عانق جراحي واتحِدْ
حاتم جوعيه - الجليل
شُبَّاكُ شرفتِهَا المُطِلُّ على الطَّريق
أبَدًا يُلوِّحُ بالسُّؤال
ما بالهُ ما عادَ يُلقي لي التحيَّة َ كلَّ يوم ٍ
مثلما بالأمس ِ كانْ
دومًا تخاطبهُ ترَى ينسى غرامي والوعودْ
أتراهُ ينسَى دفءَ حُبِّي والحنانْ
تصبُو بقلبٍ هَزَّهُ شوقُ اللقاءْ
روحي تحنُّ إلى لقاهْ
جَسَدي توهَّجَ شعلة ً
فكري يحومُ على خطاهْ
ما بالهُ كالحُلم ِ هاجرَ إلى الجنوبِ ، ولم يعُدْ
كبرَ الرَّحيلُ وضقتُ في هذا البلدْ
كبرَ الهوَى ... كبرَ النَّوَى ... طالَ الأمَدْ
أهٍ وما تجدي لجرح ٍ ذابُ من نار ِالكمَدْ
الشَّمسُ خاشعة ٌ هنا وسماؤُنا أبدًا كئيبهْ
طالَ الأمَدْ … طالَ الأمَدْ … ضاقَ البلدْ …
واليحرُ يعلوهُ الزَّبَدْ
أرنو بقكر ٍ شاردٍ نحوَ البعيدِ … وراءَ ذيَّاكَ الشَّفقْ
أجتازُ أشواكَ السُّهوبِ المُقفرهْ
أنتَ البنفسَجُ والسُّلافهْ
يا خمرَ روحي الهائِمَهْ
يا بلسَمَ الجسَدِ الأسيرْ
يا أيُّها الإسمُ المُرَدَّدُ في فمي
يا أيُّهَا اللحنُ المُسافرُ في دَمي
عانقْ جراحي واتَّحِدْ … عانِقْ جراحي واتحِدْ
عانِقْ نشيدي وانتصِرْ
يا أيُّها الجَسَدُ الذي يهبُ الأزاهرََ والندى
يتزوَّجُ الأنهارَ … يرسُمُ بُعْدَ تلكَ المرحلَهْ
طوِّقْ بزندَيكَ الرِّياحَ المُقبلهْ
واتبَعْ حُشُودَ القافلهْ
أنتَ الذي عمَّقتَ فيَّ الحُبَّ أجريتَ الجَداولْ
أنتَ الذي عمَّقتَ فيَّ الحُبَّ آلافَ المراحلْ
وَرسَمتَ وجهًا للوطنْ
وزرعتُ حقلي بالورودِ وبالسَّنابل
يا أيُّها الحسَدُ الذي يهبُ الأزاهرَ والنَّدَى
جَسَدي هُوَ الرُّؤيَا
وَجسرٌ للمُقاتِلْ