هذا المساء لنا
عبد الرحيم عوام
هذا المساء لنا
نعدّ الشاي والحلوى وننتظر الكواكب كي تكون ضيوفنا
مرّ الصباح ببابنا لم ننتبه كنا نيام
نصطاد من أحلامنا خرز الحنين لجنة أولى
لماذا يا أبانا لم تؤجل موتنا ؟ دعنا قليلا نستطيب فواكه البحر الجديدة
لا نحب شقائق التفاح في دمنا ستغرينا الخيانة بالمزيد من الخيانة
لا تعجل بالسقوط لكي ننام بلا سقوف دع لنا هذا المساء
لكي نعربد في بلاد الله كيف نشاء
ودع لنا سيفا نرقصه
وخمرا للغواية في ليالي شهرزاد
ودع لنا شعرا لنمدح سيدا لا يعرف العربية
اشتبهت عليه فلم يرى فيها سوى دام السلام
ودع لنا شعرا لنهجو بعضنا
فيثير في دمنا الخصام
ولا تدع ديكا يوحدنا على وقت الصلاة
ولا تدع نجما يوحدنا على وقت الصيام.
هذا المساء لنا
وليس لنا غد أو موعد لذواتنا
وضيوفنا عما قليل يدخلون ليشربوا خمرا ويعتصرون عنقودا تأخر نضجه
وضيوفنا عما قليل يُرقصون نساءنا
وضيوفنا عما قليل يدخلون إلى مخادعنا فنخرج من معاطفهم عراة
وضيوفنا عما قليل ينكرون خروجنا ودخولهم.
قلنا لنا هذا المساء
لنا دم حرّ سيولد من سيوف لم تغازلها النساء
لنا دعاء النصر والتاريخ والشهداء والشعراء
إن غدا لناظره قريبُ
هل أطلنا عمرنا كذبا فصدّقنا الغريب ُ
لينتهي عصر الرؤى
غدنا مضى
لم يبق منه غيرَ شاهدة توحّدنا لنحفر قبرنا
هذا المساء لنا.