في حَضْرَةِ الرَّصاص
القصيدة الفائرة بالمركز الأول التي قام بها منتديات تجمع شعراء بلا حدود
صقر أبو عيدة
[email protected]
إنْ تَقْرَؤُوا غَبَشَ الدّمُوعِ على
خُدُودِ الْبُرْتُقالْ وَتَرَوا بِكُلِّ حَديقَةٍ جَفَّتْ
هُنا وَجَعَ السُّؤَالْ فَهُناكَ عَينُ رَصاصَةٍ حَطّتْ عَلى
كِيسِ الرّمالْ *** في نَشْرَةِ الأَخْبارِ يُنْزَعُ
وَرْدُنا بَينَ السّطُورْ لَمْ يَسْتَطِعْ لُبْسَ الظّلِيلِ
وَيَحْتَمِلْ صَلْيَ الْفُجُورْ فَهُناكَ أَنْفُ رَصاصَةٍ يَصْبُو إلى
رِيحِ الْقِتالْ *** وَإذا النّشامَى لَمْ تَصُنْ
عُنْوانَها وَتَغِيبُ دُورُ الْحَيِّ عَنْ
سُكّانِها فَهُناكَ زَنْدُ رَصاصَةٍ يَدْعُو إلى
حَفْلِ اغْتِيالْ *** إنْ لَمْ تُظَلّلْ سَرْوَةُ
التّارِيخِ دَرْبَ خُيُولِنا وَتُرَتّلِ الأَعْنابُ لَحْنَ
شُيُوخِنا فَاعْلَمْ بِأَنّ رَصاصَةً خَطَفَتْ
تَرانِيمَ الْمآلْ *** أَرَأَيتُمُ الشّجَراتِ كَيفَ تَمُوتُ
حُبّاً لِلْخَلاصْ فَمَنِ الّذِي جَعَلَ الْحُقُولَ
تَمُدُّ عَيناً لِلْمَناصْ وَالصّبُّ يُمْنَعُ بِالرَّصاصِ هُنا
وَأَلْسِنَةِ الْكَلالْ *** في حَضْرَةِ الأَحْبابِ نَحْضِنُ
أُنْسَنا دُونَ ارْتِيابْ بِالْوُدِّ نَمْحُو بُعْدَنا
وَالْهَمْسُ عِطْرٌ يُسْتَطابْ لَكِنْ رَصاصُ شَقَائِنا قَطَعَ
الْوِصالْ *** مِلْحُ الشّعُوبِ مَرارَةٌ تَكْوِي
الْحُلُوقْ لا تَمْتَطُوا ظَهْرَ النّكايَةِ
وَالشّقُوقْ أَوَتَعْجَبُونَ مِنَ الرَّصاصِ إذا
قَلَى شِبْهَ الرّجالْ *** دَرْبُ التّغَرُّبِ زَيَّنَتْ
أَسْماءَهُ دُنْيا الثُّبُورْ وَتَمَزّقَتْ سُتُرُ الْبِلادِ إلى
وَسائِدَ لِلْغَدُورْ حَنَكُ الرّصَاصَةِ يَرْتَوي مِنْ
نَغْمَةٍ فِيها ارْتِحالْ *** هَذي مَرايانا نَرَى فِيها وَجُوهاً
بَالِيَهْ وَمَذَلَّةً نُحِتَتْ بِأَوجاعٍ
وَطَوقِ الدّاهِيَهْ نَهْفُو لِرَحْمَةِ خَيلِنا
بِرَصاصَةٍ خَوفَ النّزالْ *** الصّبْحُ يُخْبِرُ مَنْ يَخافُ مِنَ
الْغَدِ عَيشُ الْكَريمِ مَطِيَّةٌ وَاحْذَرْ
مِنَ الْخِبِّ الرّدِي فَرَصاصَةُ الأَنْذَالِ تَهْرُبُ مِنْ
مَصابِيحِ اللّيَالْ