آيات من سورة اللحم الطريّ!!
فراس حج محمد /فلسطين
ما زلت أناجي شهرزاد البعيدة مكانا القريبة روحا ووجدانا وتفكيرا، أراها معي في معمعة الأحداث فأجد نفسي مخاطبا لها بعد أن نتبادل تحية المساء كما كنا نفعل كل ليلة:
لا تظني يا شهرزاد أنني أقلد الوحي في هذه الآيات، أو أنني أحاكي النصوص المقدسة في معناها ومبناها؟ أو أنني أدعي النبوة من جديد؟ لا شيء من هذا سيحدث يا شهرزاد، ولكنها سَوْرة من غضب حي سرى في العروق فأحرقها، وجعل الكلام حمما تتدحرج من بين الأضلاع نازفا بالمرارة، إنه حديث عن الخواء العربي المقيت، ووخزة للضمير الذي ما زال يشعر ببعض حياة، لأولئك الذين تقاطروا للاجتماعات، ليتفرجوا على اللحم الطري، وهو يشوى بنيران ألد أعداء الله إلى الله، وليستنشقوا عبق دمائهم الزكية فيغطون في نوم عميق، يحلمون بمن يسحبهم للجحيم والهاوية.
******************
تحدث اليوم الأرض حديثها، فقد زلزلت زلزالها، وتكشفت آهاتها، تبكي على أطفالها، تحنو على حنائها، تجثو على أسقامها، فلقد تردى اليوم في المدى أرذالها، ولقد تعالى في العلا أبرارها، يا أيها المسكون بالنجوى، قد أتانا اليوم من أنبائها، الأرض مادت واستدار زمانها، وجرى الجبان يصول في أفيائها، سكب الردى كأسا بصبحها ومسائها، فتهاوت الأفلاك حيرى، دمعة في خدها تكوي ضلوع سمائها.
*************
يا أيها الليل الذي طال انتظار صباحه، عد إلى أرض الغواية فالطفولة تستعد لتكتمل ببهائها، أخذت تعد سناءها وبهاءها، قد زلزل الصوت المجلجل في وجيب ندائها.
****************
إني هنا يا طاغية.
أرضي من الشريان تشرب ناديةْ
إني هنا يا طاغيةْ
لحمي الطريّ تراب أرضي الغاليةْ
إني هنا يا طاغية.
عظمي الرهيف نسوغ صخر الرابية
إني هنا يا طاغية!!
هامي الكليمة في مدى علو بعلو سمائية
إني هنا يا طاغية
عيني تفتح فجرها، نيران حقدي آتيةْ
إني هنا يا طاغية
لن أستكين وعدتي عمر السنين الباقيةْ
إني هنا يا طاغيةْْ
أعطيك عمري والدماء الزاكية
لأسل عمرك مرة أبدية
ليصير وهمك في الظلال الواهية.
يا قوم أين الطاغية؟
يا قوم أين الطاغية؟
تُروى بروحي كل أرض صادية
في أرض غزةَ منبت الأحرار
يا سفر المتون التاليةُ
يا قومُ فرّ الطاغية!!
أعصابُ لحمي والعظام الحانيةْ
ستخطّ يوما أنني وحدي هزمت الطاغية
وحدي أنا وحدي أنا من هز عرش الطاغية
وأذاب صهريج الجحيم على صروح الطاغيةْ!!
إني هنا يا طاغية!!
روحي العظيمة ها هنا تبقى تحدث مع شروق صباحيةْ
ورحلت وحدك كالطيوف الفانيةْ!!
هلا فهمت الآن ما معنى وجود الطاغيةْ؟