الحُلُمُ
محمد سعد دياب
المشهد الأول: الأمجاد
كنا شموس زماننا
ألقاً.. وكان زمانا
تتراكض الأمجاد في
ساحاتنا ألوانا
في كل شبر وقفة
شمخت.. زهت أركانا
من غيرنا لصباحه
أعطى السنا الريانا
* * *
نحن الذين بكفهم
حملوا التقى قرآنا
وتجذرت بقلوبهم
آياته إيمانا
الله أكبر جلجلت
خضنا بها النيرانا
الله أكبر حطمت
شركاً.. محت طغيانا
* * *
كنا سيوفاً.. زلزلت
كف الردى.. شجعانا
كم جاوزت أفراسنا
بيداً.. طوت شطانا
كنا الإباء.. أعزة
لا نستكين هوانا
أيان سرنا.. قد سرى
عبق يحيط خطانا
* * *
بدر هي العرس الذي
ضاءت به الأمجاد
قاد النبي لواءها
هي نصرنا الوقاد
شرفت بسيف المصطفى
تكبيرهُ الإنشادً
طال الثريا رفعة
تاقت له الآماد
يا فتح مكة.. نوره
نحو العلا ممدود
وتبوك والأحزاب.. بل
والزهرات حشود
المسلمون توجهوا
لله.. نعم جنود
خاضوا المنون جسارة
والبيرق التوحيد
* * *
يا سعد.. نعمك قائداً..
وعداً يفيض خلوداً
القادسية لم تزل
نصراً تضيء فريداً
حطين واليرموك.. يا
عقداً يتيه نضيدا
هذا صلاح الدين ما
زال الهوى المنشودا
* * *
المشهد الثاني: التمزق
ما بال قومي.. قد تمزق شملهم
تتناحر الأحقاد والأكوام
حصد الشتات المر طعم وجودنا
لا شيء إلا الخلف والأقسام
صحت القبيلة تستعيد عراكها
وصحا العدا.. واستيقظت أورام
عدنا قروناً للوراء تصدعاً
فقلوبنا مقت.. ونحن خصام
أين التفتنا كربلاء أمامنا
فدم العروبة كله أسقام
أو ما كفانا ألف جرح نازف
وحشاشة.. حرق بها وسهام
أو ما كفانا، أنهر الأحزان في
أحداقنا، ومدى الطريق ظلام
هي فتنة شبت لظى بحريقها
هاجت.. وأين لوقفها إلجام
هذا زمان الفاجعات.. فمرها
يدمي الدواخل.. بئسها أيام
* * *
يا ويح قومي.. أصبحوا
فرقاً أناخ بها الشتات
الغل يملأ صدرهم
حقداً.. ويملأها افتئات
في كل كف خنجر
للغدر.. يا قبح الحياة
ماتت بنا أخلاقنا
وقضى زمان المكرمات
* * *
جسد العروبة جثة
كثرت عليها الجارحات
كل المسالك ظلمة
حلكت دروباً شائكات
الناس كيف تقدموا
وعياً.. ونحن هنا موات
عشنا الحضارة قشرة
منها عشقنا الترهات
* * *
أين الذين تألقت
بهم الدنا.. أين الثقات
زانوا الحياة بعلمهم
كانوا الطلائع والحداة
أواه.. هل تأتي غداً
صفحات فجر زاهيات؟
ويعود صبح ناصع
بعد الليالي الداجيات؟
المشهد الأخير – الحلم
يا وحدة نرنوا لها
وبنا النفوس صفاء
نهفوا لها بقلوبنا
هي حلمنا الوضاء
كي تستريح جراحنا
تتجمع الأشلاء
يا صوتنا المفقود هل
لك عودة شماء
لك كبرياء شامخ
لتهابك الأرجاء
* * *
الحلم أن نبقى يداً
وشجت قوى ووفاقاً
حيث القلوب نقية
صدحت ندى دفاقا
والفجر يورق والمدى
صحو.. زها إشراقاً
تتمدد الأفراح في
ساحاتنا.. أطواقا
تبقى عروبتنا دماً
نزهو به عشاقاً
وتعود شمس وجودنا
تكسو الزمان مفاخراً
وأبو عبيدة بيننا
رمز توهج نائراً
وابن الوليد.. خيوله
بيض.. يكبر ثائراً
لا.. لن نعود قبائلاً
وشراذماً وعشائراً
تتشابك الأيدي على
حب.. كفى تناحراً
هذا كتاب الله وحـ
ـدنا.. يفيء منائراً