عُرْسُ الشَّهَادَةِ والفِدَاءِ
(في الذكرى السنويَّة على مجزرة "كفر قاسم")
حاتم جوعيه - الجليل
[email protected]الحقُّ يُأخَذ ُ لا يَضِيعُ هَبَاءَ
هذي بلادي فجرُنا ومآلنا
وترابُ أرضي من نجيعي مُخْصِبٌ
زيتوننا صَانَ العُهودَ ولم يزلْ
ما للمنازل ِوالمَلاعبِ قد غدَتْ
واللاجئوُنَ على المَواجع ِ والطوَى
وَمَضَتْ سُنونٌ بعدَ عام ِ شَتاتِنا
يا كفرَ قاسم أنتِ عُنوانُ الفدَا
أهلوُكِ صرحٌ للمكارم ِ والعُلا
ما زالَ "شِدْمِي" قرشهُ مُتغطرسٌ
يغتالُ وردَ الطُّهرِ دونَ رَوَادِع ٍ
فالقاتلونَ شهيَّة ٌ همجيَّة ٌ
ومنَ الجَماجم ِ يصنعونَ عُروشَهُمْ
يا " كفرَ قاسم" فانظري لصمودِنا
تيهي على الدُّنيا فخارًا واعلمي
يا روضة ًتهبُ الأزاهرَ والنَّدَى
فيك ِالحَجيجُ وأنتِ قبلة ُ شعبنا
خمسونَ لحنا ًفي ثراكِ مُضَرَّجٌ
خمسونَ بدرًا كم ْ أضاؤُوا أفقنا
خمسونَ لحنا ً غُيِّبَتْ تحت الثَّرى
كم من نساءٍ أو شُيوخ ٍ عُزَّل ٍ
عادُوا منَ العمل ِ الدَّؤوبِ وَكدْحِهِمْ
قد أمطرُوهُمْ نارَ حقدٍ أرْعَن ٍ
حَصَدُوا الأحبَّة َكالسَّنابل ِ في الحقو
حَصَدُوا البراءة َ والطفولة ويحهُمْ
هذي دماؤهُمْ لمسكٌ أذفرٌ
وقبورُهُمْ تروى بفيض دموعِنا
أضحَتْ مزارًا كالحجيج ِ لأهلِنا
يا "كفرَ قاسم" والكفاحُ طريقنا
كنتِ الطليعة َ... بل ضحيَّة َغدرهِمْ
وتوَهَّمَ المُحتلُّ سوفَ يخيفنا
نبقي لهُ الأرضَ الطَّهُورَ وخصبها
لكنَّنا متشبِّثونَ بأرضِنا ...
هذي البلادُ بلادُنا ونعيمُنا
وتآمرَ الطغيانُ ضدَّ عُروبتي
ولأجل ِ تأميم القناةِ تكالبُوا
عُدوانهُم في مصرَ كانَ مَبرْمَجًا
في "بور سعيد "هَبَّ شعبٌ صامدٌ
عادَ الغزاة ُ بخزيهِم وبعارهمْ
" وجمالُ " قائِدُنا يظلُّ مُخلَّدًا
يا كفرَ قاسم أنتِ عنوانُ الِفدَا
أخفوا الجريمة َكي تظلَّ دماؤُنا
لكنَّ شعبي رغمَ كلِّ تآمرٍ
قد هبَّ من وسط ِالرَّمادِ كماردٍ
وأطلَّ من ليل ِالمنافي فجرُهُ
تيهي افتخارًا يا فلسطينَ المُنى
أنا مُنشدُ الأحرار صوتُ كفاحِهمْ
ودمُ العروبة ِ فيَّ يصرخُ هادرًا
نحنُ العروبة ُ فجرُها ونشيدُها
وبنا النِّضالُ يهزُّ كلَّ مسامع ٍ..
وبنا طريقُ الحقِّ أضحى مشرقا ً
شعبي الذي بهرَالدُّنى بصمودِهِ
شعبي الذي هَزَّ العوالمَ عزمُهُ
قالوا : السَّلامُ مآلنا وملاذ ُنا
لكنَّ سِلمًا جاءَ دونَ كرامة ٍ
ما زالَ شعبي في المنافي لاجئا ً
لا كانَ سلمًا فيهِ يبقى نصفهُ
فالشَّطرُ باق ٍ في العذابِ مُخيِّمٌ
وعَدوهُ .. يرجعُ كم كلام ٍكاذبٍ
سيعودُ حتمًا رغمَ كيدِ وعيدِهمْ
ويُحَقِّقُ الحلمَ الجميلَ بهمَّةٍ
سيعودُ للأرض ِالتي حضنتْ رفا
سَيعودِ للحقل ِ الوديع ِ... لسهلهِ ،
ويُشَيِّدُ الصَّرحَ المُهَدَّمَ عنوة ً
طالَ البعادُ عن ِالأحبَّة ِ والحِمَى
المجدُ للشَّعبِ الذي خاضَ الوغى
لا يصنعُ التاريخَ غيرَ رجالهِ
فهويَّتي الأرضُ التي هيَ أمُّنا
وهويَّتي تبقى فلسطين الفدا
يا أمَّتي فيكِ المَآثرُ والعُلا
وتُعانقينَ المجدَ من أطرافهِ
نحنُ السَّلامُ شعارُهُ ونشيدُهُ
ولكمْ مدَدْنَا للسَّلام ِ لهم يدًا
ثمَّ استباحوا كلَّ ما يحلوا لهم
فانقضَّ في ليل المنافي شعبنا
بَهرَ العوالمَ عزمهُ ونضالهُ
وأقامَ دولتهُ برُغم ِ مكائدٍ ...
رفعَ البنودَ" بغزَّة " وبكلِّ شبر ٍ
والقدسُ موعدنا غدًا ، وبنودُنا
يا كفرَ قاسم أنتِ عنوانُ الفدا
شهداؤُكِ الأبرارُ فجرٌ ساطعٌ
جُرْحُ الفلسطينيِّ يبقى نازفا ً
والعالمُ العربيُّ يبقى ساكنا ً
كم من مآس ٍ أرَّقتْ أيَّامَنا
كلُّ المجازر لم تكلّ نضالنا
يا كفرَ قاسم والكفاحُ هويَّة ٌ
كنتِ الطليعة َ بعدَ عام ِ تشرُّدٍ
إنَّ النضالَ طريقهُ لقويمة ٌ
يا قلعة َ الأحرار ِ دومي قبلة ً
يا قلعة َ الشُّهداءِ ألفُ تحيَّةٍوالفجرُ يَسطعُ يطرُدُ الظلمَاءَ
وَجَنانُ شعبي لم يزلْ مِعطاءَ
تبقى الرُّبوعُ ندِيَّة ً خضراءَ
رمزَ الإباءِ تشَبُّثا ً وبقاءَ
من إهلنا قفرًا هُنا وخَلاءَ
َتخذ ُوا الخيامَ منازلا ً وغِطاءَ
نسْقىَ اللَّظى ...أنَّى َنرُومُ عَزَاءَ
ودمُ البراءةِ لم يزلْ وَضَّاءَ
وبنُوكِ كانوا النخبة َ النُّجَباءَ
كم مثل " شِدْمِي" لا يباعُ حذاءَ
وَيثيرُ في هذي الدُّنى البَغضَاءَ
بدم ِ البراءةِ خَضَّبُوا الغبرَاءَ
وتوَهَّمُوا قد أصبحُوا عُظماءَ
وهتافنا ملأ الدُّنى أصْدَاءَ
ما ضاعَ هَدْرًا ما بَذلتِ سَخَاءَ
سَيظلُّ فيضُكِ ديمة ً مِعطاءَ
كنتَ المنارة َ... كم رفعتِ لِوَاءَ
والوردُ أضحَى عَوْسَجًا ودِماءَ
خاضُوا الفِدَا.. َنهَلوُا الرَّدَى شرفاءَ
فبكىَ الأحبَّة ُ أدمعًا خرساءَ
وبراعم عاشُوا هنا سُعدَاءَ
فاستقبلوا الطُّغيانَ والدُّخلاءَ
فرَصاصُ جُندِ الغدْر ِجاءَ خَفاءَ
ل ِ... نجيعُهُمْ صَبَغَ الرُّبى حنَّاءَ
جعلوا النُّجُودَ مآتمًا وبكاءَ
وتضوَّعَتْ مِلْءَ الزَّمان ِ َشذاءَ
قبلَ الغمَائم ِ أنْ تبلَّ ثراءَ
نحنوُ عليها ... نزهِقُ الحَوْبَاءَ
خُضتِ الكرامة َ سُؤدُدًا وردَاءَ
وصُمودُكِ العَلنيُّ كانَ عَناءَ
برَصاصِهِ ونُهاجرُ الأحياءَ
خلفَ الحُدودِ سننتهي غربَاءَ
من كفر ِ قاسم هَدْيُنا قد جاءَ
هيهاتَ نتركُ جنَّة ً غنَّاءَ
مِصرُ الكنانةِ تكشفُ الأنباءَ
مُستعمرونَ أتوا هُنا جبناءَ
فالغاصِبونَ تحالفوا شركاءَ
بركانُ مصر زلزلَ الحُلفاءَ
أطماعُهُمْ أضحَتْ هناكَ خوَاءَ
والغارُ كلَّلَ هامَة ً شمَّاءَ
منكِ انتظرنا غلَّة ً حَمراءَ
هَدْرًا ترَاقُ ، وننحني ضعفاءَ
كسَرَ القيودَ وطاولَ الجوزاءَ
بشُموخِهِ قد طاولَ العَنقاءَ
ومنَ الخيام ِ لكم أطالَ نِدَاءَ
وتألَّقي فوقَ الوجودِ سَناءَ
وأرى التَّحرُّرَ مطمَعًا وهَناءَ
أنْ لا نساوم َ ... فانبذ ُوا العُمَلاءَ
خُضنا التحرُّرَ وثبة ً وفداءَ
فقنا الشُّعوبَ بسَالة ً ومَضاءَ
بمسيرنا لم نحفل ِ الكأدَاءَ
صَنعَ المُحَالَ وبَدَّلَ الأجواءَ
لن يستكينَ سيسحقُ الأعداءَ
وبهِ نحَقِّقُ مُبْتغًى ورَجَاءَ
وبهِ المهانة ُ لن يكونَ غناءَ
يشكو المذلَّة َ غربة ً وشقاءَ
شطرًا يئنُّ مشرَّدًا مشرَّدًا مُسْتاءَ
والعالمُ الوسنانُ زادَ عُوَاءَ
شابَ الزَّمانُ ومزَّقَ الإصغاءَ
ويبدِّدُ الأهوالَ والأنواءَ
والفجرُ يبسمُ ينشرُ الأضواءَ
تَ جُدودِهِ وسيجمعُ الأشلاءَ
ولنبعِهِ ... للسفح ِ زادَ عَناءَ
يختالُ في أرض ِ الجدودِ روَاءَ
وعلى الحلول ِ لكم نطيلُ ثوَاءَ
لا يرهبُ الطغيانَ والأعداءَ
لم يحفلوا الأهوالَ والأعباءَ
وهويَّتي شعبٌ يموجُ عطاءَ
بترابها كم تحضنُ الشُّهداءَ
خُضتِ الخطوبَ معَاركا ً َشعوَاءَ
وُتسَدِّدِينَ الطعنة َ النجلاءَ
نحنُ الحمائمُ ... لا نرومُ عداءَ
قطعوا الأيادي شَوَّهُوا الأسماءَ
والأرضُ صارتْ أختها الخنساءَ
خاضَ الحتوفَ وجلجلَ الأرجاءَ
فرضَ الإرادة َ... حقَّقَ الأشياءَ
جزءًا يضمُّ بعيدهُ الأجزاءَ
قد تحرَّرَ ... أضرمَ الرَّمضاءَ
فيها هناكَ تعانقُ الأجزاءَ
حق ٌّ علينا أن نصوغ َ رثاءَ
يبقونَ في وجدانِنا أحيَاءَ
والغربُ يصمتُ خسَّة ً ودَهاءَ
أنَّى يُقاوم أو يصدّ بَلاءَ
خُضنا الخُطوبَ عَصِيبة ًعشواءَ
نمشي على دربِ اللَّظى عظماءَ
ونرى الكرامة َ سُؤدُدًا وردَاءَ
عَلَّمتِ فينا الكهلَ والأبناءَ
ودماءُ شعبي لن تضيعَ هَبَاءَ
للعربِ تسمُو روعة ً وبهاءَ
أرْسَيْتِ للجيل ِ الجديدِ بناءَ
