلِ مُفَسَّرا زُغَباً تُراقِصُ ماءَ حُبٍّ أمْطرا لِتَظلَّ أنفاسَ النّدى مُسْتَعْمِرا وَبَكى عليْها الياسمينُ تأثُّرا وَعَلا على بَرَدى اللّهيبُ مُسَعَّرا وشكى بحمْصَ لك الدّمَارُ وَصَوّرا وإليْكَ درْعا تستغيْثُ تَضَوّرا نَخْشى عليها أنْ تُطالَ فتُكْسَرا طفلاً يُناغي مهْدَهُ مُتَحسِّرا فاغتيلَ صوتٌ للأذانِ وَحُوْصِرا ولموْتِ أطفالٍ تُعانقُ دَفتَرا؟ ألوانَها وبها تُناغمُ أسْطُرا لو أجْدَبَتْ وتكونَ غيْثاً مُمْطِرا ودَنا القِطافُ وفيكَ لنْ تتعَثّرا خوْفٌ يقيمُ على ضلوعِكَ مَخْفرا بَعْدَ اليباسِ كما اشْتهيْنا أخْضرا جَدُباً ووجْهُكَ قد تناثرَ مُدْبرا حقلاً ومدَّتْ للسّماءِ الأبْحُرا وغدَوْتَ في متْنِ الجرائِمِ أخْطَرا شهداءُ أرضِ الشّامِ ترْفلُ أذْفرا مهْما عَلا صوْتُ الدّمارِ وأسْفرا فالوعدُ آتٍ والطريقُ لِمَنْ سرى فهُنا دمُ الشّهداءِ صاحَ مُكَبِّرا | ورا