نشيدُ الحُبِّ والكِفَاح
نشيدُ الحُبِّ والكِفَاح
حاتم جوعيه - الجليل
[email protected]أغنّي نشيدَ الحبِّ رغمَ الجرائمِ
َتضَوَّعْتُ سحرًا بالعبيرِ وبالشذا
سأبقى وفيًّا ، للمدى ، لعقيدتِي
وكانت حقولي للعطاءِ وللجَنى
أغنّي لأجل السلمِ والحبِّ دائمًا
يُجَسِّدُ شعري نورَ فكري وَمْطمَحِي
وشعري لأجلِال حقِّ يسطعُ نورُهُ
أسيرُ على شوكِ القتادِ وفي اللظى
وكمْ فَدْفَد ٍ وحدي بليل ٍ قطعتهُ
وكمْ منْ ملاكٍ فوق رأسيَ حائِمٌ
بذلتُ حياتي كلها لقضيةٍ
يموتُ الندى والجودُ إن ماتَ حاتمٌ
فلا كانَ شعرًا غيرُ شعري فإنهُ
ولا كان صوتاً غيرُ صوتيَ صادقاً
ولا كانَ فنًّا غيرُ فنّي مُخَلداً
وحاتمُ طيْءٍ كانَ بالجودِ سيّدا ً
لإنْ جادَ بالأموالِ منْ كدِّ غيرهِ
بذلتُ شبابي ثمَّ عمري لأمَّتي
وإني لرَبُّ الفخرِ والمجدِ والعُلا
وكمْ منْ فتاةٍ في غرامي تلوَّعَتْ
ِتبُادِلُني أحلى الكلامِ عنِ الهوى
أراكَ فتى الأحلامِِ قلبي ومُهْجَتِي
على عرشِ قلبي أنتَ دوماً مُحَكّمٌ
أليكَ سلام ُالقلبِ والروحِ والحَشا
وكم منْ فتاةٍ شيَّعتنِي بدمعِهَا
وَجُنّتْ جُنوناً في جَنَى جَنتي وكم
وكم من نساءٍ تبتغيني حليلهَا
وكمْ منْ شِفَاهٍ أمطرتني بشهدِها
وفقتُ أنا الأقرانَ عَزْمًا وَجُرأةً
ولي هِمّة ٌ تأبَى الدنيّة َ والأذى
وإنِّي أنا الصوتُ الذي بَهَرَ الدُّنَىَ
سأبقى بفنّي ثم شعريَ رائدا ً
ستبقىَ صُروحي للدهورِ رواسيا ً
وصلتُ بجهدي...بالكفاحِ وبالإبا
أماميَ سَدّوُا كلَّ بابٍ وَمَنفذٍ
ويبغونَ قطعَ الرزقِ عنّي نذالة ً
ولكنَّ ربِّي رازقي ومُسَانِدي
سَمَوْتُ بشعري...بالفنونِ جميعَها
وربِّيَ أغناني بمال ٍ وسُؤُدد ٍ
وغيري بأغلالِ الغوايةِ والغِوَى
وكمْ ناقدٍ وَغْدٍ عَمِيل ٍ ونابح ٍ
يبثُّ سُُمُومَ الحقدِ دونَ روادع ٍ
ثمَّ الشتائمِ فضحتُ دروبَهُ الخسيسة َ كلهَا
أُطِلُّ على كون ٍ تسَرْبِلَ بالأسى
سُقاةً وحطابين صاروا أذِلةً ً
وكم من ديار ٍأقفرتْ منْ بدورِها
وفي ذمَّة الأجيالِ يقضة أمَّة ٍ
شقينا سنيناً في بلادٍ نُحِبُّهَا
كأنا ولِدنا للعذابِ وللأسى
وللأرضِِ جئنا نحنُ دونَ إرَادَةٍ
وأنَّى نرُدُّ الموتَ إنْ جاءَ زائرًا
بلادي هواها في فؤادي وفي دمي
سيحضنُ جسمي بعدَ موتي ترابُها
وتدمَى عيوني أنْ أراها ذليلة ً
تقرُّ عيوني أنْ أراهَا عَزيِزةً
شربتُ كوؤوسَ الحزنَ دهراً ولم ازل
سنينا ً أعاني من جراح أحِبَّةٍ
وأرعىَ نجومَ الليلِ وحدِيَ شارداً
وإني ولا عِلمٌ- لأعلم ُ انني
أسيرُ على شوكِ القَتادِ وفي اللظى
وهذا زمانٌ للنذالةِ والخَنا
ولمْ أرضَ عيشَ الذلِّ مثلَ حُثالةٍ
وإني لمقدامٌ بكلِّ مُلِمَّةٍ
بقيتُ لبأسي صخرة ً عربية ً
ِلمُستنقعِ التطبيعِ مازلتُ رافضًا
وجائزةُ الإذلالِ كم نالهَا هُنا
وكمْ من خسيس ٍصارَ سَيّدَ قومهِ
وكم منْ عميلٍ صارَ شهماً مناضلا ً
وأمقتُ هذا العصرَ تشقاهُ أمَّتي
وما كنتُ أرضَى العارَ مالا ً ومنصباً
وإني ولا عِلم ٌ- لأعْلمُ أنني
وإني ولا عِلم ٌ- لأعْلمُ أنني
وأنىَّ لِحَال ٍ أن يدُومَ بحالهِِ
وهيهاتَ معتوُهٌ يظلُّ مُرَأسًّا
وهيهاتَ حُرٌّ أن ينالَ وظيفتة ً
وأنىَّ لِحُرٍّ جَهْبَذ ٍ يُسْقىَ اللظى
فكم من خسيس ٍ نالَ جاهًا ومركزاً
وما قيمة ُ الأنسانِ دونَ كرامةٍ
ويخدمُ أهلَ الجورِ والغدرِ والخنا
وفي مجمعِ الأوباشِ فالحقُّ ضائع ٌ
لأنيِّ أبيٌّ لستُ نذلا ً وآفكا ً
لأني أحبُّ الخيرَ والناسَ دائما ً
وإني إلهُ الشعرِ والفنِّ والعُلا
وإني مسيحُ العصرِ تبقى رسالتي
بذلتُ حياتي كلها لقضيتي
تكأكأ كلٌّ قربَ كلكلِ خيمتي
ولي حكمة ٌمن نورِهَا تنهلُ الدنى
سَمَوْتُ إلى فوق النجومِ ولم ازلْ
أموتُ لأجلِ الحقٍّ لستُ بنادم ٍ
سأبقى على دربِ الكرامةِ والإبا
وأرقى بجهدي... بالكفاحِ لمنصبٍ
وديني السلامُ والمحبة ُ والوفا
وديني الكفاحُ ، والنضالُ هويتي
َسَمْوتُ بفنّي ثم شعريَ للعُلا
وإن َتعْهَدِيني لا أزالُ مناضلا ً
وإن تسألي الأحرارَ عنّي فإنني
كفاحي سيبقى للشعوبِ منارةً
أحبُّ الحياة َ للشعوبِ جميعَها
أنا للسلام رُؤيتي وتطلعي
وفي َمجْمَعِ الأوباشِ فالنذلُ سيُّدٌ
وما كنتُ أرضى أنْ أطأطِئَ هامَتِي
ولا شيئَ يبقى غيرُ حُسنِ صنِيعِناوأنثرُ وردَ الطهرِ فوقَ العوالمِ
ستوقظ ُ شمسي ، في العُلا، كلَّ نائِمِ
أذوُدُ عنِ المظلومِ تسْموُ مراحِمِي
ستبقى غلالا ً للجياعِ مواسمِي
..سلام الشعوبِ أنْ يظلَّ بدائمِ
ورِقّةَ َ إحساسِي وبُعْدَ مآلِمي
لنُصْرَةِ شعبي... من دِمَاهُ ملاحِمي
لنشرِ الهُدَى والنورِ وسْط َ الزَّمَازِمِ
وخضتُ خضمَّاتِالرَّدى المُتلاطمِ
يُشيّعُ خطوي في الدروبِ العواتمِ
وما زلتُ قربانا ً هُنا.. لمْ أساومِ
وتبقى العذارى في ثيابِ المأتمِ
شعاعُ المنى دوما ً لشعبٍ مُقاومِ
تحدَّى طغاة َ العصرِ.. كلَّ المظالمِ
بهِ تشرقُ الأمالُ فيِِ كلِّ جاثمِ
لقد فقتهُ بالجودِ بينَ العوالمِ
بمالي وروحي جُدْتُ... لستُ بنادمِ
لنصرةِ أهلِ الحقِّ.. .أغلى الحمائمِ
وربُّ الإبا والجودِ.. ربُّ المكارمِ
تريدُ وصالي فهوَ أسْمَى الغنائمِ
كلامًا يفوقُ الشعرَ...عذبَ النسائمِ
وَسَيِّدَ روحي أنتَ... إنكَ عالمي
وَعَرْشُكَ أنتَ الفنُّ أقوَى الدَّعَائِمِ
وإنكَ في جَوفِ الحَشَا المُتضَارِمِ
وكانَ الوداع ُ بالدموعِ السَّواجمِ
جَنىً منْ جناني قد جَنَتْ في المواسمِ
وكم ْ حَضَنتني منْ زنودٍ نواعمِ
وكانت رحيقَ الخلدِ...أحلى المَبَاسمِ
وكمْ كانَ بينهم هُنا منْ مُزَاحِمِ
ولي هيبة ٌ مثلُ الأسودِ الضَرَاغِمِ
ويختالُ منْ أنغامِهِ كلُّ هائمِ
وكمْ هامَ فيهِ منْ مُحِبٍّ وحالمِ
وغيريَ يبني المجدَ دونَ دَعائِمِ
وما منْ نصير ٍ في حياتي وداعمِ
وكمْ منْ حَقوُدٍ ، في المخازي، وهَادِمِ
وكمْ مُشعِلٍ نارَ الخصامِ وضارمِ
ويفتحُ بابَ الرزقِ رُغْمَ طواغِمِ
ولم أكترِثْ يوماً لِوَغدٍ ولائِمِ
بعلم ٍ سَمَا... بكلِّ حُسْن ٍ مدَاهِمِ
غَوِيٌّ ويَغوِي غيرَهُ في المزاعمِِ
عدوٌّ على أهلِ العُلا والمكارمِ
يُطِيلُ بذيئَ القولِ
دَحَرْتَُهُ معْ أسيادِهِ في الرَّجَائمِ
وأُبصِر ُ قوماً عيشهُم كالسَّوائِم
وللغيرِ من بعدِ العُلا والمَغانمِ
وكم جنةٍ صارتْ حُقولَ جمَاجِمِ
تموجُ بأسْمَالِ الأسَى المُتراكِمِ
سعيرًا غدَتْ... بل َمسْرَحا ً للجَرائمِ
ونشقىَ لأجلٍ العيشِ مثلَ البهائم
ونرحلُ عنها ...دونَ عِلم ٍ لعَالِمِ
ولو أثقِلَتْ أجسادُنا بالتمائِمِ
وكم ْ في ثرَاهَا منْ بدُور ٍ َجوَاثِمِ
ويُسقَىَ ضريحي منْ دموعِ الغمَائمِ
وتلتاعُ في ثوبِ الأسَى المُتفاقِمِ
وشعبي بعُرسِ مَجْدِهِ المُتَعَاظِمِ
وكم طال سُهدي في الدياجي الفَوَاحِمِ
وما عِيلَ صبري من عذابٍ ملازمِ
وأطوي الليالي والسهادُ منادمي
سأُسقىَ المنايا بعد طولِ تصادمِ
أوَاكِبُ أحلامي ببيدٍ قوَاتِمِ
يسودُ بهِ الأنذالُ... كلُّ الأراقمِ
لأجلِ ُفتاتٍ كمْ جَنوَا منْ مَآثِمِ
أخوضُ خِضمَّ الموتِ...لستُ بنادمِ
تصدُّ الهوانَ.. كلَّ عاتٍ وظالم
وكم غاصَ فيهِ الغيرُ دونَ لوائِمِ
سفِيه ٌ ومعتوهٌ ببَيْعِ الذمائمِ
وكم من أبيٍّ دِيسَ تحتَ ا لمَناسِمِ
غدا وطنيًّا بعدَ طولِ مَآثِمِ
فيُرعِدُ برقي رُغمَ عارِ الهزائِم
ولو أمطرُوني من كثيرِ الدراهمِ
عليَّ سلامٌ من إلهيَ حاكمي
لأشرَفُ ما فوقَ الثرى في المكارمِ
وأنَّي لباغ ٍ أن يظلَ بسالمِ
وأنىّ لظلم ٍ أن يظلَّ بقائِمِ
ومالا ً لدَى أهلِ الخنا والسَّخَائِم
يظلُّ يُعاني في خِضَمِّ المَآتمِ
ولا بدَّ يهوي تحتَ حدِّ الصَّوَارمِ
ودونَ ضمير ٍ.. راتعٌ في النمائِمِ
وواش ٍعلى الأحرارِ.. كلِّ الأكارمِ
وأيامُنا سودٌ لنيرِ الغرائمِ
ولستُ بفسادٍ وخيرُ مُسَالمِ
هنا لم أوَظَّفْ عندَ أهلِ المظالِمِ
وإني بداياتٌ ومِسْكُ خَوَاتِمِ
سلاماً وَحُبًّا دونَ شرطٍ لعالمِ
ومازلتُ قرباناً هنا.. لم أسَاومِِ
وكانَ السبيلُ في سهوبِ مراسمي
وكم فيلسوفٍ أعجزتهُ طلاسمي
أحلقُ تيهاً كالنسور القشاعم
إذا ما أنا ضَحَّيْتُ دون مغانمِ
ترفعتُ عن دُنيا الخنا واللمائمِ
وفي الخزي غيري يرتقي في السلالمِ
ونصرة ُ أهلِ الحقِّ وسط الزمازمِ
لأجلِغدٍ يزهُو بأحلى المباسِمِ
وكم هامَ فيهِ من مُحِبٍّ وحالمِ
أبيًّا شريفاً لا أدينُ لظالمِ
مثالُ الإبا... لا ينكرونَ عزائمي
بجهدي وعزمي قد وصلتُ وصَارمي
صفاءً نقاءً دونَ قسوةِ طاغمِ
ولكن أبَيْتُ الظلم.َ..سطوة غاشمِ
وأمَّا الكريمُ الحرُّ دُونَ دَعائمِ
وأرفضُ عيشَ الذلِّ تحتَ الردائمِ
لنا المُرتجَى بالرَّبِّ مُحيِي الرَّمَائمِ