حمص... خيمة المجد
12كانون22013
أنس إبراهيم الدّغيم
أنس إبراهيم الدّغيم
جرجناز/معرّة النعمان/سوريا
قريباً منكِ تجتمع و جازَ الماءُ نحو الماءِ حتّى و حيثُ وقفتُ قامَ دمٌ شهيدٌ تجذّر في التراب فصار نخلاً تباركَ ماؤكِ العاصي و جلّتْ هنا البلدُ الحرامُ لكلِّ حرٍّ هنا ( حم ) صبرٌ مستعانٌ عبرنا خوفنا مطراً و شعراً و قمنا يكبرُ التّاريخُ فينا نؤرّخُ حزننا ميلادَ فتحٍ و نقرأُ وجهَكِ العربيَّ نصّاً كأنّك في علوم النّحو (حتّى) أجل يا حمصُ يا فئةَ الأقاحي و قبلك كان عودُ المجدِ غضّاً و كان ربيعنا العربيُّ بكراً و يا وطناً تشظّى يا سميناً تخلّقَ في يديكِ الصّبحُ حتّى و ما وطئوا تراباً من حريرٍ و كم زرعوا لتحيا الأرضُ قمحاً فما صنعوا لوجهِ الشّامِ خبزاً أجلْ خمسونَ قد مرّتْ عجافاً فما عادَ الغمامُ ببعضِ ماءٍ إلى أنْ قامَ طفلٌ دونَ عشرٍ يوجّهُ دفّةَ الدنيا و يبني يقابلُ بالأناملِ تاجَ كسرى و كم مرّ الصّباحُ ببابِ هودٍ تقاسمنا دمَ الشّهداءِ ملحاً نُباعُ لينعم الوالي و زوراً كأنّ الأرضَ كلّ الأرضِ خصمٌ رُمينا عن يدٍ و الأرضُ ضاقتْ إذا الظّلمُ استباحَ حمى كريمٍ فتنكسرُ القيودُ إذا عزمنا أبي لغزٌ يحيّرني و أرجو يواجهني سؤالاً سرمديّاً و لولا أنّهم مكثوا قليلاً و لا نامتْ عن الجدوى كرامٌ فحتّى لا نباعَ تعال خذنا كأنّ الجبَّ حتى اليوم جُبٌّ فما ابيضّتْ لهم عينٌ و جادتْ و مازالتْ قبابكَ شامخاتٍ فما نامتْ هنا عينا جبانٍ هنا قبرٌ و تسكنه حياةٌ هنا التّاريخُ يفتحُ بابَ عمروٍ أنا من جرجنازَ و أنتِ منّي لعلّ دماً سيجمعنا قريباً سلامٌ لا سلام لغيرِ حرٍّ | الجهاتُفحيثُ وقفتُ جازَ ليَ يظلَّ النّيلُ رهنَكِ و الفراتُ و نامتْ عن دعاويهِ القضاةُ و ناءَ فغامَ فانهمر الأباةُ عن النّظمِ البديعِ الحادثاتُ و إرثُ الخالديّة و الحماةُ و ديكُ الجنِّ ينظمُ و الهواةُ جريئاً لا تصادرُهُ الرّواةُ و مازالتْ تجودُ الأمّهاتُ ليسقطَ عن جناحيكِ الشّتاتُ بلا لغةٍ و تسكنهُ اللّغاتُ و كلّ الواقفين معي نحاةُ تحيّزنا و أنكرتِ الفئاتُ و لمّا تبلغِ الرّشدَ الحياةُ فأورقت الظّلالُ الوارفاتُ و يا مطراً يحاصرُهُ الغزاةُ مشى في موكبِ النّورِ الحفاةُ و لا شبعوا و لا لبسَ العراةُ و آثاراً و كم حصد الولاةُ و لا دُفعتْ لساكتها الزّكاةُ و تنتظرُ السّنابلُ و الجُباةُ و لا وردوا و لا ملأَ السّقاةُ تسبّحُ في يديهِ الأحجياتُ لوجهِ الله ما هدمَ البغاةُ كذلك تقلقُ الجبلَ الحصاةُ فما حمدوا و لا قعدَ السّراةُ و يسرقُ خبزَ أمّتنا الطّغاةُ يمانعُ باسمِ أمّتنا الزّناةُ و تنتهزُ السّماءَ الطّائراتُ بنا ذرعاً و ما ضاقَ الكماةُ فشرُّ مآخذِ المرءِ الأناةُ و نهزمُ حين تنكسرُ الذّواتُ لهُ حلاً و لا يرجو العصاةُ لماذا غادر الجبلَ الرّماةُ ؟ و لولانا لما ذبحتْ حماةُ و لا حظيتْ بيوسفنا الرّعاةُ و كلْ يا ذئبُ ما سام الغواةُ و كلّ كواكب الدّنيا جناةُ و ما زالتْ تجودُ الرّاجماتُ بعهدتها تنامُ القُبَّراتُ و لا مات البعيرُ هنا ... و ماتوا و تحرسُ خيمةَ المجدِ الرّفاتُ و يفتحُ ما تبقى المعجزاتُ و منكِ أنا و منكِ الخالداتُ و تلتئمُ الجراحُ النّازفاتُ و قبرٍ فيهِ تحتشدُ الجهاتُ | الصّلاةُ