إنَّ الملوكَ إذا تجورُ تزولُ
أحلام النصر
إنَّ الملوكَ إذا تجورُ تزولُ
ذيَّاكَ حكمٌ صارمٌ معقولُ
أطعِ الإلهَ كما يريدُ فإنَّما
المُلكُ مُلكُ اللهِ ليسَ يحولُ
إنَّ الشُّعوبَ ترومُ عيشَ كرامةٍ
معَ حاكمٍ عنْ حقِّها مسؤولُ
يخشى الإلهَ وَيتَّقي حُرُماتِهِ
وَيطبِّقُ الأحكامَ ليسَ يميلُ
يعطي الجميعَ حقوقَهمْ بعدالةٍ
لا فرقَ بينَ الشَّعبِ راحَ يجولُ
هوَ حاكمٌ شهمٌ أريبٌ عادلٌ
ثقةٌ حكيمٌ صادقٌ وَجليلُ
لا تغمضُ العينانِ منهُ إذا بَدَا
في الشَّعبِ هَمٌّ سَامَهُ وَذبولُ
أو يهتني عيشاً رغيداً إنْ سرى
فقرٌ يَهُدُّ بلادَهُ وَنُحُولُ
فهوَ الأبُ الحاني الَّذي وجدانُهُ
بالحبِّ نبعٌ بالفِعالِ أصيلُ
هذا الرَّئيسُ الحقُّ كمْ يفدونهُ !
وَلهُ قلوبُ العالمينَ تميلُ
لكنَّ حكَّامَ الورى يا للأسى
كانوا فساداً يعتليهِ جهولُ
فلقدْ يجورُ على البلادِ وَأهلها
وَلقدْ يُمِيتُ الشَّعبَ وَهْوَ ضلولُ
وَلقدْ يُماري الحقَّ وَهوَ عدوُّهُ
وَلقدْ يرائي الشَّعبَ وَهوَ عميلُ
وَلقدْ يخادعنا لِيسلِبَ حقَّنا
وَلقدْ يكابرُ .. وَالأسى موصولُ
تلكَ المصالحُ حرَّكتْ أعمالَهمْ
مالوا إليها حيثما ستميلُ!
كمْ عانتِ الدُّنيا وبيلَ عذابهمْ !
وَالظُّلمُ شرٌّ ماحقٌ وَوبيلُ
كمْ غابتِ البسماتُ عنْ أوطاننا
لَكأنَّنا أسرى لهمْ تكبيلُ
وَالقحطُ صالَ بأرضنا وَربوعنا
أينَ الجمالُ لترتديهِ حقولُ ؟!
أينَ النَّماءُ يجولُ في عمراننا ؟!
هذي بلادي .. ما السُّؤالُ فضولُ !
هذي بلادي حبُّها سكنَ الورى
فلمَ البناءُ بأرضها مشلولُ ؟!
أمحرَّمٌ أنْ تستعيدَ مكانَها
بينَ البلادِ ؟! فما هوَ التَّعليلُ ؟!
صبرَ الورى إبَّانَ ظلمٍ غادرٍ
وَرجوا رشاداً تشتهيهِ سهولُ
أعطَوهمُ فرصَ الصَّلاحِ تأمَّلوا
خيراً ، وَإنَّ الصَّبرَ فيهِ ثقيلُ
وَإذا رؤوسُ الشَّرِّ ظنُّوا أنَّهمْ
مَلَكوا العبادَ لِمدَّةٍ ستطولُ
زادوا الفسادَ وَبغيُهمْ سامَ الورى
ظلماً بهِ شعبي أنا مغلولُ
فالثَّورةُ الغرَّاءُ شَبَّ أوارُها
رَعَدَ الزَّئيرُ بها وَرَنَّ صهيلُ
دوَّتْ بأرجاءِ الدُّنا ثوراتُنا
لا ما لنا غيرَ الصَّوابِ سبيلُ
الحقُّ مطلبُنا وَديدُنُنا الهدى
إيَّاهُ نبغي ، ليسَ عنهُ بديلُ
إسلامُنا صانَ الحقوقَ وَأهلَها
شرعٌ عظيمٌ عَزَّ فيهِ مثيلُ
هوَ غيثُ عطشى وَابتسامةُ حائرٍ
وَجنودُهُ الفرسانُ فيهِ خيولُ
وَالفاسدونَ المجرمونَ وَجمعُهمْ
جرذانُ ظلمٍ خائبٍ ، وَعُجُولُ
يجنونَ ما زرعوا أوانَ شرورهمْ
وَحصادُهمْ كجنونهمْ مرذولُ
ما عادَ شعبُ المكرماتِ يطيقهمْ
فَهُمُ الفسادُ المرُّ وَالتَّنكيلُ
وَالثَّورةُ العظمى بناها شعبُنا
شعبي أبيٌّ ، ليسَ فيهِ ذليلُ
ذي سنَّةُ القيُّومِ مُذْ برأَ الورى
طولَ السِّنينَ ، وَكلُّنا مجبولُ:
الظُّلمُ موتٌ وَاعتداءٌ مهلِكٌ
وَالعدلُ نورٌ في الدُّجى مأمولُ
فلتخبروني يا رؤوسَ الشَّرِّ هلْ
أغناكمُ يومَ الرَّدى تبجيلُ ؟!!!!
أَحَماكمُ ظلمُ الأنامِ وَقهرُهمْ ؟!!!
أمْ أنَّهُ لِفَنائكمْ تعجيلُ ؟!!!!
(زينَ الفسادِ) هربتَ دونَ تردُّدٍ
فهوَ السَّبيلُ وَليسَ عنهُ مَحيلُ
(حُسني) تُراكَ حسبتَ هذا طرفةً
أمراً بعيداً ليسَ فيهِ مَهولُ ؟!!
وَسقطتَ مِنْ فَرْطِ انصدامكَ ذاهلاً
تبَّتْ يدا الإجرامِ يا مذهولُ !
أ(معمَّرٌ) يا ظالماً أهلَ الهدى
سحقاً لِجُرْمِكَ أيُّهذا الغولُ !
أقهرتَ شعباً عافَ ظلمَ رئيسهِ
وَغباءَهُ إذْ إنَّهُ مسطولُ ؟!!
أرداكَ ربِّي إذْ ظلمتَ بِلِيبيا
فكما تدينُ تُدانُ يا مخبولُ
(يَمَنٌ) أطاحتْ بالضَّلولِ وَلمْ تَهِنْ
هيهاتَ يبقى في الكرامِ ضَلولُ
(بشَّارُ) يا إبليسَ عصرٍ قاتمٍ
تبَّتْ يداكَ وَإنَّكَ المرذولُ
أنتَ الغبيُّ أتحكمُ الشَّعبَ الذَّكي ؟!!!!
لا عدلَ لا إنصافَ لا تأهيلُ !!!
وَلطالما عانتْ بلادي قهرَهُ
قاستْ أذىً مِنهُ الجبالُ تزولُ
قدْ حاربَ الأحرارَ ظلمٌ فاجعٌ
وَالظُّلمُ عاتٍ يا أخي وَوبيلُ
وَالنَّاسُ فينا كالأسارى حقبةً
وَالحُكْمُ نارٌ ، ظلمةٌ ، وَصليلُ !
وَالأرضُ كلُّ الأرضِ تسبحُ بالدِّما
وَالحالُ فيها أدمعٌ وَعويلُ
كلُّ الحقوقِ تبخَّرتْ مِنْ أرضنا
وَالشَّرُّ قهرٌ فاجرٌ مرذولُ
قدْ فاضَ فينا الكيلُ مِنْ طولِ الأسى
وَالحزنُ فينا دائمٌ وَثقيلُ
وَإذا بثوراتِ الإباءِ تحرَّكتْ
طلبتْ حقوقاً ما لها تأجيلُ
الحقُّ نورٌ وَالكرامةُ مطلبٌ
للشَّعبِ في وطني ، وَذاكَ قليلُ
صمدَ الشَّبابُ أمامَ ظلمكَ عزمةً
بمكارمٍ ذُهِلتْ لهنَّ عقولُ
يا موطني صبراً على طولِ النَّوى
فالظُّلمُ يا وطني هوَ المشلولُ
سوريَّتي وطنٌ أبيٌّ رائعٌ
بلدٌ عظيمٌ راسخٌ وَجميلُ
شهدتْ فتوحَ الغابرينَ أولي العلا
قدْ قادهمْ سيفُ الهدى المسلولُ
اللهُ جَلَّ اللهُ حرَّكَ شعبَنا
وَالشَّعبُ شعبٌ صادقٌ وَجليلُ
أحرى بهِ حرِّيَّةً يسمو بها
لا قيدَ ثَمَّ وَلا فسادَ يجولُ
ما أروعَ الأوطانَ في نصرٍ بدا
فجراً يسطِّرُ حُلْمَنا وَيقولُ :
بوركتمُ أهلَ الشَّآمِ تحيَّةً
وَالمجدُ فيكمْ قائمٌ وَأثيلُ
هذي نهايةُ ظالمٍ مستكبرٍ
فالشَّعبُ يحيا وَالنِّظامُ يزولُ
هذي نهايةُ ظلمكمْ ، يا سعدَنا
جاءتْ بها الآياتُ وَالتَّنزيلُ
فالحقُّ باقٍ لا يزولُ مَدى المَدى
وَالشَّرُّ فانٍ ، وَالإلهُ وكيلُ
لمْ ينفعِ الطُّغيانُ وَالإجرامُ ، لا
لمْ ينفعِ التَّقديسُ وَالتَّبجيلُ
فإلى الهلاكِ مصيرُ أربابِ الخنا
وَإلى المقاصلِ حكمُهمْ سَيؤولُ
حمداً إلهي ، ذي بلادي حرَّةٌ
وَالقيدُ حطَّمهُ فتىً مغلولُ
فلتحذروا حكَّامَنا مِنْ ظلمكمْ ؛
إنَّ الملوكَ إذا تجورُ : تزولُ !!!