نشِيدُ الخُلوُدِ
حاتم جوعيه - الجليل
[email protected]عَشِقتُكِ ُرغمَ جميع ِ الصِّعَابْ
أراكِ بروحي وعيني وفكري
تلوَّعتُ حُبًّا وكنتُ الخَليَّ
تَظلينَ أجْمَلَ ما قد رأيـتُ
أحِبُّكِ للفنِّ يسمُو هواكِ
رَأيتُكِ فابتهَجَتْ جنَّة ُ الرُّو
وَلوَّنتِ عيشي فأضحَى جميلا ً
وَكنتِ كأرض ِ بلادي سَناءً
أحِبُّكِ عُمْرَ الزَّمان ِ وَأبقى
لأنَّكِ فقتِ جميعَ العَذارى
وَصَوتُكِ أجملُ صوتٍ سَمِعتُ
حياتي وَروحي وَمُنية َ عمري
وَصَلتِ لقلبي بدون ِ عَناءٍ
كأنا وُلِدنا قبَيْلَ الزَّمان ِ
سَكرتُ بعَينيكِ منذ ُ الوجود ِ
منَ النور ِ نحنُ برانا الإله ُ
حبيبة َ قلبي لماذا البُعادُ
وَغِبْتِ فذابَ الفؤادُ التِياعًا
وَسَافرتِ من دُون ِأن تخبريني
وَطالَ اتصالي وما من مُجيبٍ
لإن غِبْتِ عني قليلا ً فعندي
غِيابُكِ عَمَّقَ أغوارَ جُرحي
فآه ٍ لحُبِّي وقلبي الكئيبِ
لإن مَرَّ يومٌ وما من لقاءٍ
يكونُ الجَحيمَ وَسوءَ الوَبال ِ
أكيمياءَ روحي كفانا بُعادًا
حَبيبان ِ نحنُ إلى أن ينامَ الزَّمانُ
وَيَسكنُ خفقُ النجوم ِ الدَّراري
لقاؤُكِ يبقى النعيمَ لقلبي
وَإني الذي عَبَدَتهُ العذارى
لأجل ِ جَمالي يذبنَ هيامًا
جَميعُ الغواني احترَقنَ بحُبَّي
وَهَيهات أسلوُ هَواكِ وَإني
فطيفُكِ دومًا بعُمق ِ خيالي
تَظلينَ أحلى فتاة ٍ عَرَفتُ
وَإني فتاكِ الذي تعْهَدِينَ
وَرَبُّ المبادِىءِ والمُثل ِ النيَِّ
وَلم أنسَ أيَّامَ فيها التقينا
فنرتعُ وَنضحَكُ في لهونا
كأنَّ الذي كانَ من أمرنا
سَلامًا إليكِ سَلامَ الغرام ِ
سَأبقى فتاكِ الذي تعْهَدِينَ
وأنتِ ملاكٌ بقلبي بريىءٌ
تعَمَّدْتُ بالعِشق ِ منذ ُ الوجودِ
لإن عِشتُ أبقى الكريمَ الجَسُو
وَإن متُّ هذا مَصِيرُ الحَياةِ
حَياتي فتاكِ لجَذرٌ عَميقٌ
وَهيهاتَ يُنزَعُ عنه ُ غصُونٌ
فعُذرًا إذا شابَ شعريَ حُزنٌ
وَحيدًا أعاركُ خطبَ الحَياةِ
وأظمَأ والكأسُ في راحَتيَّ
وَأروي العِطاشَ ينابيعَ حُبِّي
كبيرٌ على الذلِّ ربُّ الإباءِ
أطِلُّ على الكون ِ.. أحْيَا الكفاحَ
وأختالُ مثلَ وُرُودِ الجنان ِ
أعَدتُ إلى الشِّعر ِ رَوْعَتهُ من
وَقد عاثَ فيهِ الرُّعَاعُ سنينا ً
سَأرجِعُ للشِّعر ِ دولته ُ مِثْ
وَشعري يُحَرِّكُ حتى الصُّخُورَ
وَشعريَ أقوى منَ المُستحيل ِ
رَفيقُ المُناضِل ِ في المَعْمَعَان ِ
غدًا ينجَلي الحُزنُ عن عالمينا
مَلاتُ سَماءَ البلادِ كفاحًا
وَحَرَّكتُ في الناس ِصوتَ الضمير ِ
وَعَمَّقتُ للوَعي ِ جيلا ً فجيلا ً
سَأبقى المَنارَ لكلِّ الشُّعوبِ
وَضعتُ العُلومَ الأصُولَ الرَّواسي
وَلم يُخلق ِ الفنُّ إلا َّ لإسمي
أباركُ في الناس ِأهلَ الطمُوح ِ
وَسَارُوا السِّنينَ بكدٍّ وَجُهدٍ
أنا عُنفُوَاني تحَدَّى الدُّهورَ
وَأرنو لصَوْبِ النجوم ِ الدَّراري
أسيرُ لأجل ِ ابتغاءِ الأماني
أريدُ الحَياة َ لكلِّ الشُّعُوبِ
إذا متُّ حُبًّا فزُوري ضَريحي
وَنادي بصوتِكِ لو كنتُ ميتا ً
سَيَبقى ليَ الذكرُ طولَ الزَّمان ِ
وِشعري سَيَخلدُ جيلا ً فجيلا ً
يُدَوِّيِ كرَعْدٍ بأرض ِ الجُدُودِ
عَشِقثكِ قبلَ انبثاق ِ الحَياةِ
فأنتِ السَّناءُ وأنتِ الوَفاءُ
خَبرتُ الحَياة َ بعُمر ِ الوُرُودِ
عَرَكتُ الخُطوبَ بعزم ٍجَسُور ٍ
فهَيْهَاتَ يسكنُ أو يَسْتكِينُ
دَحَرْتُ القيودَ وكلَّ السُّدودِ
وطفتُ العَوالمَ شرقا وغربًا
وأقسْمُ باسْمِكِ لن أستريحَفأنتِ ورودُ حياتي الرِّطابْ
ملاكا ً بريئا ً يُنيرُ الهضابْ
عَشِقتُكِ والعُمرُ غضُّ الإهابْ
فتاة َ المُنى والشَّذا المُسْتطابْ
بفكري عُلوًّا مديدَ السَّحابْ
ح ِ ، عُمري تجَلى بأبْهَى كتابْ
عليهِ ترفُّ أماني عِذابْ
وفيكِ الخُشُوعُ ... إليكِ الإيابْ
وَفِيًّا على الحُبِّ رغمَ الصِّعَابْ
جمالا ًوسحرًا...وعلمَ الصَّوابْ
نشيدُ الخُلودِ ... ُلحُونٌ طرابْ
فغيرُكِ كلُّ جمال ٍ سَرابْ
بنيران ِ حُبُّكِ زدْتُ التهابْ
وَللأرض ِ جئنا كأنا غِرَابْ
وَشَعَّتْ خُمُورُكِ أحلى حُبَابْ
وَللنَّاس ِ من طينة ٍ أو ترابْ
وَفيك ِ الأماني وَكُلُّ الطِلابْ
وَحَلَّ الشَّقاءُ فكانَ العَذابْ
فذقتُ الأمرَّين ... زدتُ اكتِئابْ
هَواتِفكمُ ْ لا صدىً ... لا جَوابْ
شهورًا تكونُ .. سنينا ً عِصَابْ
وَأظلمَ عيشي ، وفجريَ غابْ
كفاهُ اعتِلالا ً... كفاهُ اضطِرَابْ
وَلمْ أحظ َ منكِ بأحلى عتابْ
وَهَمًّا عظيمًا يطولُ السَّحابْ
فآنَ اقترانٌ لنا واقتِرَابْ
، وَتنضُو الحُروفُ العِجابْ
وَيصمتُ دمعٌ يَهِلُّ انسِكابْ
وَبُعدُك ِ حزنا ً وليلا ً مُهَابْ
وَفِيَّ فقدنَ النهى واللبابْ
وَمع شعريَ الفذ ِّ تهْنَ انسِيابْ
لنيل ِ وصَالي أسَلنَ اللعَابْ
وَقفتُ حياتي ... إليكِ المَآبْ
وَإن غِبتِ عنيِّ وطالَ الغِيابْ
تُشِعِّينَ بالسِّحر ِ بين َ الكعَابْ
سَأبقى وَفيًّا ليوم ِ الحِسابْ
رَاتِ وَليسَ بقولي اصْطِخابْ
وقد أمرَعَ الزَّهوُ فينا وَطابْ
وَيكثرُ فينا المُنى والدّعابْ
كحُلم ٍ جميل ٍ وَوَهم ِ سَرابْ
سَلامَ الفؤادِ الكئيبِ المُذابْ
مثالَ الفِدَا والمُنى المُسْتجَابْ
يُشِعُّ سَناه ُ كضُوءِ الشِّهَابْ
وَأترَعْتُ بالسِّحر ِ كلَّ الشِّعَابْ
رَ الأبيَّ الوفيَّ مَلاذ َ الصِّحَابْ
بموتي يَمُوتُ الشَّذا المُسْتطابْ
يَغوُصُ بأعماق ِ هذا الترابْ
سَيبقى مُقِيمًا وَأنى انسِحَابْ
وَحَلتْ بشعري مَعَان ٍ غِضَابْ
وَتدفعُني رغبة ٌ للغِلابْ
لمُترَعَة ٌ دائمًا بالشَّرابْ
وَعنهُم أخَفِّفُ هَولَ المَصَابْ
وَلي موطِنُ المَجدِ فوقَ السَّحَابْ
وأترَعتُ كلَّ الذرَى بالخِضابْ
أميرُ البيان ِ شديدُ العِقابْ
بَديع ِ البيان ِ مَعان ٍ غِرَابْ
وَكم شَوَّهُوهُ بدون ِ صَوابْ
لمَا كانَ ديوانَ كلَّ العِرَابْ
ولكنَّ أشعارَ غيري هَبَابْ
يُعَانِقُ في المَجدِ شُمَّ الهِضابْ
يُشِعُّ سَناءً بأبهَى ثيابْ
تزاحُ سُدُولٌ وَيجلوُ حِجابْ
وَحَطمتُ كلَّ الصُّخور ِ الصِّلابْ
ومن بعدِ أن كانَ تنِّينَ غابْ
وَأدمنتُ دومًا رُكوبَ الصِّعَابْ
وَصَوتَ الإلهِ العظيم ِ المُهَابْ
وأشرَعتُ نحوَ العُلا كلَّ بابْ
وَخَط َّ يَرَاعيَ كلَّ كتابْ
وَللمَجدِ والفخر ِ شَدُّ الرِّكابْ
وَلمْ ييأسُوا أو يَمَلوا اقترابْ
تعَانقني الشَّمسُ رُغمَ الضَّبَابْ
وَأختالُ بينَ الذرى والقِبَابْ
وَأطوي الفدَافِدَ ... أطوي الشِّعَابْ
صَفاءً نقاءً ... أماني تجَابْ
وَنوُحِي عَليَّ بدمع ٍ مُذابْ
تجيبُكِ روحي وَراءَ الترَابْ
ِلبَذلِي الذي كانَ دونَ حِسَابْ
يكونُ المَنارَ لجيل ِ الشَّبابْ
وَيبْعَثُ غيثا ً لأرض ٍ يَبَابْ
وَيومَ لِقاكِ لقيتُ الجَوَابْ
وَإني الأبيُّ الذي لا يَهَابْ
وَحَلتْ عَليَّ الرَّزايا الصِّلابْ
وَلمْ أكترثْ للعِدَا والذئابْ
الذي عانقَ المَجْدَ غَضَّ الإهَابْ
أزَلت بدربي سَدِيمَ الضَّبَابْ
لأجل ِ هَوَاكِ أخوضُ العُبَابْ
إلى أن أنالَ المُنى والرّغابْ
