تساؤلاتٌ في محكمةِ وطنْ
تساؤلاتٌ في محكمةِ وطنْ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]سؤالٌ غريبٌ يثيرُ الحِوارْ
يدورُ ويخلقُ فيّ اختناقاً
يحاصرُ روحي كلامُ الجنونِ
حديدٌ يُصفِّدُ بابَ الشروعِ
كلانا يُعاني صِراعَ الوجودِ
لماذا نسيرُ وراءَ الجنوحِ
لماذا سَكتنا عنِ القهقهاتِ
لماذا فرَرْنا إلينا ومنّا
عجزْنا ولذْنا ببعضِ الهُراءِ
فهَبني شربْتُ لهيبَ العيونِ
تعالَ وفتّشْ ضلوعي صديقي
فما بك ما بي وروحُكَ روحي
وإنّا جعَلنا منِ الدورِ داراً
وإنّا اختزَلنا حضاراتِنا
على أيّ شيءٍ صنعْنا الخلافَ
لماذا حرَقتكَ كي أنتهيكَ
لماذا وكنّا انبثاقَ العصورِ
وكانتْ ضلوعي سبيلَ العُبورِ
وكنّا وقفْنا نصدُّ الغزاةَ
وقفْنا نذودُ معَ الذائدينَ
ملأنا السَّما بقتارِ المنونِ
سفَفْنا الترابَ على جوعِنا
صَبرْنا على قهْرِنا قادرينَ
وكم يا .. وقفْنا ببابِ الوزيرِ
نصَفّقُ إمّا أطلّ الرّئيسُ
ويُعلنُ أنّا انتصرْنا ولكنْ
فيا أنتَ يا ابنَ الرّجالِ الرّجالِ
حنيْنا الظهورَ لكلّ الطّغاةِ
أيا أنتَ يا ابن ثرى الرافدين
فنحنُ نعيشُ برغمِ الجِوارِ
عِياناً حفرْنا دروبَ الشّقاقِ
تعالَ صديقي نقيمُ الحدودً
كفانا اضْطهاداً ويكفي بأنّا
فهمْ قاتِلوني وهُمْ قاتِلوكَ
رئيسٌ يَروحُ ويأتي رَئيسٌ
وهُمْ راحلونَ بوضعِ انقلابٍ
فنحنُ الرّعايا نُعاني الغيابَ
تعالَ لنبني صروحَ الحياةِ
تعالَ احتضنّي وخذني إليكَ
علامَ التجافي وفيمَ الخلافُ
فنحْنُ اقتسَمْنا رَغيفَ الحياةِ
ففيمَ اختصَمْنا وَفيمَ اقتتلنا
هنيئاً لنا قد عقَدْنا الحروبَ
وألفُ هنيءٍ فقدْنا العقولَ
فهذا الحريقُ حريقي وموْتي
فما أنتَ أنتَ ولا نحْن أنْتَ
فوَحْدي خسرْتُ وأنتَ خسرْتَ
فماذا جرى وافترقْنا هناكَويقلبُ وجْهَ الظلامِ نهارْ
ويركضُ حافٍ بكلّ مدارْ
ويصرخُ صوتي حديدٌ ونارْ
ونارٌ تحطُّ على كلّ دارْ
ومنْهُ يدورُ مدارُ الدّوارْ
ونحفرُ تحْتَ خُطانا العِثارْ؟
وماتَ بروحِ اختباري اخْتيارْ؟
وشلّتْ يميني سيوفُ اليسارْ؟
فصارَ الهُراءُ غناءَ الهَزارْ
دموعاً وهبْني كسَرْتُ القرارْ
سَتلقى هواكَ بروحي المَنارْ
وإنّا صرخْنا البدارَ البدارْ
وكمْ قدْ زرعْنا حقولَ البَوارْ
وماتَ بأسوارِ بابلَ الإزْدِهارْ
وفي أيّ شيءٍ هدمْنا المَزارْ
وأنتَ حرَقتَ بحَقلي الثّمارْ؟
وظهرُكَ كان لظهْري السّوارْ
وصدرُكَ كان لصْدري الجِدارْ
وكفّاً بكفٍّ كسرْنا الحِصارْ
ونشحَذُ كلّ أبيِّ الشِّفارْ
وفوقَ القفارِ حرَقنا السِّعارْ
ومنْ أجلِهمْ قدْ أكَلْنا الغبارْ
وكمْ قد ركضنا وراء البخارْ
وملّ الوقوفَ بنا الإنتظارْ
ويعلو الصفيرُ إذا الرّكبُ طارْ
يُسمّي مماتَ الجميعِ انتصارْ
أليسَ السّكوتُ على الضّيْمِ عارْ؟
فقلْ لي متى سوفَ ندري المَسارْ؟
لقد طابَ منا لأرضي الفِرارْ
بعاداً ونقتلُ روحَ الجِوارْ
ولذْنا بها وافتَعَلْنا الشّنارْ
ونقتلُ فينا الدّعاةَ الكِبارْ
جميعاً نُقاسي جَوَى الإحْتضارْ
وهُمْ قاتِلونا بسيفِ المَرارْ
وتبْقى البلادُ لنا والدّيارْ
وَسوْفَ يدوسُ النفايا القِطارْ
غيابَ المُنى في رُؤى الجُلنارْ
ونطفئُ ناراً رَعاها التتارْ
ومنّي تقرّبَ دونَ انْهيارْ
تعالَ لننْهي بنا الإنكسارْ
وعشْنا على كعْكةِ الإفتقارْ
فشاكلَ نزفُ الدّماءِ البحارْ
فكانَ اللواءُ دماءَ الصِّغارْ
وفينا تشبّثَ صوْتُ الفِرارْ
مماتكَ أنتَ وأنتَ الشّرارْ
ونحْنُ غدوْنا بقايا نُثارْ
كلانا شهدْنا سنينَ الدّمارْ
وكلّ مَشى دونَ أيّ اعْتذارْ؟