أسد الغابة
11آب2012
محبوبة هارون
أسد الغابة
محبوبة هارون
مرثية الطفل حمزه الخطيب
وَجَاءَ المَسَاءُ وَوَقتُ وَليْثٌ يَعُودُ ولكن بخَوْفٍ ألَيْثٌ يَخَافُ فَمِمَّ وَكَيفَ وَقَفتُ بَعيداً أقولُ لَعَلِّي كَأنِّي سَمعتُ بُكَاءً وَصَوتًا أأنتَ بخَيْرٍ أجِبْني صَغيري * * * يُجيبُ الصَّغيرُ أبي كَيفَ أنتَ؟ وَيَمسَحُ عَن وَجنَتيهِ الدُّمُوعَ بَصُرتُ بِهَولٍ بقلبِ الصَّبيِّ أبِي كَيْفَ أنتَ بِرَبِّي أجِبني أغيثيني أمي، أبي لا يَرُدُّ أغيثيني أُمِّي، فَكَيفَ الحَيَاة فقالتْ بُنَيَّ: أبوكَ حَيَاتي * * * وَعَادَتْ تَقُولُ: شَريكَ حَيَاتي خَرَجتَ مُنَايَ وَأنتَ كَبَدرٍ وَعُدتَ إليّ بِمَا لستُ أدرِي تَكَلَّمْ حَبيبي فِدَاكَ وُجُودِي * * * فَعَادَ الغُلامُ بطَرفةِ عَينٍ فَصَاحَ الطَّبيبُ: إلهِي أَعِنِّي عن الوَعي غَابَ، فَهَل مِن وَريدٍ وَبعدَ ابتِهَالٍ وَطُولِ عَنَاءٍ إذَا بِالمريضِ بِصَوتٍ خَفيضٍ يكُونُ خَيَالاً وَأضغَاثَ حُلمٍ بُنَيَّ صُعقتُ لمَا قَد رَأيتُ رَهيبٌ بُنَيَّ رَهيبٌ رَهِيب * * * رَأيْتُ السَّماءَ بثوبِ حِدادٍ كَأنَّ الجِبَالَ تَئِنُّ وَتَهوِي وَيَهتَزُّ حُزنًا يُنادي عَلَيهم يَقُولُ سَلوني بِصِدقٍ أُجِبْكُم وُحُوشٌ فَلا .. بَل تَئنُّ وُحُوش * * * يَقُولُ نَعيمٌ وَعَقلٌ أتَاهم نَذيرٌ أَتَاهُم وَليسَ بَعيدًا فَيَأبَى الجَهُولُ بِدِرعَا وليبيا..... فَينهَشُ حُلمًا فَتِيًّا تَرَاءى فَتَصرُخُ صَرعَى.. إلهِي أَغِثْنَا فَمَا قَدَّروكَ إلَهِي فَجَاروا * * * تَرَانِي بُنَيَّ كَرهتُ حَيَاتي كَرِهتُ أعيشُ لِيَومٍ كَهَذا فَلَستُ بِتِلكَ البَشَاعَةِ كَلاَّ | الغُرُوبْوَكُلٌّ لأهلٍ بِشَوقٍ وَهَذا لعمري لشيءٌ عَجيب وَيَجري إلى البيتِ يَطوي الدُّروب بسؤلي وَلهفي أُلاقِي المجيب يقولُ: رَهيبٌ رَهيبٌ رَهيب وَتَمضي الدُّموعُ وَيَمضي النَّحيب * * * فِداكَ حَيَاتي، فأنتَ الحَبيب فمَا اسطَعتُ مَسحَ دُمُوعَ القُلُوب كَأنَّ الجَميلَ بِقلبِ الَّلهيب وَيَصرُخُ: أمِّي أَبِي قَد يَغيب علا الوَجهَ صَمْتٌ، عَلاه شُحُوب بِدونِ الحبيبِ فَضَائي كَئيب فهَيَّا وَأحضِر إلينَا الطَّبيب * * * فُؤَادي يَئِنُّ وَعَقلي سَليب وَلا غَروَ أنتَ الحَسيبُ النَّسِيب هَزيلاً حَزيناً وَهَذا مُريب فَأنتَ الحَيَاةُ وَأوفَى النَّصيب * * * وَيلهَثُ يَجري.. وَمَعْهُ الطَّبيب فَزَيْنُ الأُسُودِ طَريحُ الخُطُوب لَعَلَّ الدَّواءَ يُزيلُ الكُرُوب وَكَانَ الوَريدُ يُريدُ الهُرُوب يقُولُ: تَمَنيَّتُ ظَنِّي يَخيب مَعَ الفَجرِ يَمضِي أمَامي يَذُوب فَخلتُكَ حَمزةَ.. ابنَ الخَطيب رَهيبٌ وَرَبِّي رَهيبٌ رَهيب * * * وَبَدرٌ يَزُولُ وَشَمسٌ تَغيب وَعَرشُ الإلهِ يَقُولُ.عصيب.... أيَا آلَ حَمزَةَ رَبِّي رَقِيب وَلو بَعْدَ حِينٍ فَنَصري قَريب من المُجرمينَ وَليْث غَضُوب * * * فَلَمْ تُغْنِ عَنهُم فَمَا مِن لَبِيب فَتُونُسُ، مِصرُ عَلَيْهم تُجيب وَيَأبَى الَّذي مِثلُهُم في الجَنُوب عَلَى الأمنياتِ يَشِنُّ الحُرُوب فَهذَا وَليدي احتواه المَشِيب وَغَاصُوا افتراءً بِبَحرِ الذُّنُوب * * * وَيَومَاً عَبُوسَاً فَكَيفَ أَتُوب فَيَحمِلُ إسمي حَقُودٌ كَذُوب وَلَيسَتْ نُيُوبي كَتِلكَ النُّيُوب | يَؤوبْ