العيد في سوريا
العيد في سوريا
أحلام النصر
كلُّ الدُّنا ترنو ليومٍ مشرقٍ وَجديدْ
أفراحُهُ نشرتْ شذاها كالضِّياءِ مَديدْ
لكنَّ أرضيَ ها هنا لمْ تحتفلْ بالعيدْ !!
لا لمْ تزيِّنْ أرضَها ريحانةٌ وَورودْ
أنَّى وَفيها جرحُنا مثلَ البلاءِ شديدْ ؟!
أنَّى وَفيها يرتقي نحوَ السَّماءِ شهيدْ ؟!
في كلِّ يومٍ كلِّ وقتٍ مأتمٌ وَحديدْ !
أطفالُها ألفوا سماعَ القتلِ وَالبارودْ !
يا عالمٌ إنَّا هنا نحيا بذلِّ قيودْ
بشَّارُ قتَّلَ أهلَنا ، أضنى الورى بوعيدْ
وَجنودُهُ تطغى علينا بالأذى كرعودْ
لا ليسَ للآلامِ في وطنِ الجراحِ حدودْ !
يا ليتَ شعريَ كيفَ نهنأُ هكذا بالعيدْ ؟!
يا عالمٌ أنسيتَ جرحى أم نسيتَ شريدْ ؟!
أضحى مِنَ الوطنِ الحبيبِ مغرَّباً وَطريدْ
أحرارنا باتوا أسارى خلفَ نارِ سدودْ
أطفالُنا ذاقوا الهوانَ تألُّماً وَقيودْ
باللهِ كيفَ يكونُ هذا في الدُّنا موجودْ ؟!!
مِنْ حقِّهمْ عيشٌ كريمٌ ليسَ فيهِ وعيدْ
مِنْ حقِّهمْ عيدٌ جميلٌ باسمٌ وَسعيدْ
يحيونَ فيهِ كما الصِّغارِ بلا أسى وَقيودْ
ربَّاهُ ليسَ لنا سواكَ ، الشَّعبُ باتَ وحيدْ
انصرهُ يا اللهُ ، ما هذا عليكَ بعيدْ
أنتَ الإلهُ البرُّ عَدْلٌ قادرٌ وَشهيدْ
هيهاتَ ييأسُ مَنْ بنهجكَ سارَ مثلَ بنودْ
فارقبْ أيا شعبي انتصاراً كاسحاً وَمجيدْ
وَلتمضِ في عزمٍ تجاهدُ صابراً وَعنيدْ
وَاصبرْ أيا وطني فإنَّا كلُّنا سنعودْ