عَذابٌ مُقدَّس
01أيلول2012
إبراهيم سمير أبو دلو
عَذابٌ مُقدَّس
إبراهيم سمير أبو دلو
إلى متى أنتِ في كرٍّ و في فرِّ قد ذابت الروحُ تَحناناً يوقِّدُها يهوي إليكِ فؤادي ، كلّما خطرتْ أراكِ ، يا قِبلَة العُشّاقِ ، في وَلَهٍ أنا أسيرُ الهوى، لا فكّني زَمَنٌ شددتُ نحوكِ رحْلي بعدما ارتحلتْ يا كَعبةَ البَيتِ ، أنفاسي مُعلّقةٌ آتي إليكِ و أوزاري مُحمّلةٌ لعلني إن طرحتُ القلبَ مبتهلاً يا ربِّ، لا تحرِمَنَّ النفسَ لذّتَها يا ربِّ ، زيِّنْ بمَرأى البيتِ أعيُنَنا | و هل لنا موعدٌ من بعدِ ذا الهجرِ ؟ و قُلـِّبَ القلبُ ،من شوقٍ، على الجَمْرِ ذِكراكِ ، تنحلُّ منها عُروةُ الصبْرِ يشُقُّ منهُ على جيرانِكم أمري و ما أسيرُ جنابِ البيتِ في أسرِ إليكِ روحيَ أنساماً من العِطْرِ قد حَرّقتْ من لظى أشواقِها صدري كادت تهشِّمُ من أثقالِها ظـَهري يرقَّ من قسوةٍ أو يخلُ من كِبْرِ و اجعل لَذاذتـَها في مَطلبِ البِرِّ و يا عُيونَ الهوى،في جنبِه قَرِّيْ |
و هذه نفحةٌ أخرى من العذاب:
يطوفُ فؤادي حول كعبةِ كأنّ مقامَ البيتِ يؤذِنُ دمعَنا هناكَ يُعافى الشاربونُ بزمزمٍ عليكَ سلامُ اللهِ يا جبلَ الصّفا | حُزنِهِو ذا نُسُكي، مسّحتُ فيهِ برُكنِهِ فينهلُّ دمعُ العينِ من غيرِ إذنِهِ و إني - هنا - أعتلُّ في شُربِ دنِّهِ و بلّغتَ في راجيكَ صادقَ ظنِّهِ |