للعاشقين سلامٌ من دموع العين
لؤي نزال
للعاشقين سلامٌ
من دموع العينِ،
من وريقات الزهورِ
فوق أحزان الكلام
للعاشقين
مجرى الدمعِ
في كل غابات الرحيل
ودمع فرحٍ لم يجف عن الخدود
أوراق ليلٍ
قد صَبغتُ
بكل ألوان الملام
للعاشقين
غريق أوراقٍ
في بحار الحبر.
للعاشقين
منثورةٌ
أطرافُ شوقٍ
قد تهشم في الحطام
للعاشقين
تَلوتُ شعراً
ذات صحراءٍ كنت فيها تائهاً
ذات لحنٍ منتقى
قد اصطفاه الليل
في عُتم الظلام
للعاشقين
على ألواحهم
حفرت
قصائدٌ للحزن
ويخدشون بالأحزان
كل لوحٍ من رخام
للعاشقين
في تاريخهم عِظاتٌ من سكونٍ
ولست أنسى أنهم
في كل شاهدةٍ عظام
للعاشقين
تحيةٌ وسلام
وعطر وردٍ
لكل من في ليله حزناً أقام
لكل من ساعاتُهُ مرَّت مع الأشواقِ
كأنها أعوام
للعاشقين
قيثارةٌ تردد الأنغام
على صدى
أوجاعِ جَرحٍ قد أصاب القلب
لوقعه في الصدر
وقع للنبال
ومن أنين تمثال بكى في صمته
وكل من في سهدهِ رجا وصالاً
مع علمهِ
أن لا وصال
للعاشقين
مفهوم أعصارٍ على تلال الحب
وفي الوداعِ،
عجزتُ عن وصف المُحال
وجع المطارق فوق الزهر
سيداتي، سادتي
ليست تقال
للعاشقين
خيبات الزمان
ومحضَرُهُم
فوق مكتوب الزمان خيال
وليس للعشاق
من شعاع شمس الحب
غيمةٌ وظلال
للعاشقين
سلامٌ من دموع العين كنت أنثرها
لكل ضائعةٍ
في البحث
عن إجابةٍ لسؤال
للعاشقين
سلامٌ من مهيمنةٍ
ضَرَبَت
على وتر الأحزان إيقاعُ
يسير فيها على أنغام قافيةٍ
سمعت في قرعها
من الآلامِ أنواعُ
إن يصطدم بالحب، أين مهربه؟
في ليله المرِّ أوجاعٌ وإخضاعُ
للعاشقين
شحوبٌ في كلامِهمُ
لم يقترب من الإيضاحِ كتَّابُ
وللشفاه عند الحبِّ مقصلةٌ
ما لحديثِ شفاهٍ
تفسيرٌ واعرابُ
وللمحب
لذيذٌ في معتَّقِهِ
وللعتيق من الأنخابِ أنخابُ
فإن تجرعته
شربت حسرتهُ
تروي المرارةَ أكوابٌ وأكوابُ
ولا تقل: ما ذنبهُ حبي
إني قرأتُ بأن الحبَّ غلّابُ
يدق مسمارهُ في كل زاويةٍ
وفي الصميمِ
مطرقةٌ ومثقابُ
لكل واجلٍ من دمعةٍ سقطت
لم يبق للدمعِ في الأحداقِ أعصابُ
للعاشقين
حريقٌ في شحوبِهمُ
له لون نارٍ
وللنيران ألوانُ
فوق الظهور
هموم الحبِ قد حملت
منه الجميلُ
وفيه الحزنُ عنوانُ
للعاشقين مكانٌ في الدموع إذا
صوتٌ لذكرى
أو في الصوتِ نسيانُ
للعاشقين مشقاتٌّ معقدةٌ
جباله ارتفعت
وأوديةُ وشطآنُ
للعاشقين
بفم الأزمانِ أغنيةٌ
طرب المكانُ
وللإيقاع أحزانُ
للعاشقين
دليلٌ يتبعونَ به
إلى النهاياتِ
أوهامٌ ودخّانُ