شَوْقُ اليَاسَمِين
د.فاطمة محمد العمر
وَالشَّوقُ يَا بَلَدِي زُهُورُ اليَاسَمِينْ
نَبَضَاتُ حُبٍّ مِنْ حَنِينْ
هَتَفَتْ لأَرْضِ الشَّامِ .. لِلبَلَدِ الأَمِينْ
أَشْتَاقُ يَا سُورِيَّتِي لِلأَهْلِ .. لِلأَصْحَابِ فِي الوَطَنِ الحَزِينْ
فَمَتَى تَطِيبُ جِرَاحُنَا .. وَمَتَى يَزُولُ هُنَا الأَنِينْ ؟؟
وَمَتَى نَعُودُ إِلَى الدِّيَارِ مُظَّفَرِينْ ؟!!
أَبْنَاءُ شَعبِي كُلُّهُمْ .. إِمَّا شَهِيدٌ أَو شَرِيدٌ أَو طَعِينْ
أَوجَاعُهُمْ مِنْ مُجْرِمٍ بَاغٍ لَعِينْ
قَد كَانَ إِبلِيسٌ لَهُ بِئسَ القَرِينْ
هَدَمَ الدِّيَارَ بِحِقْدِهِ .. وَبِحِقْدِهِ أَفْنَى البَنِينْ
لَكِنَّنَا بِعَزِيمَةِ الأَبطَالِ أَقْسَمْنَا اليَمِينْ
لِنُطَهِّرَ البَلَدَ الحَبِيبَ مِن الطُّغَاةِ الفَاسِدِينْ
وَالشَّوقُ يَا شَهبَاءُ!! نَارٌ لا تَلِينْ
لِتُرَابِكِ المَخْزُونِ فِي أَعْمَاقِ آلافِ الحَيَارَى التَّائِهِينْ
وَلِمَائِكِ العَذْبِ الفُرَاتِ .. أَتَعْرِفِينْ ؟؟
لا غَيرَهُ يَرْوِي قُلُوبَ الظَّامِئِينْ!!
لا غَيرَ بَلْسَمِ أَرْضِكِ السِّحْرِيِّ يَشْفِي المُتْعَبِينْ
لا غَيرَ شَاطِئِكِ المُقَدَّسِ فِيهِ تَرتَاحُ السَّفِينْ
وَجَحَافِلُ الأَبطَالِ فِي الشَّهْبَاءِ تَقْتَحِمُ العَرِينْ
لِتُزِيلَ عَنْ بَلَدِي ظَلامَ الأَربَعِينْ
وَتُعِيدَ نُسْغَ الرُّوحِ بِالحَقِّ المُبِينْ
لِيَعِيشَ شَعبِي شَامِخاً عَالِي الجَبِينْ
وَتَعُودُ أَرْضِي كَيْ تَفِيضَ عَلَى الدُّنَى عِنَباً وَتِينْ
وَتَعُودُ تَبْنِي عِزَّهَا دُنْيَا وَدِينْ
شَهْبَاءُ!! يَا شَهْبَاءُ!! يَا كَنْزِي الثَّمِينْ
شَوقِي يُسَافِرُ فِي مَتَاهَاتِ السِّنِينْ
وَيَحُطُّ بَينَ يَدَيْكِ مِثلَ يَمَامَةِ الحُبِّ الدَّفِينْ
مَعْشُوقَتِي ..
مَحْبُوبَتِي ..
هَلْ تَسْمَعِينْ ؟!!
خَفَقَاتِ قَلْبٍ عَاشِقٍ .. هَتَفَتْ بِحُبِّكِ كُلَّ حِينْ
سُحْقاً لِطُغيَانٍ يُبَاعِدُ بَينَ أُمٍّ وَالجَنِينْ
أُمَّاهُ!! ضُمِّينِي إِلَيكِ وَلَو بِأَكْفَانٍ وَقَبْرٍ فِي تُرَابِكِ يَسْتَكِينْ