فلسفة الثعبان المقدس
27تشرين12012
أبو القاسم الشابي
أبو القاسم الشابي
كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه والكون من طهرِ الحياة كأنما والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه بُغتَ الشقيُّ، فصاح من هول القضا وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً: لاشيءِ، إلا أنني متغزلٌ «أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً «أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟! «لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا «وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها «أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ «لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ «يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني والغِرُّ يعذره الحكيمُ إذا طغى فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ «وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها «فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً، أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً «وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ، «فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً | حالماًغضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ متلفِّتاً للصائل المُنتابِ «ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟» بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي» أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟» رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!» عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!» حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي» وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب» وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ: أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ الثلاّبِ» جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي» ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي» فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ» يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ» قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي» في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟ في روحي الباقي على الأحقابِ.. أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي» والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»: الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ وارحم جلالَكَ من سماع خطابي" عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ | الجلبابِ