ولكنْ هبَّت الريحُ
ثريا نبوي
قُنَيطِرَتي .. وساحِرتي
أصيخي السمعَ زنبَقَتي
أنا آتٍ-إذا اشتعلت مؤازرَتي
وغنَّى الكونُ مَلحمتي-
لِثغرِ الكرزِ.. أحميهِ
وحقلِ اللوزِ.. أسقيهِ
وليلٍ ينتشي فيهِ
ضياءُ البدرِ.. مُفترِشًا
عريشَ الكرمِ .. مُنثالاً
على أمواجِ بحرِ القمحِ
أحلامِ الصبايا الخُضرِ
في وَهَجٍ تُنادينا
سقَتني زهرةُ التفاحِ
وامتلأتْ كؤوسُ الرَّاحِ
مِن ثَمَلِ المُحبينا
أنا حُورانُ.. سهرانٌ
ونَجْمُ السُّهدِ أجفانٌ
يؤرِّقُها أنينُ الصَّخرِ
ما لاحت لهُ أطوادُ ليلِ الغدرِ
حاجِبَةً تلاقينا
وَدِدْنا
لو تواعدْنا
على اللقْيا.. وكان الوقتُ تِشرينا
ولكن هبَّت الريحُ
بما لا تشتهي-أبدًا- أمانينا
ينابيعُ الضَّنى فاضتْ
شكا اليرموكُ إطفاءَ الضياءِ الحُرِّ
وانتحبَتْ سواقينا
مَراعي العِيسِ قاحِلةٌ
سوى مِن نَبْتِ عُشبٍ مُرِّ
وابْتُليَتْ مراعينا
= = =
غدَا الزيتونُ أشجارًا تُذكِّرُنا وتَبكينا
خَمَشْناها لكي يبقى
-إلى أبَدٍ-
تدانينا
إلهُ الحُبِّ في القلبينِ يرمينا
بسهمِ الحُبِّ وامتدَّتْ
-بلا أمَدٍ-
دواجينا
وكان الرسمُ شاهِدَنا
فغالوا الرسمَ والزيتونَ والتينا
فمن يا مُنيتي يُطفي
غليلَ الشوقِ ، والحرمانُ يَسبينا
سئمنا.. وانتظارُ الفجرِ
في الجولانِ يكوينا !
= = =
(1) القنيطرة:عاصمة الجولان (2) حُوران أو جبل الشيخ هو أعلى قمة في الجولان
(3) تحررت القنيطرة فقط، بعد حرب تشرين/1973