أفنيتُ عمري
عبدالله الهلالي
أفنيتُ عمري أُعاني من حلولِ غدِ
وعندما حلَّ غطَّى بالأسى جسدي
وقفتُ أرقبُ في اطلالِ داركمُ
اصيحُ ليلى .. وما بالدَّارِ من أحدِ
فيرجعُ الصوتُ ( ليلى ) في مسامعنا
وغير صوتي أنا - يا جرحُ - لم أجدِ
كغابةٍ قد غدت هذي الدِّيارُ بنا
وليس فيها سوى حزنٍ بلا أمدِ
سوى دفاترِ أشعارٍ مبعثرةٍ
على الأريكةِ خلَّاها ولم يعُدِ
وحينَ أيقنت أنِّي لستُ في حلمٍ
صرختُ في حسرةٍ يا حبيَّ الأبدي
صرختُ واكبدي - والهجر يسحقني
والسهد قد كحَّل العينينِ - واكبدي
محطمٌ أنا لكن لست تسمعني
أشكو إليكَ .. غريباً صرتُ في بلدي
سحابةً كنت يوماً .. أنت تمطر لي
عيناكَ - من لؤلؤٍ - أشهى من الشهدِ
فأشربُ الدمعَ من عينيكَ أسكبهُ
حتى بقيتُ بهِ ظمآن لم أردِ
والآن يا كوكباً أضحت جوانحهُ
بعيدةً لاترى بالعينِ من رمدِ
غدرتَ بي .. وزرعتَ الغدر في بدني
سُمَّا، يعيشُ على الأحزانِ والنَّكدِ
وجَّهتُ وجهي لهُ أدعوهُ مبتهلا
تباركَ اللهُ لم يولدْ ولم يلدِ
قد كنتُ أسألهُ أن تمَّحي أبدا
ما خاب سائلهُ - حاشاهُ - من أحدِ
نسيتُ وجهكَ لكن قلتُ معترفا
لن يمَّحي صوتكَ الرَّنان من خلدي
لن يمَّحي ابداً .. والله يا وجعي
حزني لفقدكَ حزنٌ، مات من كمدِ
( إن تحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموتِ لا اخلو من الحسدِ )
لكن ستبقى كأحلامٍ ملوَّنةٍ
و آية أنت في ديني ومعتقدي