أُسائلُ نفسي
عبد الرحمن هارون
أُسائلُ نفسي صباحَ مساءْ ...
وعندَ الهَجيعِ ووقتَ السُهادِ..
وحين يُجافي العيــونَ الكَـرى
وعنــدَ إنبِلاجِ الصباحِ ..
ووقتَِ الضُحى
وفي كلِّ حينٍ يَهيمُ الفُــؤادُ ..
بعيـداً حزيناً ..
إلى حيثُ تشـدو العصافيرُ ..
تطِـيرُ تُحلِّقُ عبرَ الفضا
تُهدهِـدُ الوطنَ الغالي ..
الـقُـرى والبَوادي ..
بأجنحـــةٍ كمـا القـوسْ قُـزَحْ
تُـداعــبُ وردَ الحُـقولِ ..
وتختــالُ مـن طِيبِ الشَذى
تُشقْشِقُ تَعزِفُ لحناً جميلاً ..
تهدي الصباحاتِ أحْلى النَدى
فيرقصُ الكونُ إنتشاءً وحُبَّاً..
ويكسـو النفـوسَ كـلُّ الرِضـا
********
أُسـائلُ نفسي مِراراً مِراراً ..
نهـاراً جِِهاراً ..
إلى أينَ هــذا المسيرُ ..
وهذا الشقاءُ وهـذا النَــوى؟
عشرونَ عاماً ونَيفٌ مضى..
تِباعـاً سِراعاً ..
كما الطيف يغشى العُيونَ ..
يَعْـدو يُسافـرُ في اللامُنتهَى!
أو كـريـحٍ قويَّةْ ..
أطاحـــتْ بحـقــلِ الـورودِ ..
فـــي غَمضــــــةِ عـيـــــنٍ ..
وراحت تُزمجِرُ عبر َالمـدى!
فمن ذا يُكَفكِفُ دمعَ الحقولِ..
يُعيدُ الربيعَ..أريجَ الوُرودِ وحبَّاتِ الندى؟
فـيــــا وَيـــــــحَ قـلـبـــــي ..
علامَ الرحيلُ بعد الرحيلِ ..
فوقَ السحابِ وعبرَ البحارِ..
وفوقَ أدِيمِ الثَرى؟
الى جُـزُرٍ نائياتٍ ..
تراءتْ لنا إبتداءً كمُزنِ السماءِ..
يُمَنِّي النفوسَ بفيضِ إرتوا
فأسرَجْتُ خَيلي..تقدَّمتُ رَحْلي ..
ركـضـتُ بجِــدٍ ..
علِّي أُحقِّقُ حُـلمَ الصِبا
فكانَ السًرابُ يتلو السَرابَ..
مهما ركضــتُ .. دنـوتُ ..
وبان الزُلالُ قريباً .. شهياً يروي الظما!
فما إرتـويتُ يقينـاً ..
رغم اللِهاثِ..وطُولِ البُعادِ..
ولا إستراحت خُيولي بعدَ الضَنى