في ظلال وعيون
محمد فريد الرياحي
إلى أبي في رحمة الله التي وسعت كل شيء
نفيت يا أبت مرتين، فكانت المرة عهدا يتمدد في العذاب،
وكان ما بين المرتين زمنا يتجدد في العناء،فلا فتور ولا
انقطاع في الذي مسك من الضر، ونالك من القرح.
نفيت يا أبت مرتين، فوليت وجهك للذي فطرك، واصطبرت، فكتب الحافظون الكرام الكاتبون
اصطبارك في صحيفتك، ليكون لك ذكرا وذخرا في يوم تقرأ فيه كل نفس كتابها.نفيت يا أبت مرتين،
فسلام لك من آل رياح، وسلام عليك من ولد صالح يدعو لك.
قتلوك في
زمن الخداع وما دروا
من غدرهم
أن المجاهد لا يموت
قتلوك يا
من في المدائن قد فتحت متارسا
ومدارسا
قتلوك إذ
عجلوا إليك بمكرهم
قتلوك في
وهج القنوت
قتلوك في
عنف الخيانة واستباحوا ما بصدرك من
تراتيل القـُران وما دروا
من كفرهم
أن الخنا
ليل يفوت
وظللت في الليل البطيء تروع الموت الذي
من بأسه
فر الذين رضوا الحياة غنيمة
ورضيت بالحلم الوضيء عزيمة
جهل الخوالف أن هذا الحلم للقلب الأبي وقد علمت
وسكنت في
وطن الهموم فأشرقت
فيك الطوالع والتحمت بحزمك العـُمري ليلة أن دعيت
إلى النفار وقد عزمت
غنم الذين تعجلوا
متع الحياة وما غنمت
ما خاب عزمك في المنون وما سكنت
ما ضل سعيك في الظنون وما وهنت
النفي في ليل الضنى
قد كان حظك فاحتسبت
وشهدت من
فوق الذرى
أن الجنى
لمن اتقى
فقرأت وردك وارتقبت
ولبثت في
وطن الهموم على اللظى
حتى إذا
أفلت مطامع من غوى
أدركت كشفك في المدى
وسجدت من
وهج العبادة واقتربت
قد كان صحبك ها هنا
قد كان صبحك ها هنا
ثم ارتحلت
رحلوا رحلت
رحلوا رحلت على الهدى
وإلى الشهادة قد عجلت
رحلوا رحلت
رحلوا رحلت وليس في
ألق الندى
إلا الرحيل
رحلوا رحلت وعند ربك في العلى
ظل ظليل
أبتاه إن الركب اشهد رحيلك في الندى ألقا أعليت ما للحق من غرر وعبدت ربك بالهدى أمدا قتلوك ما أغنت مكاسبهم قوم إذا جد الوغى ذهلوا فروا فما نامت مراقدهم ضربت عليهم ذلة ومضت وليت وجهك للوغى طمعا وشريت نفسك والمدى فتن فشهدت بالإسلام ملحمة السجن يعرف همة عظمت لك بالمنى حلو الجنى مددا قتلوك ليلة أن نفوك فما عميت بصائرهم وحيق بهم ذهبوا وقد ذهبت منازلهم هذي المنازل ليلها صور هذي الديار متاعها غير قتلوك يا ابن الأكرمين فلا أدرك ركابك بالهدى بطلا فاليوم لا هم ولا حزن لك عند ربك نعمة خلصت | يرتحلفاشهد رحيلك أيها وانعم فلا هم ولا عجل لم يلهك الإغراء والدجل حتى أتاك الحق والأجل عنهم وما فازوا وقد عجلوا وعلاهم الإرهاق والوهل وهووا فما قامت لهم حلل أحلامهم في الهون إذ هملوا في رحمة الرحمن إذ جفلوا تجري لمعترك وتشتعل بالهدي كان الفوز والبدل والنفي والأوهاق والعلل ولغيرك الإفلاس والخبل ربحت تجارتهم وقد جهلوا فلبيس في الإسراف ما فعلوا وثووا فما دامت لهم دول وثنية ونهارها وحل وبريقها يغوي ويختتل سلمت مضاربهم ولا قفلوا وارحل فإن الركب يرتحل فافرح ولا غم ولا ملل ومآلك الجنات والظلل | الرجل
من روحه
ضاءت مواسم وجدة
يا أيها الرجل الذي
من كفه
جاءت ملاحم وجدة
هذي قوارعهم تهب على المدائن فاقترب
من سر سرك واستبق
ما في المطالع من عيون فيضها
شربت به همم الرجال اشرب من العين التي
لألاؤها
من فضل ربك واقتبس
أسرارها
يا أيها الرجل اصطبر
في الماحقات ولا تطع
من في الهوى
عن ذكر وردك قد غفل
يا أيها الرجل اصطبر
في الحادثات فإن وردك في المدى
سور القـُران وحلمك الميمون بالفتح المبين قد اشتعل
نقِم الخوالف منك أن
آمنت بالذكر الحكيم محجة
ورأيت من
أيات ربك في الهدى
ما لم يروا
هل يستوي
من في الهدى
عبد الإلاه ومن على
أهوائه
ضل الطريقة واعتزل
ادخل جنان الخلد في
دار المقامة حيهل
الله ربك فاصطبر
وإلاههم
هبل هبل
في سبيل الله ما كان من النفي البعيد
في سبيل الله ما كان من الهم المديد
قلت ربي
أيها الحر وفي الصبر مزيد من مزيد
قلت ربي الله في الكرب الشديد
قلت ربي الله واخترت يقين الحق في الليل العنيد
في سبيل الله ما في
زمن القرح لقيت
مسك الضر وبالصبر رضيت
قدرا كان عناء قد رأيت النور من فوق الندى وتلوت الآي في ليل الهدى كان ما كان من الهم الذي كان ما كان وهذي مهجة كان ماكان وهذي رجة أيها الشاعر أجمل جزعا تلك آيات الهدى قد شهدت تلك آيات الهدى محضرة رب إن الأمر أمر واقع فارحم اللهم عبدا مومنا وسرى التنزيل في أشواقه أيها الشاعر أجمل جزعا لك عقبى الدار نوراً وسنا | المعتقلأيها الحروكان المرتحل وشهدت الليل تجلوه القلل فهمت من خشية الله المقل هومت فيه مدارات الأجل تتلوى من عذابات العلل يتردى الحلم فيها والأمل قدر الله وما شاء فعل لمن اعطى واتقى ثم ارتحل روْحها روْح من الروْح نزل فإذا جاء فلا يغني المهل قطع الدهر جهادا وامتثل فبكت عيناه دهرا وابتهل قدر الله وما شاء فعل ولهم في الويل كفران هبل |