العاشقُ الأعمى
د.حسن الأمراني
مدّي مدادكِ يا معانْ
كالبحْر إن سكت البيانْ
شوق يسربل عاشقاً
أعمى فينعقد اللسانْ
الثلج ملتهِبٌ، وظا
مئة أباريق الحنانْ
وترفُّ من وهْرانَ أج
نحة فيستبقُ الجَنانْ
مدّي إلينا يا معَانُ
يديك تأتلقِ المغانْ
يا دهر قد أسعدتني
بأحبّة عشقوا الجِنانْ
فمشوا على الأهداب زان
الخدّ ليلاَ دمعتانْ
ولقد مننت فهذه
نار تنوّرُ من معانْ
نارٌ نماها خالدٌ
وأبو عبيدة واليمانْ
في المسجد الأقصى نمت
للمغْرب الأقصى يدانْ
إيهاَ جياد الشوق سيري
اليوم مرسلة العنانْ
تعنو لسطوتك الجيادُ،
وتزدهي السّمْر اللدانْ
إنا حذوناها من
الصّوّان سِبتاَ لا يدان
فزهت على بيض الليالي
في معانٍ ليلتانْ
وابن الرّواحة أشرقتْ
من راحتيه الغوطتانْ
وتفتّحتْ جودا بلاد
الله منْ فيض السنانْ
إيها معانُ، ضللت
أزمنة وضاق بي المكانْ
قد ألبستني الأمنيات
البيضُ أبهى طيلسان ْ
حتى إذا انكشف الغبار
وقعْت منكسراً مهانْ
كم شردتني الريحُ ،
منبوذا على درب الهوانْ
من بعدما قد توّجَتْني
عاشقاً حور الجِنان
ومآبُ تنكرني وكم
وقّعت فيها من أغانْ
وأعنّة الفرسان كم
كانت عوابسَ كالدّخانْ
قال المغني: فاشرقي
بدمٍ فإن الدرب دانْ
يا أيها الملك الأسير،
تُرى يفكّ اليوم عانْ؟
وطئت كرائمك الثرى
ومشين في ثوب القيانْ
ولكم وطئن المسْك
والأذيال تسْحبها الحِسانْ
واليوم تلك يدي مقيّدة
وقد فُلّ اليمانْ
أمعانُ، أين العزّ؟ قد
ذبلت أقاحيه الهِجانْ
أيدي سبا غدتِ الشعوب
يسوسُها نذلٌ جبانْ
والأمة الثكلى جراحٌ ،
أين من يأسو الكيانْ؟
أنا عاشقٌ أعمى، وأنت
دليلتى المثلى الرزانْ
ردّي عليّ مباهج
الدنيا مباركة الدنانْ
وليرتفع سيفاً على
أبراجكِ اليوم الأذانْ
أهوى الشآم تسامقتْ
من راحتيها نخلتانْ
من هاهنا مرّ الفتى
الأمويّ صينيّ الجفانْ
يبني بأندلسٍ لنبع
النّور صرح العنفوانْ
وتألقت راياته
بيضاء وشّحها الحنانْ
من كلّ طاهرة محجّبةٍ
مخدّرة حَصانْ
فكأنما من آل غسّانٍ
بسطتْ لها الخوانْ
فرمت على أعتابه
الدنيا بهيّ الصّولجانْ
رديّ معانُ عليّ مجْد
الأمس والخلُق الحُسانْ
لا سيفَ إلا الهاشميّ
إذا تزوّد بالقرانْ
يا هاشميُّ، بنو قريظة
لا أمانة، لا أمانْ
جرّدْ حسامَك واسْقِه
دمهم فقد وجب الطّعانْ
أعد الشّموس إلى المدار،
قد استدار بنا الزمانْ
وأتاك من فتيانِ صدْقٍ
ما يقرّ به الجنانْ