ترانيم
ترانيم
عبد الرحمن أبو المجد
ترانيمُ الأحزان فوقَ أحزاني
تراقصتْ على أشلائي و ناحتْ
على الأماني على أنقاضِ قلبي
استعذبتْ الجراحاتِ مني وغارتْ
أنادي أماهُ والدمُ ينزفُ من دمي
في جسدي المسجى وما استجابتْ
ديارُنا بالأمسِ ما عادتْ ديارا
والمساءاتُ التي داعبتنا تهاوتْ
حتى الحرائقُ ما أشعلتْ أنوارا
والمبهجاتُ فينا أباطيلٌ تداعتْ
صارتْ الأضواءُ بعضاً من سواديا
فوقَ ترهاتِ الليلِ عُدنا فعادتْ
جودي القديمُ لا صدى اليومَ لهُ
أما الآهاتُ فمن آهاتي تآهتْ
استعمرتْ الغربانُ أيكَ عشائشي
وعوتَ الكلابُ فوقَ صوتي وجادتْ
من يشعلُ القنديلَ فوقَ مقابري
والأشباحُ حوليَ أصواتٌ تعالتْ
حائمٌ ألقى فوقَ الدمعِ بدمعهِ
وفوقَ الموائدِ أشلاءٌ تهادتْ
فلترتدي الحرباءُ أجملَ لونها
وقد مضتْ بزهوِ الحسنِ واستخالتْ
ولتعدْ يا قلبي بعدَ أن جفَّ الندى
وقد نالتْ الألسنُ منكَ و استباحتْ
أماهُ : أنا ما تعديتُ ظلِّي إنما
للهِ شكواي من دنياي التي ضاقتْ
سأَدَعُ الرثاءَ يغني للجثامينِ
فحياتُ مدائني سرتْ فيها و سادتْ
وسترسمُ العناكبُ يوماً دواويني
بعدما هاجرتنا الحروفُ و زالتْ
سأُهدي الطرقاتِ طوعاً شراييني
وسأحرقُ دفاتر ي حتى التي ماتتْ