إليكِ أيّتها الحسناء
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
حسناءُ يا روض الجمال , ونبعة الحسن السّخيّة !
يا خفقةَ القلب المشوق , وفرحةَ النّفس الشّجيّة !
يا بلسمَ الجرح العميق , ومنهلَ الرّوح الظّميّة !
حسناءُ يا أحلى نشيدٍ من أناشيد البريّة !
أوتيتِ مفتاحَ السّعادة في الحياة الدّنيويّة !
وملكتِ تعذيبَ القلوب بكلّ نارٍ يا صبيّة !
فلقد مُنحتِ التّاج من كلّ الرّياض السّندسيّة !
وملكتِ كلّ قلوبنا , فظلمتِ في هذي الرّعيّة !
لم تحفظي لله عهداً في القلوب الآدميّة !
ألقيتِها في قلب نيران الغواية يا شقيّة !
إذ قد بذلتِ الحسنَ تنهشُه نيوب الجاهليّة !
فعلامَ هذا الحسنُ مبذولاً بلا خجل التّقيّة ؟
وخطرتِ في كلّ الدّروب بكلّ إثمٍ يا شقيّة !
وخلعت ثوب الطّهر حتّى صرتِ رمز الجاهليّة !
قد كنتِ جنّة مؤمنٍ فعلام أصبحتِ الرّزيّة ؟
أوَ بعد هذا تطلبين نجاة أجيالٍ رديّة ؟
أوَ بعد هذا تطلبين النّصر من ربّ البريّة ؟
كلا فسرّ النّصر يا حسناءُ أخلاق زكيّة !
كلا فإنّ نجاتنا بشريعة الله النقيّة !
هيّا فسيري باسم ربّك في السّبيل الأخرويّة !
فنعيم دنيانا يزول ولا بقاء على المطيّة !
وهناك جنّات الخلود لكلّ من يأبى الدّنيّة !
هيّا اخلعي ثوب المهانة وارتدي ثوب الأبيّة !
هيّا فكوني خير عونٍ في مضائقنا العصيّة !
هيّا فإنّ بلادنا تجتاحها أعتى بليّة !
هيّا فكوني مثل أختك في زمان العبقريّة !
فنراك خولة في الإباء وأخت عائشة التّقيّة !
فلئن رشدتِ لترشُدَنْ أجيالنا هذي الفتيّة !
فتكون جند الله في الميدان لا تخشى المنيّة !
والله ينصر جنده فالنّصر من ربّ البريّة !
يا ويلَ من خان الأمانة مفسداً هذي الرّعيّة !
يا أيّها الرّاعي أفق من سكرة الدّنيا الدّنيّة !
فالله يسأل كلّ راعٍ يوم تنكشف ا لخفيّة !
هيّا فأصلح فاسداً فالشّعب يُزجى للمنيّة !
والشّعب عمدته الشّباب وإنّهم ركن القضيّة !
كيف النّهوض بأمّةٍ أركانها باتت رديّة !
فإذا أردتم عزّةً فلتستقم هذي البَنيّة !
لا عزّ إلا أن تغيّر ما بنفسك يا بُنَيّة !
هيّا فغيّر واستقم وارقب إلهك في الطّويّة !
فلعلّ رحمة ربّنا تجلو عن الأقصى الرّزيّة !